إضافة زيت الزيتون لمكونات الطعام التقليدى لسكان سواحل البحر الأبيض المتوسط تزيده غنى وتعد عاملا هاما لمكافحة هشاشة العظام التى تصيب النساء والرجال على حد سواء مع تقدم العمر. الدراسة نشرتها الدورية العلمية المرموقة لجمعية الغدد الصماء والتمثيل الغذائى الأمريكية (JCEM Jurnol of Clinicsal Endocrinology & Metabolism). تأتى نتائج الدراسة العلمية التى استمرت لعامين لتؤكد أن إضافة زيت الزيتون لما يتناوله عادة سكان سواحل البحر الأبيض المتوسط من فواكه وخضراوات طازجة وأسماك ومنتجات ألبان ومخبوزات وبذور من الحبوب الكاملة ومكسرات يعد عاملا هاما لمقاومة هشاشة العظام. تقرر الدراسة ذلك الأثر الجيد لما لزيت الزيتون من قدرة على زيادة نسبة الأوستيوكالسين (Ostcocotcin) فى الدم. يعد الأوستيوكالسين أحد دلالات بناء العظام المهمة حينما تزيد نسبته فى الدم الأمر الذى يمكن تقديره فى فى الدم بإجراء تحليل دم بسيط. «إضافة زيت الزيتون للطعام لها أثر مباشر على إفراز الكالستينونين وهذا أمر معروف سواء فى التجارب المعملية على حيوانات التجارب أو التجارب الطبية على الإنسان» تلك هى المعلمة التى تستحق التوقف والانتباه لما تعنيه وقد صرح بها د. فرننديز ريال الذى قاد فريق البحث الإسبانى. فى تلك الدراسة تم اختيار 127 رجلا وامرأة تتراوح أعمارهم بين الخامسة والخمسين والثمانين من المشاركين فى دراسة علمية ضخمة موسعة مازالت مستمرة تعنى بنمط الغذاء فى بلاد البحر المتوسط وساكنيها. فى تلك الدراسة تم اختيار المائة وسبعة وعشرين رجلا وامرأة بصورة عشوائية يشترط ألا يكونوا مصابين بأمراض القلب أو تصلب الشرايين التاجية إنما: إما مصابون بمرض السكر من النوع الثانى أو يتهددهم على الأقل ثلاثة من عوامل الخطر المعروفة كالتالى: ارتفاع ضغط الدم، زيادة نسبة الدهن فى الدم، تاريخ مرضى عائلى لأمراض القلب فى سن مبكرة. ثم تقسم عدد المشاركين فى الدراسة إلى ثلاث مجموعات. الأولى تناولت دائما طعام سكان البحر المتوسط من خضراوات وفواكه وأسماك ومنتجات ألبان وحبوب كاملة بالإضافة لقدر محسوب يوميا من المكسرات. الثانية تناولت أيضا طعام البحر المتوسط مضافا إليه دائما ويوميا قدر من زيت الزيتون. الثالثة تناول أفرادها وجبات قليلة الدهون. استمرت المجموعات الثلاثة على الالتزام بتلك الأنماط الغذائية لمدة سنتين كانت تجرى لهم فيها تحاليل بانتظام لرصد نسبة الأوستيوكالسين، نسبة الجلوكوز فى الدم بعد صيام 8 10 ساعات متصلة، نسبة الدهون فى الدم تتضمن نسبة الكولستيرول الكلى، الكولستيرول العالى الكثافة (الجيد) والكولستيرول منخفض الكثافة (الردىء) ونسبة الدهون الثلاثية. • إضافة زيت الزيتون ونتيجة مختلفة جاءت نتائج مقارنة الثلاث مجموعات منحازة لتلك المجموعة التى تناولت طعام البحر المتوسط مضافا إليه زيت الزيتون بصورة دائمة: ارتفاع نسبة الأوستيوكالسين بنسبة ملحوظة. انخفاض مستوى الكولستيرول الردىء وارتفاع مقدار الجيد منه. انخفاض نسبة الجلوكوز فى الدم ثباتها عند قراءات معتدلة. ثبات نسبة الكالسيوم فى الدم فى مقابل انخفاض نسبته فى المجموعات الأخرى. علق الباحث الأول فى تلك التجربة الغذائية على تلك الملاحظات الايجابية عند إضافة زيت الزيتون بقوله «من المهم أن نعرف أن الأوستيوكالسين له أثر فعال فى زيادة نسبة الانسولين الذى يفرزه البنكرياس الأمر الذى يساعد على ثبات نسبة سكر الجلوكوز فى الدم عند مرضى السكر». • ما المقصود بمركب الأوستيوكالسين؟ الأوستيوكالسين Osteocalcin مركب بروتينى تفرزه خلايا العظام المعروفة باسم الاستبوبلاست (Osterblasts) ويلعب دورا ما فى المعاونة فى بناء العظام وتنظيم إضافة المعادن إليها لتزداد قوة وصلابة. للأوستيوكالسين دور آخر يماثل دور الهرمونات إذ أن له أثرا مباشرا على خلايا البنكرياس التى تفرز الانسولين المسئول عن تنظيم عملية توازن سكر الجلوكوز بين الدم وخلايا وأنسجة الجسم المختلفة. هناك أيضا بعض التجارب الحديثة التى تشير إلى علاقة تربط الأوستيوكالسين وزيادة إفراز الهرمون الذكرى المعروف: التيستوستيرون وإن كانت معلومات أولية تحتاج مزيدا من البحث والتجريب. قياس نسبة الأوستيوكالسين فى الدم تفيد فى متابعة فاعلية علاج هشاشة العظام باستخدام الأدوية الحديثة البانية للعظام. ارتفاع نسبته فى الدم تشير إلى نجاح الدواء المستخدم فى حث خلايا العظام فى اتجاه البناء ودعم صلابة العظام نتيجة ترسب المعادن فيها خاصة الكالسيوم. • زيت الزيتون يقاوم الزمن والألم ويدعم العظام لزيت الزيتون تركيبة فريدة هى الأصل فى فائدته وآثاره الإيجابية التى تكشف عنها العلم مع الوقت. زيوت أحادية غير مشبعة ومواد قوية مضادة للأكسدة وباقة من الفيتامينات. خليط طيب من المواد الطبيعية التى تفيد أينما استعملت. يحظى زيت الزيتون بنسبة عالية فى تركيبه من مركبات الفينول إلى جانب الزيوت الأحادية غير المشبعة وهو خليط له أثر على صحة وسلامة الشرايين سواء التاجية فى القلب أو شرايين المخ. يعمل زيت الزيتون على حماية الشرايين من الترسيبات المستمرة لذرات الكولستيرول الردىء ويعلو بنسبة الكولستيرول الحميد. أثره الملطف للالتهاب والمماثل للاسبرين يحمى الشرايين من أول بادرة لتصلب الشرايين وهى التهاب جدرانها. لمركبات الفينول فى زيت الزيتون أثر فعال فى توسيع الشرايين يماثل فعل مركبات النيترات تفيد فى خفض معدل ارتفاع ضغط الدم إلى جانب أثر آخر هام على تجلط الدم داعما سيولته من خلال مقاومته لتجمع الصفائح الدموية والتصاقها ببعضها البعض لسد مجرى الدم السارى فى الشريان محدثا الجلطة وما يتبعها من تداعيات. لزيت الزيتون أثر ملطف للألم يماثل فى فعله مفعول الأدوية المخفضة للألم والمضادة للالتهاب كالاسبرين والبروفين. يرجع ذلك الأثر لوجود إنزيم فعال فى تركيبة زيت الزيتون (Oleocanthal) له أثر فى مقاومة التفاعلات الحيوية التى ينشأ عنها الالتهاب وهو فعل له أثره الذى ينسحب على تداعيات كثيرة ينشأ من حدوث الالتهاب كبداية لأمراض قاسية مزمنة مثل أمراض شرايين القلب التاجية التى قد تتطور إلى تدهور قدرات الإنسان الذهنية ومرض الألزهايمر منها أيضا أنواع السرطانات المختلفة. انخفاض معدلات الإصابة بسرطان القولون بين سكان سواحل البحر الأبيض المتوسط فى مقابل ارتفاعها بين سكان شمال أوروبا لفت نظر العلم والعلماء أيضا لنوعية ما يتناوله هؤلاء من طعام. جاء زيت الزيتون على رأس قائمة الطعام الصحى الذى يحرص عليه أهل تلك البلاد. • كيف تختار بين أنواع زيت الزيتون؟ هناك العديد من أنواع زيت الزيتون التى يعرفها العالم من مناطق مختلفة حيث تنتشر أشجار الزيتون على مساحات شاسعة من أراضى اليونان وإسبانيا وإيطاليا ومعظم بلاد الشرق الأوسط ومنها مصر. عصارة زيت الزيتون الأولى أو البكر هى الأفضل دائما ولها درجتان وفقا للترتيب: بكر وأكثر بكارة Virgin and extravirgin يحضر فيها الزيت بعصره على البارد أى دون استخدام الحرارة وتقتصر نسبة الحموضة فيه على نسبة تقل عن 0.8٪. أما درجات ما يوصف من زيت الزيتون بالنقى فهو ما يتم الحصول عليه بعصر الزيتون باستخدام الحرارة وإضافة بعض من المواد الكيماوية إليه. يظل زيت الزيتون الزيت الأعلى قدرا بين أقرانه من زيوت الطعام التى يعرفها الإنسان. بل هو أول ما عرف الإنسان من مذاق طيب وأثر حميد من الدهون. الأمر الذى يؤكده ويشرحه العلم فى دراسات علمية متتابعة.