قال الرئيس عبدالفتاح السيسي، إن منطقة شرق المتوسط تمر بفترة من عدم الاستقرار نتيجة للأزمات المتلاحقة، مشيرًا إلى تسبب الأوضاع في ليبيا وسوريا في موجات غير مسبوقة من الهجرة غير الشرعية، فضلًا عن تزايد قدرات وأنشطة الجماعات الإرهابية. وأضاف «السيسي»، خلال كلمته أمام البرلمان القبرصي، اليوم الإثنين، أن هذه التحديات تفرض مسؤولية تجاه الشعب لتوفير الحماية اللازمة ضد هذه الأخطار، باعتبار الحق في مواجهة الإرهاب أحد أهم حقوق الانسان، موضحًا أنه لا يمكن تحقيق تطلعات الشعوب نحو مستقبل أفضل دون تأمين حقهم في حياة آمنة أولًا. وأعرب للشعب القبرصي عن تقديره لمساندته مصر في حربها ضد الإرهاب الذي يستهدف أمن الشعب المصري وتمزيق وحدته، مؤكدًا التزام مصر بالتعاون مع الحكومة القبرصية؛ لتوفير الأمن للشعبين وكافة شعوب المنطقة التي تساند مؤسساتها الوطنية ضد الإرهاب. وأوضح أن التصدي للإرهاب باعتباره أحد أهم المخاطر التي يتعرض لها العالم، لن يتأتِ إلا من خلال تضافر جهود المجتمع الدولي على عدة مستويات يتم العمل فيها بالتوازي سياسيًا من خلال التصدي بحسم للدول الداعمة والممولة للإرهاب، وأمنيًا من خلال تبادل المعلومات، وتنمويًا بتوفير شروط المعيشة الكريمة، وثقافيًا بتعزيز الحوار بين الحضارات وتطوير الخطاب الديني والفكري بهدف قطع الإرهاب من جذوره. وتابع: «كلها جهود نعمل على تبنيها في مصر لتصبح نموذجًا للمنطقة، وفي هذا الإطار كان طبيعًا أن تسعى مصر لتعزيز التنسيق السياسي مع قبرص لموجهة التحديات التي تمر بها المنطقة، بشكل يعكس العلاقات القوية ويسهم في الارتقاء على التصدي للإرهاب». واستطرد: «أتيت لقبرص وكلي ثقة أننا سننجح في التغلب على التحديات التي تفرضها علينا الأوضاع في شرق المتوسط، وأن حكومتينا ستظلنا تحظيان بدعم من مجلسي النواب في هذا الصدد». وكان الرئيس عبدالفتاح السيسي، وصل إلى قبرص، صباح الإثنين، وعقد جلسة مباحثات ثنائية مع نظيره القبرصي نيكوس انستاسياديس، أعقبها توقيع 3 اتفاقيات تعاون، قبل أن يتوجه إلى البرلمان الأوروبي. ومن المقرر أن يشارك الرئيس «السيسي»، في آلية التعاون الثلاثي بين مصر وقبرص واليونان، غدًا الثلاثاء، والتي تنعقد للمرة الخامسة.
