- راشد: تخلق تنافسية أعلى وتحسن جودة ومستوى التعليم.. والبحيرى: تخلق فرص عمل وعملة صعبة.. وسرور: لا أثر لها على تطوير المجال.. وسمير: موجودة منذ 20 عاما وتجربتها سلبية اختلف خبراء وأساتذة الجامعات، حول مدى جدوى وأهمية إنشاء أفرع للجامعات الأجنبية فى العاصمة الإدارية الجديدة، وأشار بعضهم إلى أنها ستخلق مناخا من التنافسية التى تؤدى لتحسين جودة الجامعات المصرية ورفع مستواها، بينما رأى آخرون أن إنشاء هذه الأفرع لن يكون لها أثر فى تطوير التعليم المصرى، حيث يتم إنشاؤها فى الوقت الذى لا توجد خطة جادة للنهوض بالجامعات المصرية، كما أن التعليم الأجنبى فى مصر، غير مرتبط بالهوية المصرية. وأكد القائم بأعمال أمين المجلس الأعلى للجامعات يوسف راشد، أن إنشاء أفرع للجامعات الأجنبية «جيد» ويخلق تنافسية أعلى فى التعليم وجودة التعليم، مؤكدا أن الأهم هو خلق جو من التنافسية باعتبارها ترفع المستوى، موضحا: «ليه الناس بتروح جامعة القاهرة وليس جامعة فى الأقاليم، علشان سامعين إن القاهرة أفضل، وهكذا، وبالتالى يخلق تنافسية». ووصف أستاذ إدارة الأعمال فى جامعة القاهرة هشام البحيرى، الأمر ب«الممتاز»، موضحا أن وجود الجامعات العالمية سيشجع على تحسين جودة الجامعات المصرية وتوفير فرص عمل لأعضاء هيئة التدريس والشباب العاملين فى هذه الجامعات، وتوفير عمله صعبة؛ لأن أغلب الطلبة التى تدرس فى الخارج ستدرس هنا فى مصر، على حد قوله. وأضاف البحيرى ل«الشروق» أن إنشاء أفرع لجامعات أجنبية فى العاصمة الإدارية، يخلق صورة إيجابية عن مصر، من الناحية الإعلامية والتسويقية، كما يجعلها فى مصاف الدول الجاذبة للجامعات العريقة والمتميزة، مطالبا بضرورة مراعاة تصنيف مثل هذه الجامعات، قائلا: «لا يجب أن يتم فتح الباب أو الموافقة على دخول جامعات تصنيفها أقل من الجامعات العربية، ويجب أن يكون لها ثقل فى الترتيب العالمى ومتميزة، ومن يتفاوض معهم لابد أن يكون متخصص فى العلاقات الثقافية الدولية وبارع فى التفاوض وعلى دراية بالاعتماد الأكاديمى والتصنيف العالمى وتطور المناهج الدراسية المختلفة». بينما يرى وكيل مؤسسى نقابة علماء مصر عبدالله سرور، أن إنشاء أفرع للجامعات الأجنبية يجب أن يتم بالتوازى مع الجامعة المصرية، باعتباره الوسيلة التى يمكن أن تؤثر فى تطوير التعليم بأن تكون هناك شراكة، وهو ما يمكن الجامعات المصرية من الاستفادة من التقدم الموجود فى نظيرتها الأجنبية. وأضاف سرور أن الأمر الثانى والغريب هو الاهتمام بالأفرع الأجنبية، بينما التعليم فى مصر «سمك لبن تمر هندى». وأكد وكيل علماء مصر، أن التعليم الأجنبى ليس له هوية أو قوام، موضحا أن الطلاب فى الجامعات الأجنبية فى مصر، حاليا، منفصلين تماما عن الواقع المصرى، مطالبا بضرورة ربط هم بالشخصية المصرية وقيمة مصر ومكانتها وتاريخها ودورها بالتعليم. وضرب سرور مثال، «فى المدارس الدولية اشترطوا عليهم تدريس اللغة العربية، بيعطوا الطفل اللى فى 3 ابتدائى نفس كتاب 3 ابتدائى اللى بيدرسه طفل المدرسة المصرية، لكن الفرق أن الطالب المصرى بيدرس الكتاب بينما فى المدارس الدولية بيختار موضوع من الكتاب ولا يأخذ بقية الموضوعات» مضيفا أن الجامعات الأجنبية تدرس علوم عادية على طريقته هو وبلغته هو. وأوضح أنه لا توجد خطة جادة لنهضة الجامعات المصرية، مشيرا إلى أن الجامعات المصرية متروكة كالبيوت القديمة التى لا يتم إزالتها، ومضيفا «هنسيبه لغاية ما يقع، مفيش محاولة جادة لتطوير ونهضة تقدم الجامعات الحكومية». ووصف سرور الجامعات الأجنبية فى مصر بأنها جمهوريات مستقلة داخل الدولة ولا أحد يستطيع الاقتراب منها، مشيرا إلى مقولة طه حسين، فى كتابة «مستقبل الثقافة فى مصر» فى ثلاثينيات القرن الماضى «التعليم الأجنبى نشأ فى مصر غير مستظل بظل الدولة، وغير خاضع لسلطانها»، وهذه حقيقة حتى اليوم. وتساءل عضو حركة 9 مارس فى جامعة عين شمس خالد سمير، عن جدوى التعليم الأجنبى فى مصر، قائلا «أفرع الجامعات الأجنبية موجود فى مصر منذ فترة مثل الجامعة الأمريكية، هل كان لها أثر فى تحسين النظام الجامعى؟»، وأضاف «لا طبعا»، مشيرا إلى أنها محدودة العدد ومكلفة ومخصصة لطبقة من المجتمع ولم تساهم بجدية فى تغيير نظام التعليم العالى أو خلق جو تنافسى داخل مصر. واستكمل سمير: «كنا نامل أن تكون إضافة حقيقية لتطوير التعليم عن طريق خلق مناخ تنافسى أو جلب اعتماد لشهاداتها للدراسة فى الجامعات الغربية، حتى تبدأ الجامعات الحكومية والأهلية فى تحسين نفسها، لكن التجربة منذ أكثر من 20 عاما فى مصر وللأسف تجربة سلبية، وأصبحت هادفة للربح بالأساس والجامعات الجدية قليلة فى مقابل جامعات كثيرة مجرد أماكن لمنح شهادات لعدد أكبر من الطلاب ومستوى الجامعات غير معروف نظرا لعدم وجود تقييم موضوعى أو توحيد قياسى». وأشار سمير إلى أن المكان الذى ستنشأ فيه الجامعات الأجنبية لا يفرق؛ لأن الجامعات هى التى تضيف للمكان باعتبارها عامل جذب لمطاعم أكل وشرب وتطوير مجتمعى وأنشطة مختلفة وجذب لكثافات سكانية، فالمكان لا يضيف شيئا للجامعات وإنما العكس.