«مرصد» ل«الوطنية للصحافة» لمواجهة الشائعات

- كرم جبر: دورات تدريبية للصحفيين للتعامل مع مواقع التواصل.. على حسن: مصر تتعرض لحرب شائعات
- عبدالمحسن سلامة :نحن أمام معركة قد تطول قليلا.. علاء ثابت: لابد من التعامل مع الشائعة كعلم وفن
أعلن رئيس الهيئة الوطنية للصحافة كرم جبر اعتزام الهيئة إنشاء مرصد لمواجهة الشائعات والأكاذيب، بالتعاون مع المؤسسات الصحفية القومية ومركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء، للتصدى لظاهرة الشائعات التى تستهدف زعزعة الاستقرار والأمن داخل الدولة.
وقال كرم جبر، فى توصيات اللقاء الرابع حول دور المؤسسات الصحفية القومية فى مواجهة الشائعات الذى عقد بمقر وكالة أنباء الشرق الأوسط، مساء أمس، إنه تم الاتفاق على عقد سلسلة من الدورات التدريبية للصحفيين على كيفية مواجهة الشائعات والتصدى لها.
وأضاف «جبر»، أنه سيتم تنفيذ برنامج الدورات التدريبية بالتعاون مع نقابة الصحفيين ووزارة التربية والتعليم ومركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، وستبدأ تلك الدورات اعتبارا من 16 سبتمبر المقبل، وستكون أول هذه السلسلة حول المحتوى الإعلامى المناسب للأطفال، على أن يعقبها دورات تبدأ فى 25 سبتمبر بالتعاون مع النقابة وستكون فى كل مؤسسة صحفية قومية بالتناوب.
وأوضح أن الهيئة الوطنية للصحافة ستطلب من المؤسسات الصحفية ترشيح عدد من الصحفيين للالتحاق بمثل هذه الدورات للتدريب على أساليب مواجهة هذه الظواهر، خاصة قضايا النشر والحوادث والسب والقذف كمرحلة أولى.
وأشار إلى أن الدورات التدريبية التى ستنظمها الهيئة الوطنية للصحافة تهدف إلى تطوير المواقع الالكترونية وتدريب الصحفيين على كيفية التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعى من الناحية الإخبارية وكافة الوسائل التى تنتشر من خلالها الشائعات.
من جهته، قال رئيس مجلس إدارة وتحرير وكالة الشرق الاوسط، علي حسن، أن الساحتين الصحفية والاعلامية، تشهدان انتشار الاكاذيب والشائعات، وتتعرض مصر وما زالت لحرب الشائعات من قبل وسائل إعلام ومواقع معروف توجهاتها المعاديه لمصر.
وأكد «حسن»، خلال اللقاء، أن الأمر يتطلب أن تواجه الصحافة المصرية بالمعلومات الصحيحة. مضيفا: «الشائعة ليست أمرا عبثيا ولكنه أمر مدبر ورائه جهة أو فرد أو مؤسسة حتى لو هدأت يجرى تحريكها، وتصدرها دولة منافسة صاحبة مصلحة مثل ما تفعله قطر وتركيا بالجزيرة وقنوات أخرى».
وتابع: «الاعلام بالنسبة لمصر قضية أمن قومى ولابد من التثقيف المستمر للكوادر الصحفية للتعامل مع الأخبار المغلوطة».
من جانبه، قال نقيب الصحفيين، عبدالمحسن سلامة: «بعد حديث الرئيس السيسي، فى مؤتمر الشباب عن المخاطر التى تهدد الدولة المصرية البعض كان يستخف بالأمر ولكن بعد قرار الإدارة الأمريكية بخفض جزء من المعونه تأكدت لنا تلك المخاطر».
وأكد «سلامة»، أن مصر تواجه خطرا وتحديا مضيفا: «نحن أمام معركة قد تطول قليلا قطعنا فيها خطوات وبدأنا نتحسس طريقنا لكن ما زال أمامنا خطوات».
وأشار إلى أن اللقاءات التى تعقدها الهيئة مع المؤسسات الصحفية جزء مهم من المواجهة. موضحا «لدينا مخاطر خارجية كقرار الإدارة الامريكية والمخاطر الداخلية والتى تعد الشائعات جزءا منها».
فى سياق متصل قال حسام الجمل رئيس مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار إن الشائعات موجودة طوال الوقت وتستخدم والمفترض أن هناك آليات للتعامل معها، لكن فى القرن 21 مختلفة قليلا.
وأوضح «الجمل»: «قوة الشائعات تأتى من التمكين التكنولوجى، فقديما الشائعات تنتشر من خلال الأشخاص، وتنتقل الشائعة فى أيام وأشهر لكن حاليا بضغط زر شائعة ممكن تهدد الأمن القومى».
وطالب بأن يكون للإعلام المقروء منصات واضحة على التواصل الاجتماعى. فضلا عن توعية ورفع درجة النضج لدى المواطن للتعامل مع المعلومات المغلوطة.
واستطرد خلال كلمته: «مهمتنا فى المركز توضيح الشائعة وليس نفيها لأنه من الممكن يكون للشائعة أساس من الصحة».
وقال رئيس مجلس إدارة مؤسسة أخبار اليوم ياسر رزق، إن المشكلة تكمن فى الرد على الشائعات لافتا إلى أن مركز المعلومات دشن منصة مهمة للرد على الشائعات فيما يتعلق بالجماهير.
وطالب «رزق»، التريث فى تناول الاخبار قائلا: «الدقة أهم من السرعة» مطالبا استخدام حسابات المؤسسات على وسائل التواصل الاجتماعى.
وأشار إلى أن هناك نوعين من الشائعات ينقل عن عدو عاقل وصديق جاهل، ناتج عن نقص وعى وإدراك، وتنتشر عن طريق الفضاء الالكترونى، مؤكدا أن ذلك يتطلب تعاملا فعالا وسرعة لاسيما من مؤسسات الشرطة والجيش.
فى السياق ذاته، قال عضو الهيئة الوطنية للإعلام محمود علم الدين، إنه يفضل الرد على الشائعات من مصادرها الرئيسية، مشيرا إلى ثلاثة محاور لمواجهة الشائعة.
وأوضح «علم الدين»، أن أول سبل المواجهة من خلال رصد والتحليل للشائعات والتعرف على مصادرها وأسبابها، ومواجهاتها من خلال نفى الشائعة أو تجاهل الشائعة أو نشر معلومات مضادة للشائعة، وثانيها الوقاية من خلال رأى عام نابه تزويده بالمعلومات قدر الإمكان، وثالثها تجفيف بعض منابع الشائعات مثل غلق بعض مواقع التواصل الاجتماعى مثل الصين وإيطاليا وروسيا.
وأكد رئيس تحرير الأهرام، علاء ثابت، أن الشائعة تتوفر وسط غزارة الاخبار، لافتا إلى أن نفى الشائعة فى كثير من الاحيان يؤكدها ويظهرها وكأنها حقيقة.
وطالب «ثابت»، التعامل مع الشائعة كعلم وفن نظرًا لخطورتها مضيفا: «هناك خطأ نقع فيه دائما عندما نقوم بالرد على الشائعة بشكل مباشر، وفى كثير من الأحيان يجب الرد عليها بشكل غير مباشر».
وقال رئيس مجلس إدارة دار التحرير للطبع والنشر سعد سليم: «لابد أن تتوافر المعلومات الكافية حول الشائعة من أجل الرد عليها بمصداقية وشفافية فى إطار دور الصحافة القومية فى مواجهة الشائعات.
وأضاف «سليم»: «لابد أيضا أن تعى الصحف أهمية عودة الثقة بين القارئ والصحافة حتى يكون دورها محوريا فى محاربة الشائعة وحتى يكون لديها المصداقية الكافية لدى القارئ»، لافتا إلى أن هذه المصداقية تأثرت بشكل كبير بعد ثورة 25 يناير. وطالب فى الوقت نفسه بسرعة إصدار قانون تداول المعلومات.