قال الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، إن انسحاب إسرائيل بشكل كامل وإنهاء القضايا العالقة مقابل علاقات سلام طبيعية كاملة، هو المنطق الذي استندت عليه الدول العربية عند اعتمادها مبادرة السلام العربية في 2002. وأوضح «أبو الغيط»، خلال كلمته بجلسة مجلس الأمن حول الشرق الأوسط، مساء الثلاثاء، أن ذلك الأمر يبدو معادلة سهلة ومقبولة وعادلة للجميع، كما تم تأييدها من المجتمع الدولي، ما عدا إسرائيل، التي لم يُسمع عن سياسي أو مسؤول واحد بها أعلن قبوله لتلك المعادلة، متابعًا: «من المؤسف أنه في المقابل لا تطرح إسرائيل سوى بديل واحد هو استمرار الاحتلال وتكريسه». وأضاف أنه بناء على ذلك البديل لا توجد سيادة فلسطينية على أي أرض، وفيه تتحول الحكومة الفلسطينية إلى مجرد سلطة بلدية تدير شؤون المواطنين تحت السيادة الإسرائيلية، مشيرًا إلى ترسخ واقع مؤلم ومخزي تحت سمع وبصر العالم عامًا بعد عام. واستطرد: «بقدر ما يمثله هذا الوضع من معاناة وجرح نفسي ووجداني للفسطينيين الذين تضيع أعمارهم في نقاط التفتيش وخلف جدران العزل، بقدر ما يمثل إدانة كاملة للمنظومة الدولية التي اعتقد أن مجلس الأمن يعد أهم عنوانًا لها». ولفت إلى شعور الفلسطينين بخيبة الأمل، إزاء عدم قدرة المنظومة الدولية على تحويل تطلعاتهم إلى واقع، قائلًا إن معاهدات السلام التي تم توقيعها بين إسرائيل من جانب، وكل من مصر والمملكة الأردنية من جانب آخر، تمنحنا بصيص أمل في أن إقامة السلام ليست مستحيلة. وتابع: «هذه الاتفاقيات تمثل مصابيح قليلة في نفق طويل مظلم من الصراعات والعنف، لا من شك في أن صمودها أمام اختبار الزمن وتمسك أطرافها بها لا يعني سوى أنها قامت على أساس صحيح وانطلقت من نهج سليم». وأكد أن الاتفاقيات وجولات التفاوض السرية والعلنية، لم تحقق النجاح لأنها لم تعالج لُب الصراع، لكنها انصبت على خلق أوضاع مرحلية وإقامة ترتيبات مؤقتة لا تعالج الجوهر، وقد ثبت عمليًا أن هذا النهج لا يفضي لغير إطالة أمد الصراع، على حد قوله.