يخطو المرشح المصري فاروق حسني وزير الثقافة بخطى بطيئة لكنها ثابتة نحو المنصب الدولي الرفيع كأول مدير عربي مسلم لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم "اليونسكو". جاء ذلك بعد الجولة الثالثة التي واصل خلالها الفنان فاروق حسني تفوقه في الاقتراع السري الذي أجراه المجلس التنفيذي للمنظمة وحصل على 25 صوتا ، تلاه الأوروبيتان ، البلغارية إيرينا بكوفا والتي حصلت على 13 صوتا ثم النمساوية بينيتا فيريرو فالدنر في المركز الثالث برصيد 11 صوتا ، والتي انسحبت لصالح رفيقتها الأوروبية كما كان متوقعا. وبهذا تكون أوروبا قد "اتفقت" على مرشح واحد بعد أن كان يمثلها 3 مرشحين في الانتخابات ، قبل انسحاب فيريرو ، والليتوانية إينا مارشيليونت التي انسحبت قبل الجولة الثالثة من الانتخابات . وأشارت مصادر مقربة من الوفد المصري إلى أن هذا "الانسحاب يزيد من صعوبة الموقف على المرشح المصري ، اذا استطاعت المرشحة البرتغالية الحصول على جميع أصوات فيريرو" ، لافتة الى أن فيريرو كانت قد حصلت في الجولة الثالثة على 11 صوتا ، بينما حصلت بوكوفا على 13 صوتا. وأضافت أن الجولة الرابعة التي ستعقد مساء اليوم ، ستشهد منافسة قوية بين المرشح المصري فاروق حسني وزير الثقافة ، والمرشحة البلغارية ، ومرشحة الإكوادور إيفون باقي التي حصلت على 9 أصوات في الجولة الثالثة. وعقب إعلان خبر الانسحاب عقد الوفد المصري في باريس اجتماعا لبحث الخطوات التي يجب اتخاذها ، لتحقيق الفوز للمرشح المصري . وقالت المصادر "إن الوفد المصري سيجري عددا من اللقاءات مع السفراء أعضاء المجلس التنفيذي في المنظمة قبل الجولة الرابعة ، لضمان تأييد الدول التي سبق وأن أعطت لحسني ، وعددها 25 دولة ، واستغلال فرصة انسحاب فيريرو في الحصول على أصوات إضافية من الدول التي تدعمها لتحقيق الفوز". والصورة أصبحت تحمل وجهين ، الأول مبشر ويعتمد على استمرار التقدم للمرشح المصري بنفس الخطى ، وصولا للجولة الحاسمة غدا الثلاثاء مع المرشحة البلغارية ، ومعولا على أصوات أمريكا اللاتينية التي ستكون طوق النجاة الذي يعبر بفاروق حسني إلى بر الأمان ، والأشد تفاؤلا يقول إن الإكوادور تسقط أمام القوتين العربية والأوروبية ، لكن التخوف من أن الضغط الأمريكي على الإكوادور قد يذهب بأصواتها إلى أوروبا في صفقة أمريكية أوروبية لإقصاء العرب . وبعد انسحاب النمسا لصالح المرشحة البلغارية فالموقف أصبح متأزما فإذا حصدت البلغارية على كل أصوات بينيتا أصبح لها 24 صوتا بفارق صوت واحد لصالح المرشح المصري والذى ستحسمه الجولة الخامسة غدا إذا لم يحسمها أي من الطرفين اليوم. ويبدو أن التقدم البطيء لمسيرة وزير الثقافة المصري الليبرالي فاروق حسني له تفسير واحد هو نجاح الحملات الصهيونية الأمريكية ضده ، منذ بداية العام الحالي والتي تنوعت بين مزاعم معاداة السامية وحرق الكتب وغيرها من الأكاذيب ، لكنه رغم ذلك تقدم على منافسيه للمنصب بفارق مريح في الجولات السابقة لانتخابات اليونسكو لاختيار مدير عام جديد. وهناك من يعتقد بين كواليس الانتخابات أن اوروبا تعمدت الدفع بالنمسا قبل إغلاق موعد الترشيح بيوم واحد لتنفيذ هذا المخطط والوصول إلى اليونسكو على حساب المرشحين الآخرين ولإقصاء أعلى مرشح كا حدث مع المرشح المصري وبذلك تظهر أوروبا متحدة ولم تخسر شيئا حيث أن بينيتا ستحتفظ بمكانتها وعملها بالمنظمة الدولية وستظهر كبطلة أوروبية. ولو كانت الانتخابات قد سارت منذ البداية بشكل طبيعي وبدون تحريض أو ضغوط لحققت مصر والعرب فوزا تاريخيا من الجولة الأولى وبدون منافس وبعدد أصوات يفوق الثلاثين صوتا ، لكن حسني لم يحقق الأغلبية التي يحتاج إليها للفوز بالمنصب وسيستمر التصويت في جولة رابعة وربما خامسة حاسمة.