قال العميد خالد عكاشة، عضو المجلس القومي لمكافحة الإرهاب والتطرف، إن الأجهزة الأمنية لم تتحدث عن حادث الواحات الإرهابي، الذي وقع الأسبوع الماضي، وأسفر عنه استشهاد 16 من قوات الأمن، ومقتل وإصابة 15 إرهابيًا، حتى الآن؛ لأن العمل الأمني ما زال قائم حتى هذه اللحظة. وأضاف «عكاشة»، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج «كلام تاني»، المذاع عبر فضائية «دريم»، مع الإعلامية رشا نبيل، أمس الجمعة، أنه بالرغم من انشغال وزارة الداخلية بالعمل الأمني، إلا أنها حرصت على مشاركة الرأي العام وإبلاغه عن إحدى نتائج عملها على أسبوع كامل، مشيرًا إلى استهداف قوات الأمن اليوم الجمعة، خلية إرهابية، على طريق أسيوط-الخارجة، ما أسفر عن مقتل 13 تكفيريًا. وتابع: «نحن أمام مواجهة شرسة ولابد أن نتوقع أن يكون لدينا خسائر حتى لو كانت الفاتورة باهظة»، موضحًا أن عملية أمس، هى أول حصاد لمجهود قوات الأمن والعملية الأمنية المستمرة منذ الأسبوع الماضي. وأفاد بأن الخلية الإرهابية التي تم استهدافها أمس، كانت مكونة من 13 عنصرًا إرهابيًا مسلحًا، لم تفصح الداخلية عن هوياتهم بعد، التي ربما يُكتشف من خلالها وجود علاقة وثيقة تجمع بينهم والعناصر الإرهابية المنفذة لحادث الواحات. واستطرد أن الصحراء الغربية ربما تشهد نمط جديد من العمل الأمني، حيث إنها ستكون ميدان المواجهة مع التنظيمات الإرهابية خلال الفترة المقبلة، لافتًا إلى ضرورة الانتباه لهذه الجماعات، التي قد تضم خليطًا من تنظمي «داعش» و«القاعدة»، وهو ما يشير إلى تطور هذه العناصر، وازدياد خطورتها بسبب دمج قواهم. وأوضح أن كم الأسلحة المتطورة المستخدمة في حادث الواحات الأسبوع الماضي، والتي ضبطت في أثناء هجوم أمس، تمثل شكل جديد من التكامل بين التنظيمات الإرهابية، وانفتاح التحالفات بينهم والبعض، مؤكدًا أن «القاعدة» لديها قدرات وخطط وعناصر قادرة على اختراق الحدود المصرية بشكل أو بآخر، وربما تتواصل مع عناصر من «داعش» للانضمام إليها في الداخل. وأكمل أن هذه العمليات الكبيرة تتم بشراكات بين التنظيمات المختلفة، لتعزيز قدراتهم القتالية والالتفاف على السيناريوهات الملاحقة من قبل الجهات الأمنية، مرجحًا أن يكون هناك تنظيم ثالث اشترك في عمليات الواحات، وهو تنظيم «حسم»، الذي يتبع جماعة الإخوان المسلمين. وذكر أن التنافس بين التنظيمات الإرهابية، لا يمنعهم من الدخول في ساحة كبيرة مثل الساحة المصرية، حيث إن تنافسهم على البعد الاستراتيجي، وعلى قيادة المنظومة الجهادية من منظور عالمي، يجعل التعاون فيما بينهم أمرًا سهلًا؛ من أجل الدخول إلى مصر وزرع خلايا بها، مسترسلًا أن الدفع بعدد كبير من العناصر لتنفيذ حادث الواحات يمكنه أن يصيغ ويبرهن وجود هذه الشراكات الكبيرة والمؤثرة. يُذكر أن وزارة الداخلية، أعلنت أمس الجمعة، عن مقتل 13 تكفيريًا، خلال مداهمة أمنية لمزرعة بطريق أسيوط-الخارجة، والعثور داخل المزرعة على أحزمة ناسفة وسلاح متعدد الطلقات.