"الكتابة للطفل يظنها البعض حديثة، ولكن الحقيقة أنها قديمة، لكن باختلاف الأدوات، وانتقالها من الشفاهية، إلى الحجر المسنون، ثم البرديات، حتى الوصول إلى أزرار الكيبورد"، بتلك الكلمات بدأت الشاعرة والروائية سهير المصادفة، مدير عام النشر بالهيئة المصرية العامة للكتاب، ندوة "كتاب الطفل بين ثلاثة أجيال"، والتي اقيمت اليوم في قاعة "لطيفة الزيات" ضمن فعاليات الدورة 49 لمعرض القاهرة الدولى للكتاب. وتساءلت "المصادفة": "لماذا العالم العربي، بالرغم من أنه لم يصنع التكنولوجيا، إلا أنه غارق فيها، بينما الغرب مهتمون بالقراءة عن التكنولوجيا؟" مشيرةً إلى أن الجيل الأول من أجيال الكتابة الثلاثة انبثق من حكايات الشعوب الأولى، والجيل الثاني وضع قواميس عبر ترجمة ما يسمي ثراء اللغة العربية، بينما يحاول الجيل الثالث خلق ترجمة جديدة لتناسب الطفل الذي يستخدم أزراز الكيبورد. فيما لفت الكاتب يعقوب الشاروني إلى نظرة رواد أدب الأطفال في مصر، والوطن العربي، للأطفال علي أنهم بالغون صغار، في التربية التقليدية، وانعكست هذه الرؤية علي الرواد الأوائل، مثل ما حدث في قصة "غفلة بهلول" حيث بالغ المؤلف في تأكيد الخطأ، واقتصار سلوك الأطفال المعتاد على أنه عصيان متعمد". وأضاف أن التربية الحديثة، تهدف الي إثارة حوافز حب الاستطلاع لدي الاطفال، وتدريبهم على عدم الاكتفاء بما يعرفونه، وحثهم على البحث عن التفسيرات الجديدة والحلول الأصيلة، حتى لو خالفت المتعارف عليه. من جانبها ركزت الدكتورة شرين كردية، مديرة دار أصالة لأدب الطفل، ورئيس الهيئة اللبنانية لكتب الأطفال، على عوامل النشر القوية والمؤثرة في الطفل، معتبرةً أن أقوى عاملين هما المؤلف والرسام، وأهمها محتوى الكتاب الذي يجذب الطفل لقراءته، مضيفةً أنها ضد أي نوع من العنف في كتب الاطفال. واختتمت الندوة سماح أبوبكر عزت، كبير معدي ومقدمي برامج الأطفال، وأحد كاتبي الجيل الجديد، بحديثها عن أهمية تمتع كاتب الطفل بمقومات معينة، فالمحفز لها في الكتابة هو الطفل نفسه، حيث تهتم بما يشغله، والتساؤلات والأخطار التي تحيط به، واستشهدت بتجربتها "بعد النهاية تبدأ الحكاية"، حيث طلبت من الأطفال إعادة كتابة القصص مرة أخري لإشعال خيال الأطفال وتطويره.