«ربنا كبير قوي لم يشأ أن يطول حزني على فراق والدي وأراد أن يعوضني بأن أحقق أمل والدي رحمه الله، وأن أكون متفوقا وأحد الذين تفخر بلدهم به»، بهذه الكلمات بدأ عماد جمال محمد أبوالنصر، ابن مدرسة الثانوية بنين بكفر الزيات، تعليقه على حصوله على المركز الثاني بشعبة علمي رياضة بمجموع 408.5 درجة. وجاءت كلمات عماد وهو يغالب دموعه وتحيط به ذراعا والدته هي لا تكاد تفرق بين دموعها وفرحتها الغامرة وسط إطلاق أهالي الحي والجيران الزغاريد، فيما تبرع أبناء الجيران وأصدقاء عماد باستئجار «دي جي» لاعلان فرحتهم الغامرة به. وقال عماد ل«الشروق»، إنه لم يصدق نفسه وهو يسمع على الطرف الآخر من الهاتف صوتًا يقول له إنه «وزير التربية والتعليم»، ويبتسم وهو يواصل كلامه قائلا: «في الحقيقة في البداية ظننت أن صديقًا لي يداعبني، لكن الجدية وطريقة سيادة الوزير جعلتني أفيق واتأكد فعلا أن وزير التعليم هو من يكلمني ليبشرني بأنني قد حصلت على المركز الثاني على مستوى الجمهورية، ومن فرحتي نسيت أن أشكر الوزير، فالتقطت والدتي الهاتف من بين يدي وتقدمت بالشكر للوزير وهي تبكي وتصرخ من الفرحة في آن واحد. وتحدث الطالب المتفوق بتأثر شديد عن دور والده المتوفي في صياغة حياته كلها، وقال وهو منهمر في البكاء: «كان والدي ---رحمه الله- داعما لي طوال حياتي الدراسية منذ أن التحقت بأول سلم التعليم الإبتدائي ثم الإعدادي حتى بداية مرحلة التعليم الثانوي، مؤكدا أنه لن ينسى تلك النصيحة الغالية من والده التي كان كثيرا ما يكررها له وهي أن المذاكرة والاجتهاد هما السلاح المضمون حتى يرضى عنك الله ويكرمك وتصبح رجلا ناجحا ومؤثرا فى حياتك وفي من حولك وفي بلدك كلها». وأضاف عماد، أنه تعامل مع الثانوية العامة ببساطة شديدة تنفيذًا أيضا لنصائح والده، وكان يحصل على الدروس الخصوصية في كل المواد، كما أنه لم يكن ينسى أن يرفه عن نفسه مع زملائه وممارسة لعبة كرة القدم التي يعشقها ويجيدها أيضا، إلا أنه كان حريصا على الانتهاء من مذاكرته يوما بيوم حتى لا تتراكم المواد عليه، مشيرًا إلى أنه كان يحلم طوال حياته بالاتحاق بكلية هندسة البترول. وأكد الطالب أنه هو لن ينسى فضل شقيقه الأكبر محمد قائلا: «لم أكن أنام قبل أن أنهي مذاكرتي، وكان أخي دائما يسهر معي ويتابعني ويحرص على مراجعة الدروس معي، فيما أكدت والدته، أن تفوق نجلها عماد جاء نتيجة عمل جماعي من كل أفراد الأسرة، ومساعدة أشقائه له، خاصة شقيقه الأكبر الذي تحمل كل العبء بعد وفاة الوالد. وحرص الشناوي عايد وكيل وزارة التربية والتعليم على الاتصال بالطالب المتفوق وتهنئته وتوصيته بمواصلة تفوقه، كما توجه الجوهري سراج مدير إدارة كفر الزيات لمنزل الطالب لتقديم التهنئة له، مؤكدا أن هناك حفلة تكريم كبيرة ستقام للأوائل من أبناء المحافظة.