فى الختام تحدثنا إلى أبطال الأزمة ومن نبحث عنهم فى مدرجاتنا وهم الجمهور الذى غاب عن المدرجات وتوجهنا إلى قادة الروابط الجماهيرية فى محاولة للتعرف على أسباب غيابهم وكانت البداية برابطة جماهير النادى الأهلى، ويؤكد محمد مصطفى المتحدث الإعلامى باسم الرابطة أن عزوف الجماهير عن المدرجات له أبعاد كثيرة أولها الأزمة الاقتصادية التى يمر بها العالم مؤخرا وتركت بصمة واضحة على كرة القدم والجمهور المشجع للعبة، وأضاف مصطفى أن التفتيش الأمنى المشدد فى بعض الأحيان يكون له أثر سلبى على الجمهور الذى يتوجه إلى الاستاد للتنفيس عن نفسه وقضاء يوم جميل، واعتبر مصطفى أن زيادة الاستديوهات التحليلية أصبح عائقا كبيرا أمام ذهاب المشاهد إلى المدرجات مضيفا أن أى بلد فى العالم لايحوى فى برامجه كل هذا الكم الهائل من الاستديوهات والمحللين، واقترح مصطفى أن يتم توزيع المباريات فى اليوم على كل القنوات حتى لاتذاع نفس المباراة على كل قناة. ومن مصطفى إلى رابطة نادى الزمالك تحدثنا مع أحمد عادل عضو رابطة ألتراس الزمالك (وايت نايت) الذى اتفق مع محمد مصطفى، مؤكدا أن الإعلام والأمن وبالتحديد منذ مباراة الأهلى والإسماعيلى فى الإسماعيلية والأحداث الساخنة التى شهدتها المدرجات كان لهما دور البطولة فى ابتعاد الجماهير عن المدرجات، وأضاف أحمد أن غياب المنافسة أهم سبب لعزوف الجماهير عن الملاعب، فجماهير الأهلى تشعر أن فريقها منفرد بالصدارة وجماهير الأندية تشعر بأن المنافسة فى ناحية واحدة وهو ما جعل الجمهور فى حالة ملل مستمر من روتين الدورى. واختلف سعيد تويوتا المسئول عن رابطة عشاق ومشجعى الزمالك مع الألتراس الزملكاوى، مؤكدا أن جمهور الزمالك لم يعزف عن الاستاد وإنما مساند جيد لفريقه فى كل مكان والدليل أن 4 سيارات كبيرة محملة بالجمهور الأبيض سافرت إلى بورسعيد والإسكندرية لمساندة الفريق، وكلما اشتدت المحنة كلما ظهر المعدن الأصيل للجمهور دون النظر إلى العوامل الأخرى، وأكد مؤمن عبدالحميد أحد مشجعى الزمالك أنه يسافر خلف الفريق فى كل مكان خصوصا فى أوقات المحنة، وعن متابعة المباراة على الشاشة الصغيرة يقول إن كثرة البرامج التحليلية أفسدت مذاق المباريات وغالبا ما تنتهى باللغط والمعلومات غير السليمة. وانتقلنا إلى النادى الاسماعيلى وتحدثنا مع جمال هيلتون رئيس رابطة جماهير النادى الإسماعيلى الذى أرجع العزوف الجماهيرى إلى بحث المواطن العادى عن «قوت يومه» ومواجهة متطلبات الحياة الضرورية وهو ما يتعارض حاليا مع الأزمة الاقتصادية التى تعيشها البلاد، وأشار إلى ان هناك مشجعين ينتظرون دعم رجال الأعمال وشراء تذاكر لهم وتوفير سيارات من اجل السفر خارج الإسماعيلية لمساندة الفريق والجميع معذور فى ذلك الأمر، ويكمل هيلتون بالتأكيد على أن الجماهير تفضل الجلوس أمام الفضائيات ومتابعة المباريات عبرها، وفى نفس الإطار تحدث مجدى مجاهد رئيس جمعية الدراويش الذى أكد أن قيام اتحاد الكرة بتحديد مواعيد للمباريات فى منتصف الأسبوع وليس فى أيام العطلة الرسمية يعد سببا فى ابعاد الجماهير عن المدرجات.