أقلام مأجورة

نشرت صحيفة الراى الكويتية مقالا للكاتبة «نجاة الحشاش» وجاء فيه:
«ن والقلم وما يسطرون».. للقلم عظمة وقوة كقوة السلاح، وللقلم صوت يصدح بالحق، ولسان ينطق فيسكت الخصومة، ويؤلف القلوب، ويؤنس الوحشة، ويجيب السائل، ويعزى المصاب، ويعلم الجاهل، ويهدى إلى طريق الحق، ويوحد الصف، ويلملم الشمل. فيه تنهض الأمة، وتستقيم الأوطان... فنعم الصاحب هو القلم.
إن الأقلام بأيدى الجميع، ولكن الله سبحانه وتعالى، قد أنعم على أناس بأقلام صوتها مسموع وصداها مجلل وتأثيرها كبير. ومن هذه الأقلام، كتاب المقالات والخطابات السياسية والدينية وغيرها، وكتاب الشعر والقصص وأقلام المحللين السياسيين والمفسرين والمحللين لمجريات الأحداث والتطورات. نعم، أصحاب هذه الأقلام حباهم الله بنعمة عظيمة، ولكن للأسف فى وقتنا الحاضر، الغالبية أقلامها نقمة على الأمة العربية والإسلامية بما تحتويه من سموم للأفكار والمعتقدات وهدم للأخلاق والقيم والعادات، فأقلام هؤلاء أشبه بجنود الشيطان على الأرض. جنود يدها بيد إبليس فى إشعال نار الفتن والبغضاء فى المنطقة، وتزيد حدة النزاعات والخلافات فتفكك وحدة الشعوب وتشعل نار الحروب.
وللأسف هى أقلام مأجورة، تقبض ثمن كل كلمة، وكلما زاد الثمن زادت الفتن، وأقلام مشبوهة تكتب لمن يدفع أكثر، ليس لديها احترام حتى لمن يتابعها من الناس، ترجح كفة الظالم على المظلوم، نحن فى هذه الأوقات بالذات، نحتاج إلى أقلام الغرباء. من هم الغرباء؟ هم الذين وصفهم رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام بقوله: «الذين يصلحون فى الناس بعد فسادهم»... «هم أناس صالحون قليل فى أناس سوء كثير»، وهم أقلام الاستقامة فى زمن الاعوجاج وأقلام الكرامة فى زمن الإهانة.
نعم، زمن يذل فيه الكريم ويكرم اللئيم ويولى الفاسد ويستبعد النزيه... أقلام هؤلاء الغرباء حرة، «لا يخافون فى الله لومة لائم». فلا عزاء لصاحب قلم شيطانى، استغل قلمه هذه الأيام بالشر ومنطقتنا تمر بفترة حرجة وحساسة، وخرج بقلم حبره مسموم، وبكتابات وتحاليل لمجريات الأحداث بغيضة تشعل فى داخلها فتيل الفتن بين الإخوة والشعوب، فلو يقف أصحاب هذه الأقلام ويتبصرون عند قوله تعالى فى سورة الصافات «وقِوفهم إنهم مسئولون». حينها سيعلمون إلى أى منقلب سينقلبون وأى طريق إلى جهنم هم سالكون.