• زوجة أحدهما: لا نملك محل الخمور.. والشقيقان تواجدا أمامه بالصدفة • الأمن يفحص 250 سائق «توكتوك» للتوصل إلى الجناة «نبحث عن القتلة مع أجهزة الأمن»، بهذه الكلمات بدأت جرمين بشرى، زوجة الشهيد أشرف، الذي لقى مصرعه بصحبة شقيقه عادل، عقب استهدافهما من قبل 3 ملثمين كانوا يستقلون "توك توك"، وأطلقوا عليهم أعيرة نارية من بندقية آلية، أثناء وقوفهما بجوار محل خمور، مالكه رؤوف ميخائيل، وهو صديق لهما، في شارع الدكتور بمنطقة العمرانية بالجيزة، مؤكدة، وهى باكية، أن زوجها وشقيقه، كانا محبوبين ولا توجد معهما أي خلافات. وأضافت «جرمين»، أن زوجها قُتل عقب عودته من شراء ملابس العيد لأبنائه للاحتفال، إلا أنها فوجئت بخبر إصابة شقيق زوجها بطلق ناري، وعندما هرعت إلى مكان الحادث وجدت زوجها وشقيقه غارقين في دمائهما وسط صراخ وعويل الشارع بالكامل، موضحة أن عددًا من الأهالي حاولوا ضبط الجناة إلا أنهم لم يتمكنوا من ذلك بسبب تهديد العناصر الإرهابية لهم قائلين: «لو قربتوا مننا هنصفيكم أنتم كمان». واستطردت: «زوجي وشقيقه ذهبا إلى السماء ليلة رأس السنة أمام أولادهما، وتركا لنا 4 أطفال»، وسرعان ما انفجرات عيناها بالدموع، مرددة: «طلبت منه عدم الخروج في هذا اليوم، حتى نحتفل سوية إلا أنه طلب مني أن ألتقط له صور مع أبنائه بعد شرائه ل"طرطور بابا نويل" وارتدائه، وعندما انتهي من التصوير يقول لي "صوري كمان"، وكأنه يشعر أنها صورة الذكرى الأخيرة في حياته». وطالبت زوجة الشهيد، بالثأر لزوجها، مضيفة أنها ذهبت لتفحص كاميرات المراقبة المجاورة لموقع الحادث حتى تدل الأمن على أي معلومات من أجل الإمساك بالجناة في أسرع وقت، مؤكدة أن الحادث إرهابي وليس جنائي. من جانبها، قالت رانيا ماهر، زوجة الشهيد عادل، إن زوجها ذهب قبل الحادث بساعات إلى كنيسة القديس ماربولس الرسول بشارع الدكتور، والتي تبعد عن موقع الحادث بأمتار قليلة برفقة أولادهم الثلاثة، وأكبرهم عمره 12 عامًا، لأداء الصلوات، وما أن انتهوا جميعًا، اصطحب الوالدان أبنائهما واشتريا للصغار ملابس العيد، ومرا على محل «رؤوف»؛ لتهنئته بالسنة الجديدة، بعدها أمطر الإرهابيون بوابة المحل ومحيطه بالرصاص، فسقط الشقيقان في دمائهما. وأكدت «رانيا»، أن زوجها وشقيقه لا يمتلكان محل الخمور وليسا شركاء فيه، مثلما أثارت بعض وسائل الإعلام خلال الفترة الماضية، لكن لديهما محل ميكانيكا وتغيير زيوت اسمه «البطل» ملاصق لمحل الخمور، ومرا على صديقهما صاحب محل الخمور لتقديم التهنئة، خاصة وأن الأخير كان لديه زحام في رأس السنة، وكانا يريدان الوقوف إلى جانبه فطالبهما بترتيب بعض الأشياء أمام المحل، وكان الموت في انتظارهما. وأكدت أنها تنتظر القصاص لزوجها وشقيقه، مشيرة إلى حرص الشهيدان على إرضاء أولادهما قبل الواقعة، من خلال شراء كافة المستلزمات لهم. وكان مسلحون قد أطلقوا النيران، في الساعات الأولى من صباح الأحد الماضي، على محل لبيع الخمور في حي العمرانية بمحافظة الجيزة، وأسفر الهجوم عن استشهاد صاحب محل قطع غيار، مجاور لمحل الخمور، يُدعى أشرف بولس عازر، وشقيقه عادل. وفوجئ المتواجدون بموقع الحادث، بتوقف «توك توك»، أمام محل بيع الخمور، خرج منه شخص ملثم يحمل سلاحًا آليًا، وأطلق أعيرة نارية بشكل عشوائي على الموجودين بمحيط المحل، وفر هاربًا هو ومن معه. وعلمت «الشروق»، من مصادرها أن أجهزة الأمن في الجيزة بقيادة اللواء إبراهيم الديب، مدير الإدارة العامة للمباحث واللواء محمد عبد التواب، مدير المباحث الجنائية، والمقدم محمد داود، رئيس مباحث العمرانية، والرائد محمد نجيب، معاون المباحث تكثف من تحرياتها للقبض مرتكبي الواقعة، من خلال تشكيلات بحث يشارك فيها أكثر من 35 ضابطًا من مختلف القطاعات. واستدعت أجهزة الأمن أبناء المجني عليهما، الذين تواجدوا خلال الحادث وعددًا من أقارب المجني عليهما لفحص العلاقات، وفحص ما يقرب من 250 سائق «توك توك»، في المنطقة، وتوسيع دوائر الاشتباه وفحص 200 آخرين من المشتبه فيهم والمتهمين في قضايا جنائية وسياسية لمعرفة خط سيرهم أثناء الواقعة.