قال الكاتب الصحفي، مكرم محمد أحمد، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، إن مصر بها أزمات متعددة في مجال الإعلام ووسائل الاتصال، خاصة في فقدان الرقابة عليها، مما يجعلها إحدى المخاطر التي تواجهها مصر خلال السنوت الماضية، مشيرا إلى أنه يجب على الجميع تحمل المسؤولية كاملة في ظل الظروف الحرجة التي تمر بها مصر. وتابع محمد أحمد، خلال كلمته في المؤتمر الدولي الثالث والعشرون، بكلية الإعلام جامعة القاهرة، أمس الإثنين، أنه يشعر بالسعادة لوجود سرح عظيم مثل كلية الإعلام، مطالبا بتكثيف الدورات التدريبية للطلاب، والتعريف بأساسيات المهنة. من جانبه، قال الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة، إن الإعلام ووسائل الاتصال، أصبحت ذات قدرة فائقة على خلق واقع افتراضي يختلف كثيرا عن الحقيقية، لافتا إلى أن الإعلام له دور هام في التمهيد للأحداث، مثلما كان يحدث في حروب التتار سابقا، فكانت تمهد للحرب قبل الدخول بها، موضحا أنها أصبحت أكثر من مجرد ناقلات للأحداث، أو حتى مجرد انعكاس لها، بل أصبحت عامل أساسي في صناعة الحدث والتمهيد له، مؤكدا أن تعدد وسائل الاتصال وانتشارها، أدى لأزمات ومخاطر في مواجهة الدولة المصرية. وتابع الخشت، أن تعليم أخلاقيات المهنة داخل المؤسسات الإعلامية، أصبح أمر هام ولايمكن التغاضي عنه، مشيرا إلى أن كافة الشائعات التي تصدرها بعض وسائل التواصل والمؤسسات الإعلامية، كانت سببا في تضليل الرأي العام، وابعاده عن الحقيقة بفعل فاعل، موضحا أن هناك فرق بين حرية الصحافة والسب والقذب، فهما ليسوا من الحرية ولا يدخلوا في نطاقها، مطالبا إدارة الكلية بالعمل على إنشاء قسم خاص يسمى، عيادة الشائعات، وذلك للحد من انتشارها والتعرف على أساسيات الوصول للمعلومة وعرضها. من جانبها، قالت الدكتورة جيهان يسري عميد كلية الإعلام جامعة القاهرة، إن الكلية تنظم مؤتمر ج عن قضايا الصراع ليكون ملتقي للباحثين، أن المؤتمر سيحقق الرصد والتكامل، لافتة إلى أن العالم أصبح يعيش صراع حقيقي وتنوع في القضايا، موضحة أن الإعلام أداة مهمة، وتستثمره الدول الكبري لمصالحها. وأشارت يسري، إلى أن المعلومة أصبحت مهمة، وأن الإعلام يعالج الصراعات لان المعلومة هي محور الصراع، مضيفة أن وسائل الاعلام أصبحت تدير الصراعات من خلال تعزيز الاخبار السلبية أو استخدام وسائل الإعلام في تسويق أفكار الارهابيين، على الرغم من إن دور وسائل الاعلام تصدي للعنف ونشر ثقافة السلام وقبول الاخر. وأوضحت، أن الصراعات الداخلية تسبب انهيار الدولة والمؤسسات مثل اليمن عندما سقطت اليمن في يد الحوثيين، واقتتال جماعات المعارضة وتفكك الدولة مثل سوريا وليبيا مما نشر السلب والنهب. وفي سياق متصل، قال المهندس حسام الجبل رئيس مركز المعلومات، ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، إن التعدد السكاني والزياة السكانية الحالية، ستشكل أزمة حقيقية في المستقبل القريب، إذا ما لم يتم استغلالها وعدم القدرة على التوصل إلى آلية تكاملية للتعامل مع تلك الأزمة، لافتا إلى أن المؤسسات الإعلامية ووسائل التواصل، هي التي تستطيع وحدها إحداث ثقلة نوعية، وابراز الإمكانيات والموارد المصرية، مؤكدا أهمية دور الإعلام بشرط التخلي عن الطرق التقليدية في العرض والتقديم. وتابع الجبل، أن الدور الحقيقي الذي يجب على الحكومة سرعة تطبيقه، هو ترسيح أساسيات العمل الإعلامي الحديث، والاستعانة بالتكنولوجيا الحديثة المنتشرة في كافة بقاع العالم، مشيرا إلى أن العمل الإعلامي في حالة وصوله للحالة الاحترافية، يمكنه من تحقيق العديد من الأهداف ويخدم السياسة الخارجية لمصر، ويسعى لتحقيق القومية والوطنية.