فى إطار المساعى السياسية لإخراج ليبيا من مأزقها الحالى، أعرب المبعوث الأممى إلى ليبيا غسان سلامة، عن أمله فى أن تتوصل لجنتا صياغة التعديلات على اتفاق الصخيرات، خلال الأيام المقبلة، إلى اعتماد آلية تضمن وجود مجلس رئاسى مصغر وإجراء انتخابات قريبا. كما أعرب سلامة، فى بيان صدر عقب لقائه فى تونس بأعضاء لجنتى الحوار من مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة، عن أمله فى أن تتوصل اللجنتان الليبيتان أيضا إلى حكومة تضع نصب عينيه معالجة أوضاع الليبين المعيشية الصعبة وتوحيد المؤسسات العامة، فضلا عن تهيئة البلاد لانتخابات رئاسية وتشريعية وبلدية حرة ونزيهة خلال عام واحد. وبدأت أطراف الحوار فى تونس، صياغة تعديلات على اتفاق «الصخيرات» الذى تم توقيعه نهاية عام 2015 فى المغرب، فيما ضمت الجولة الأولى من المحادثات التى عقدت فى سبتمبر ممثلى البرلمان المنتخبين عام 2014 ومجلس الدولة المشكل من أعضاء سابقين فى المؤتمر الوطنى العام (البرلمان السابق). كما اتفق الطرفان على تشكيل مجلس رئاسى من ثلاثة أعضاء. وتتمثل أهداف هذه المحادثات إلى التمهيد لاستفتاء على دستور جديد يفضى فى النهاية إلى انتخابات، وفقا لخريطة الطريق التى قدمها سلامة فى سبتمبر إلى الأممالمتحدة. من جانبه، قال أمبرتو بروفاتسيو، الخبير الإيطالى المتخصص فى الشأن الليبى بكلية «دفاع الناتو» فى العاصمة روما إن « هذه المرحلة من لقاءات تونس تعد أصعب من المرحلة السابقة نظرا لأنها ستتطرق إلى نقطة حساسة وهى وضع المادة الثامنة من اتفاق الصخيرات»، التى سبق وأن تحفظ عليها قائد الجيش الوطنى الليبى المشير خليفة حفتر لأنها تمنح حكومة الوفاق الوطنى سلطة تعيين قائد القوات المسلحة. وأضاف بروفاتسيو، فى تصريحات ل«الشروق»: «من وجهة نظرى، لا نزال بعيدين عن فكرة الحديث عن إجراء انتخابات عامة فى ليبيا»، مشيرا إلى أنه فى حالة التوصل إلى اتفاق بشأن تعديل الاتفاق السياسى، فإن المرحلة التالية ستكون متعلقة بعقد مؤتمر يضم جميع أطراف العملية السياسية الليبية. وأوضح الخبير الإيطالى أنه «ينبغى وفقا لخطة العمل التى قدمها سلامة صياغة قانون انتخابى والموافقة على الدستور قبل إجراء أى انتخابات أو استفتاء دستورى».
