«ستريت جورنال»: مسيرة العدالة سلطت الضوء على انحراف أنقرة عن الديمقراطية منعت السلطات النمساوية، اليوم، وزير الاقتصاد التركى، نهاد زيبكجى من دخول أراضيها لحضور فعالية بمناسبة ذكرى مرور عام على محاولة الانقلاب العسكرى الفاشلة فى تركيا. وجاء ذلك غداة اختتام المعارضة التركية مسيرتها الاحتجاجية تحت شعار «من أجل العدالة» فى إسطنبول بمشاركة عشرات الآلاف من الأشخاص. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية النمساوية، توماس شنول فى تصريحات لمحطة (أو.أر.إف) الإذاعية: «بوسعى أن أؤكد أن وزير الخارجية النمساوى سيباستيان كورتس منع فى حقيقة الأمر وزير الاقتصاد التركى نهاد زيبكجى من دخول البلاد»، بحسب وكالة رويترز. وأضاف شنول أن «الوزير التركى منع من الدخول لأن هذه الزيارة لم تكن مبرمجة فى إطار التبادل الثنائى، بل مرتبطة بظهوره العام فى حدث فى ذكرى محاولة الانقلاب». وتابع: «مشاركة زيبكجى كانت ستشكل خطرا على النظام العام». وجاء هذا القرار بعد خطوة مماثلة اتخذتها هولندا التى أعلنت، الجمعة الماضية، أن نائب رئيس الوزراء التركى طغرل توركيش ليس محل ترحيب فى زيارة لحضور احتفال بين المغتربين الأتراك للاحتفال بهذه الذكرى. وفى أنقرة، اعتبرت وزارة الخارجية التركية فى بيان أن منع الزيارة يكشف أن النمسا «ليست صادقة» فى توجهها فى الدفاع عن القيم الديمقراطية. فى غضون ذلك، استبعدت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية، تلبية حكومة أنقرة لمطالب «مسيرة من أجل العدالة» التى اختتمت فاعلياتها أمس الأول، بتجمع حاشد فى إسطنبول، مشيرة إلى أن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان أكد مرارًا وتكرارًا أن السلطة القضائية فى بلاده حرة ومستقلة، رغم إصدارها، الأسبوع الحالى، أوامر اعتقال بحق ناشطين حقوقين من ضمنهم مديرة مكتب منظمة العفو الدولية فى تركيا. ورأت الصحيفة أن حزب الشعب الجمهورى، أكبر أحزاب المعارضة فى البلاد وحلفائه يأملون فى أن يثير هذا الاحتجاج سلسلة من الإجراءات الأخرى، ما يزيد الضغط على أردوغان، وهو يستعد لإعادة انتخابه رئيسا عام 2019. ونقلت الصحيفة عن إيلتر توران، أستاذ العلوم السياسية فى جامعة اسطنبول بيلجى قوله: «يبدو أن الحكومة تبدو مرتبكة نوعا ما فهى من ناحية، تتحدث عن أن تلك المسيرة لا داعى لها وأن البرلمان هو المكان المناسب للمطالبة بالعدالة». وأضاف توران: «من ناحية أخرى، فإنها أدركت حقيقة أنها لا تستطيع فعل شىء تجاه المسيرة. لقد حاولوا التقليل من شأنها وتشويه صورتها، ولكنها نالت إعجاب الرأى العام، ولم تفلح محاولات تشويهها». من جهتها، اعتبرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية أن المسيرة سلطت الضوء على الانحراف الحاد عن الديمقراطية، الذى تشهده تركيا حاليا. وانطلقت مسيرة من أجل العدالة بقيادة رئيس حزب الشعب الجمهورى كمال كليتشدار أوغلو قبل 25 يوما من العاصمة أنقرة حيث قطع المشاركون فيها (نحو 1.6 مليون شخص) نحو 450 كلم سيرا على الأقدام من أنقرة إلى إسطنبول، احتجاجا على اعتقال نائب من حزبه.