- المشاركون فى القداس يقطعون عشرات الكيلومترات للوصول إلى كنيسة العاصمة الإدارية - أم صادق: «حاجة حلوة ولازم نفرح» - وداعية الأوقاف: لا أفوت عيدا - وجون: ترسيخ حقيقى لدولة المواطنة -والبابا: الكاتدرائية الجديدة رسالة سلام ومحبة لكل العالم - ودليل قوى على عمق العلاقات والتآخى الذى يربط جموع الشعب المصرى قطع العشرات من الأقباط، أمس، عشرات الكيلومترات من كنائسهم فى قلب القاهرة والجيزة، لحضور قداس عيد الميلاد المجيد فى كاتدرائية «ميلاد المسيح» بالعاصمة الإدارية الجديدة، والتى جُهزت قاعة فيها لتسع 2500 مصلٍ. ونقلت الكاتدرائية المرقسية فى العباسية الأقباط والإعلاميين عبر حافلات نقل أقلتهم من مقر العباسية، وصحبتها سيارات شرطة ودراجات لتأمين الوصول إلى الكاتدرائية بالعاصمة الإدارية والتى شهدت تكثيفات أمنية مشددة من قوات الشرطة والجيش، كما انتقل طاقم مصغر من فندق الماسة بالعاصمة لمقر الكاتدرائية لخدمة مصليها وتقديم المشروبات لهم. ومع مغيب الشمس، أضيئت الكنيسة من الداخل، وأضىء الصليب الذى اعتلى الكنيسة باللون الذهبى، وتزينت الكنيسة من الداخل بشجرة الميلاد، وصدحت الكنيسة بدقات الأجراس، كما رفع الأقباط علم مصر وسط فرحة بالغة قبل دقائق من دخول الرئيس للكاتدرائية، إذ دقت الأجراس فور دخول أساقفة الكنيسة والشماسين، ثم دخول البابا والرئيس معًا، ووفد من القوات المسلحة. واعتلت أصوات التصفيق وصيحات الهتاف والزغاريد من النساء فور دخول السيسى فى السابعة من مساء السبت، كما رددوا هتاف «تحيا مصر»، وألقى الحاضرون باقات من الورود على الرئيس، وهتفوا «بنحبك يا سيسى، وعاش السيسى وتحيا مصر، وعايزينك يا ريس، وحننتخبك، وسيسى سيسى». وفى كلمته الموجزة قبل بدء القداس، أكد السيسى أن افتتاح كاتدرائية «ميلاد المسيح» رسالة سلام ومحبة للعالم أجمع، مضيفا: «اسمحوا لى أن أقول لكم وللبابا ولكل الأشقاء والأهل وكل مصر والعالم كل عام وأنتم بخير.. وأهنئكم على الافتتاح الجزئى للكاتدرائية، وهو رسالة كبيرة جدا من مصر ليس فقط للمصريين ولا للمنطقة بل للعالم كله، رسالة سلام ومحبة». وتابع: «بفضل الله نقدم نموذجا للمحبة والسلام بيننا وستخرج المحبة والسلام من مصر لتعم العالم، وعندما نعيش الأحداث الحالية تتساءلون معقول أن يسود السلام؟.. نعم سيسود.. عمر الشر والخراب والتدمير ما يقدر يهزم الخير والمحبة والسلام، أنتم أهلنا وأنتم مننا وكلنا واحد ولا يستطيع أحد أن يقسمنا أبدا، وهذه الرسالة الثانية». من جانبها، أكدت أم صادق المقيمة بالمطرية حرصها على أداء الصلاة فى العاصمة الإدارية لأنه المكان الذى جهزه الرئيس رغم أنها اعتادت على صلاة قداس العيد فى كنيسة مارجرجس، مضيفة: «حاجة حلوة ولازم نفرح». ومن عزبة النخل قطع جرجس كيلومترات كثيرة لحضور القداس، وقال: «جئت أفرح وأصلى وآخذ بركة». وقال جون فهيم الذى اصطحب أسرته معه وحرصوا على التقاط صور «السيلفى» أمام الكاتدرائية إن بناءها هو ترسيخ حقيقى لدولة المواطنة وهتف «تحيا مصر». ووصف مدحت فؤاد القادم من كنيسة السيدة العذراء بالزيتون، الأمر بأنه حدث غير مسبوق، أما اليزابيث وهى سيدة من كبار السن فقالت بفرح: «الكاتدرائية حاجة جديدة وحلوة واحنا مبسوطين»، وذكرت منى العقاد أن الكاتدرائية بناؤها يؤكد أن المصريين طول عمرهم واحد لا يفرقهم أحد. وقال الداعية بوزارة الأوقاف، أحمد صابر ل«الشروق»: «شىء طبيعى انى آتى، إحنا جايين بيتنا مش بفوت عيد». وقال شنودة صبرى من كنيسة الملاك ميخائيل بمنطقة الضاهر، إن الكاتدرائية الجديدة شىء جميل وإنجاز رائع، وأكد أشرف رفعت من كنيسة السيدة العذراء والقديس اسطفانوس بشبرا الخيمة، أنه تعود أن يحضر القداس منذ صغره مع البابا المتنيح شنودة الثالث، وأنه حضر اليوم لأن الكاتدرائية حاجة جميلة تؤكد أن الرئيس أوفى بوعده، مكملا: «شىء يشرف مصر كلها وبشرة خير لنا وللعاصمة الجديدة، والبعد المكانى مكنش مأثر فينا، إحنا كده كده جايين، وده يوم جميل أوى». وقال ناجى فايز فرح وهو مصور صحفى واصطحب بناته الثلاث للكاتدرائية، إن الحضور يمثل فرحة، مردفا: «جبت بناتى عشان يفرحوا ويتصوروا ويشوفوا المكان الجميل ده، وأشوف الريس، ونأخذ بركة من الكنيسة». وجدد البابا تواضروس الثانى شكره وتقديره للرئيس عبدالفتاح السيسى لمشاركته اليوم احتفالات عيد الميلاد المجيد بكاتدرائية «ميلاد المسيح»، لافتًا فى تصريحات صحفية من داخل المقر الباباوى بالعباسية أن الكاتدرائية الجديدة تحمل اسما مميزا، وأنها رسالة عن قوة مصر فى تنفيذ وعودها وامتلاكها لجميع مقومات البناء والنجاح بسواعد أبنائها. وقال إن بناء الكاتدرائية الجديدة يحمل رسالة سلام ومحبة لكل العالم، وأنه دليل قوى على عمق العلاقات والتآخى الذى يربط بين جموع الشعب المصرى العالم، وكذلك التآخى الموجود فى العاصمة الإدارية الجديدة من حيث وجود المسجد والكنيسة متجاورين، مؤكدا أنه أمر يعطى رسالة للعالم كله على وحدة صف الشعب المصرى.