عقدت ندوة كتاب "الطفل العربي بين أجيال ثلاثة" بقاعة لطيفة الزيات، في اليوم الثالث على التوالي لمعرض الكتاب، وحاضر فيها يعقوب الشاروني، ود. شيرين كريديه من لبنان وسماح أبو بكر عزت وأدارت الندوة د. سهير المصادفة. وأشادت سهير المصادفة بدور الإمارات في العناية بنشر كتب الطفل، ثم انتقلت لموضوع الندوة وقالت إن للكتابة للطفل أدواتها التي اختلفت منذ الكتابة على الجدران إلى البرديات إلى الكيبورد، واستغرقنا في التكنولوجيا الحديثة رغم أننا لم نصنعها ولا نقرأ للطفل على عكس الغرب صانع التكنولوجيا، وقد انبثق الجيل الأول من حكايات الشعوب واشتبك معها مثل بيضاء الثلج وذات الرداء الأحمر أما الجيل الثاني بدأ يضع قواميس لإثراء اللغة العربية أما الجيل الثالث يحاول وضع قاموس للتعامل مع الكمبيوتر. وقال يعقوب الشاروني إننا بعد كامل كيلاني الذي لم يكتب عن الحياة المعاصرة ولكنه كان يستلهم كتبه للأطفال من التراث والأساطير ولم يغير في جوهرها، أصبحنا نقلد الشباب في كتابة القصص لنصل إلى عقلية هذا الجيل الذي يتعامل مع التكنولوجيا الحديثة، وأضاف أنه تم اكتشاف أدب الأطفال عند الفراعنة بين كراسات المدارس وليس على جدران المعابد. وينبه الشاروني إلى أن كتاب الأطفال يتعاملون مع الطفل على أنه رجل صغير، فمثلًا في قصة "غفلة بهلول" يصف الكاتب نظر الطفل للطيور على أنه بله مع أنه طفل لديه حب استطلاع، وليس رجلا، ولكن اختلف الجيل الثالث بدأ يهتم بالقضايا المعاصرة وبالطفل في المجتمع، واستطاع توظيف استخدام الحيوانات والنباتات في القصص لبث قيم معاصرة. وقالت شيرين كريديه ناشرة لبنانية لكتب الأطفال، أن ما يصدر للطفل يتأثر بعوامل عديدة أهمها المؤلف والرسام، والطفل ليس هو المشتري لكن من يختار له القصص المدرسة والأسرة، وموضوع كتاب الطفل أهم ما يهم الأسرة، أما عن نوعية الكتب الآن تتضمن أبطال الجيمز لمواكبة العصر. وقالت المصادفة إذا كان الخيال الجامح هو ما يستهوي الطفل، ولكن طبقا لعصره فعنده بات مان وسوبر مان فماذا يقدم كاتب الطفل لجذب الأطفال بعيدًا عن أزرار الكيبورد. فأجابت سماح أبو بكر عزت أنها أولًا تعتبر نفسها طفلة تكتب للكبار ويجب أن يكون بداخلها طفلة لتفهمهم وتكتب لهم، وأنها تحاول إعادة كتابة القصة الكلاسيكية لتواكب العصر، وطلبت من الأطفال إعادة كتابة القصص كما يرونها، وأكثر ما يحيرها هو اختيار عنوان لما تؤلفه، وأكثر ما يلهمها في قصصها الأطفال، فمثلًا رأت طفل يبيع الجرائد المليئة بأخبار الحروب، فكتبت قصة "حمادة صانع السعادة" وكان بطلها الطفل بائع الجرائد، ويجب معرفة ما يشغل الطفل لنكتب له، ثم تساءلت المصادفة عن سبب قلة أبطال القصص المشهورة لدى الطفل، وكيف يدشن الناشر لشخصية معينة. وأجابت كريدية أن هناك مشكلة تواجه الناشر وهو خوفه من ألا تعجب الشخصية في القصص الطفل، وهذا قد يكلفه الكثير، ولعل هذا السبب في نشر القصص الذي وجدوا أن أبطالها ذوي شعبية كبيرة لدى الطفل مثل سنو وايت وعقلة الإصبع. وأشارت كريدية إلى نقطة أخرى وهي رفضها للعنف في كتب الأطفال، ويجب حل المشاكل في حبكة القصة بشكل سلمي، فبدلًا من قتل الذئب في القصة مثلًا حبسه في الخزانة.