نجحت عمليات رصد باستخدام قمر «NuStar» الصناعي الأمريكي، الذي يعتمد على الأشعة السينية بمساعدة تلسكوبات بصرية مرتبطة بالأرض، في استكشاف حجم مجال التعجيل في بداية هذه الأدخنة. وكشف الباحثون، تحت إشراف بوشاك غاندي من جامعة ثاوث هامبتون البريطانية، عن نتائج مشاهداتهم العلمية في دراستهم التي نشرت في مجلة "نيتشر أسترونومي". وعادة ما تلتهم الثقوب السوداء كل ما يقترب منها، وغالبا ما تتكون أثناء ذلك ما يعرف بالأقراص المزوَّدة وهي الأقراص التي تهوي فيها المادة إلى مصرعها. غير أن جزءا صغيرا من المادة ينعكس ويندفع للكون بشكل عمودي على شكل أشعة غاز. ولم يفهم العلماء هذه الأدخنة بشكل دقيق حتى الآن. درس الباحثون، تحت إشراف غاندي، نظامين يقترب في كل منهما ثقب أسود من نجم رفيق. أوقف علماء الفلك، تحت إشراف غاندي، الوقت المحدد لاندلاعات الضوء في هذين النظامين وتبين لهم خلال ذلك أن انتشار الضوء شوهد لمدة عُشر ثانية في مجال الإشعاع السيني، وليس في مجال الضوء المرئي. وفسر الباحثون ذلك بأن الأشعة السينية صدرت عن جسيمات سريعة بالقرب من الثقب الأسود، وأن الضوء المرئي يقع في مكان أبعد داخل الأدخنة. ويفسر الباحثون المسافة بين المكانين على أنها مجال التعجيل الرئيسي. وبضم الفارق الزمني، الذي تم قياسه، وسرعة الجسيمات، التي تسير بسرعة الضوء تقريبا، ينتج حجم هذا المجال والذي يبلغ نحو 30 ألف كيلومتر. هذا الحجم متساو في النظامين اللذين تم رصدهما، وذلك على الرغم من أن قياساتهما وظروفهما مختلفة جزئيا بشكل واضح. ويستنتج الباحثون من ذلك أن حجم مجال التعجيل الرئيسي، في هذه الأدخنة، يتوقف بشكل أساسي على كتلة الثقب الأسود. وهناك دراسات على الثقوب السوداء العملاقة تدعم ذلك، تلك الثقوب التي اكتشف الباحثون فيها فارقا زمنيا واضحا وما يرتبط به من مجال تعجيل أكبر بشكل يتناسب مع الفارق الزمني "ولكننا سعداء لأن الأمر يبدو وكأننا عثرنا على معيار مميز للحياة الداخلية للأدخنة" حسبما أوضح غاندي في بيان عن وكالة ناسا الأمريكية لأبحاث الفضاء. ويأمل الباحثون أن تساهم دراستهم في تطوير نظرية موحدة لأدخنة الثقوب السوداء بجميع أحجامها الكبيرة.