واحد من أبرز مساجد العراق التاريخية، يقع فى محلة الجامع الكبير أقدم مناطق الساحل الأيمن غربى مدينة الموصل، على الرغم من صموده ما يقارب 844 عامًا، نجا خلالها من غزو المغول، إلا أنه لم يسلم من تنظيم «داعش» الإرهابى، إنه «الجامع النورى الكبير». وجاءت تسميته نسبة إلى الأمير نور الدين محمود زنكى مؤسس الدولة الزنكية، حيث بنى المسجد فى عام 1173م فى القرن السادس الهجرى، أى أن عمره يناهز التسعة قرون، ويعتبر الجامع ثانى جامع يبنى فى الموصل بعد الجامع الأموى بالمدينة، وسمى الكبير لسعته وفخامة بنائه، واشتهر أيضا بمنارته الحدباء. وعلى الرغم من صمود المسجد مئات النسين، فإنه دمر أمس الأربعاء، حيث ذكر الفريق الركن عبدالأمير رشيد يارالله، قائد عمليات «قادمون يا نينوى» لتحرير الموصل من قبضة التنظيم، فى بيان: «أقدمت عصابات داعش الإرهابية على ارتكاب جريمة تاريخية أخرى، وهى تفجير جامع النورى ومئذنته الحدباء التاريخية». فى خطوة وصفها رئيس الوزراء العراقى حيدر العبادى بأنها بمثابة إعلان رسمى لهزيمة التنظيم. ويشتهر الجامع بمنارته المحدبة نحو الشرق، والتى تعد أحد أبرز الآثار التاريخية فى المدينة. وبعد الاحتلال المغولى للموصل لاقى هذا الجامع كغيره الكثير من الإهمال والتخريب، ودمرت الموصل تدميرا شبه كامل سنة 1734م. وفى القرن الثالث عشر الهجرى حاول محمد بن الملا جرجيس القادرى النورى ترميم الجامع. والحق بالمسجد تكية عام 1865م. ومع مرور الزمن تدهورت حالة الجامع، إذ قال حاكم الموصل تحسين على، فى مذكراته، (1939م) كان الجامع «مهدما ومهجورا لا يصلح لإقامة الصلاة». وظل على هذا الوضع إلى أن تم ترميمه وتوسيعه عام 1944 وبنى فيه أربع منائر أخرى. وفى عام 1981، قامت شركة إيطالية بمحاولة لتثبيت المنارة، علما بأن القصف على الموصل فى فترة الحرب العراقية الإيرانية دمرت بعض أنابيب المياه تحت الأرض وتسببت فى تسربات أدت إلى إضعاف بنية المنارة، ما ازداد احتداب المئذنة منذ تلك الفترة بنحو 40 سنتيمترًا. وعادت الأضواء لتسلط على المسجد عام 2014، بعدما ظهر فيه زعيم تنظيم «داعش» أبو بكر البغدادى وخطب فيه الجمعة فى أول وأشهر خطاباته، والتى أعلن فيها الموصل عاصمة لخلافة التنظيم المزعومة.