الزيت الأعلى قدرا بين أقرانه من زيوت الطعام التى عرفها الإنسان. بل هو أول ما عرف الإنسان من مذاق طيب وأثر حميد من الدهون. مازالت الدراسات العلمية تتواتر لتؤكد أنه مصدر الدهن الحميد الذى يحمى الإنسان من أثر الدهون الأخرى الضارة، وأن سمعة غذاء أهل البحر الأبيض المتوسط الطيبة فى مجالات علوم التغذية الحديثة يمكن اختصارها تحت عنوان واحد هو زيت الزيتون! فما هى حكاية تلك الشجرة المباركة التى يكاد زيتها يضىء ولو لم تمسه النار: الزيتون. هناك العديد من أنواع الزيتون التى يعرفها العالم وتنتشر على مساحات واسعة فى إسبانيا وإيطاليا واليونان ومعظم بلاد الشرق الأوسط. تختلف طرق تحضير زيت الزيتون بل يعتبر بعضها سر يجدر الحفاظ عليه وتوارثه فى العائلات المعروفة فى تلك الحرف القديمة. عصارة زيت الزيتون الأولى أو البكر هى الأفضل دائما ولها درجتان وفقا للترتيب بكر وأكثر بكارة virgin and extravirgian. يحضر فيها الزيت بعصره على البارد أى دون استخدام الحرارة وتقتصر نسبة الحموضة فيه على درجة أقل من 0.8٪ أما درجات ما يوصف من زيت الزيتون بالنقى فهو ما يتم الحصول عليه بعصر الزيتون باستخدام الحرارة وإضافة بعض من المواد الكيماوية إليه. لزيت الزيتون تركيبة فريدة هى الأصل فى فائدته وآثاره الإيجابية على صحة الإنسان، زيوت أحادية غير مشبعة ومواد قوية مضادة للأكسدة وباقة من الفيتامينات. خليط طيب من المواد الطبيعية التى تفيد أينما حلت. زيت الزيتون والقلب والشرايين يحظى زيت الزيتون بنسبة عالية فى تركيبه من مركبات الفينول إلى جانب الزيوت الأحادية غير المشبعة وهو خليط له أثر على صحة وسلامة الشرايين سواء التاجية فى القلب أو شرايين المخ. يعمل زيت الزيتون على حماية الشرايين من الترسيبات المستمرة لذرات الكولسترول الردئ «الخفيف» ويعلو بنسبة الكوليسترول الحميد «الثقيل». لزيت الزيتون أثر يكافح فعل الالتهاب وهو أول حدث يتم فى جدران الشرايين قبل أن يترسب فيها الكوليسترول الردئ. يماثل ذلك الأثر فعل الأسبرين الذى ينصح الأطباء بتناوله بصورة دائمة مرضى شرايين القلب التاجية. لركاب الفينول فى زيت الزيتون أثر موسع للشرايين إذا ضاقت لسبب أو لآخر «ترسب الكوليسترول على جدرانها أو تقلصها» من خلال أثر أكسيد النيترات. يماثل هذا الأثر فعل مركبات النيترات الشهيرة التى يتناولها مرضى القلب والشرايين. يعمل زيت الزيتون على الهبوط بالمعدلات المتوسطة من ارتفاع ضغط الدم. لمركبات الفينول أثر مضاد لتجلط الدم داعما لسيولته من خلال مقاومته لتجمع الصفائح الدموية والتصاقها ببعضها البعض لشد مجرى الدم فى الشريان محدثة الجلطة وما يتبعها من تداعيات. هل لزيت الزيتون دور فى درء أخطار السرطان؟ تناولت دراسات طبية مهمة العلاقة بين زيت الزيتون وما به من مركبات الفينول والوقاية من السرطان وما زالت الدراسات الجادة تشير إلى قدرة مركبات الفينول فى زيت الزيتون على محاصرة نشاط الخلايا السرطانية فى أنواع مختلفة. منها أثر مركبات الفينول على عملية برمجة موت خلايا سرطان الدم. Hurman promyelocytic cell ومدى تميزها واكتمال نموها proliferation and differentiation. من المعروف أن الخلايا تولد وبها شفرة تحدد موعد موتها وفقا لقانون مازال غائبا وإن كان حضوره واضحا فى سلوكها ظاهرا فى كل تفاعلاتها «Apoptosis» لذا فمتوسط أعمار الخلايا معروف وفقا للدور المرسوم لها فى الأحوال الطبيعية. فى حالة السرطان فإن الخلايا تتمرد على قانون الطبيعة وتنطلق فى التكاثر بسرعة مجنونة لتدمر ما حولها من خلايا وتغزو الأنسجة على اختلاف أنواعها ووظائفها. لمركبات الفينول القدرة على كبح جماح تلك الخلايا الفوضوية وإخضاعها لقانون الموت الطبيعى متى توافرت بصورة تضمن لها مقاليد القوة. انخفاض معدلات سرطانات القولون بين سكان منطقة البحر الأبيض المتوسط فى مقابل ارتفاعها بين سكان شمال أوروبا لفتا نظر العلم والعلماء أيضا لنوعية ما يتناوله هؤلاء من طعام. جاء زيت الزيتون على رأس قائمة الطعام الصحى الذى يحرص عليه أهل تلك البلاد إلى جانب الأسماك والخضراوات والفواكه الطازجة والحبوب الكاملة ومنتجات الألبان. من أهم الدراسات المعروفة أيضا تلك التى تتحدث عن دور قوى لزيت الزيتون وما به من حمض دهنى «حمض الأوليك» فى الوقاية من سرطان الثدى. يتحدث العلم أيضا عن دور فاعل لزيت الزيتون فى دعم عمل علاجات السرطان الدوائية والإشعاعية يجعل من وجوده على المائدة أمرا مهما إلى جانب مذاقه الطيب. زيت يقاوم الألم ويدعم العظام. لزيت الزيتون أثر ملطف للألم يماثل فى فعله مفعول الأدوية المخفضة للألم. والمضادة للالتهاب كالأسبرين والبروفين. يرجع ذلك الأثر لوجود إنزيم فعال فى تركيبه زيت الزيتون «oleocanthal» له أثر فى مقاومة التفاعلات الحيوية التى ينشأ عنها الالتهاب وهو فعل له أثره الذى ينسحب على تداعيات كثيرة تنشأ من حدوث الالتهاب كبداية لأمراض قاسية مزمنة مثل أمراض شرايين القلب والمخ التى قد تتطور إلى تدهور قدرات الإنسان الذهنية ومرض الألزهايمر. منها أيضا أنواع السرطانات المختلفة. أثر زيت الزيتون يبدأ مع بدايات الالتهاب لذا لنا أن نعتبره عنصرا مهما فعالا فى الحماية من تلك الأمراض المزمنة. مازالت علاقة زيت الزيتون بالحماية من أمراض هشاشة العظام قيد البحث لكن ما أعلنه عنه حتى الآن يشير إلى وجود علاقة قوية بين مضادات الأكسدة القوية فى مركبات الفينول ودورها فى حماية العظام من أمراض ترقق العظام. زيت الزيتون ودعوة للتفكير. أكثر المعلومات ثباتا فى الذهن هى تلك التى تجد مكانا مريحا فى ذاكرة الإنسان المقصود بالمكان المريح هنا هو الفهم الكامل عن قناعة فعقلك لن يحتفظ أبدا بمعلومة ناقصة أو غير مفهومة وبالتالى لن تستعملها أو تستفيد بها. قد تكون محصلة ذلك الحديث عن زيت الزيتون أنه زيت مفيد يمكنك إضافته إلى قائمة طعامك قد تفعل ذلك فى الأيام القادمة لكنك ستتخلى عن الفكرة فى الأسابيع التى تليها. إذا بحثت بنفسك عن إجابة أسئلة لم يرد جوابها فى هذا المقال ستكون الفائدة أكثر أثرا. عزيزى القارئ: هل تعرف كيف يرفع زيت الزيتون معدلات الكوليسترول الجيد وينخفض بمعدلات السيئ؟ مجرد سؤال لكن إصابته تعنى أنك أضفت المعلومة إلى ذاكرتك فى مكانها الصحيح فلن تتوه منك أبدا بل سيبدو أثرها فى سلوكك فيما بعد. إذا لم تعرف الإجابة فى التو ابحث عنها. معرفتك لها فائدة وبحثك عنها فائدة مزدوجة إذ إنك تخرج من هموم كثيرة قد تملأ يومك. الخروج عن السياق والانشغال بموضوع آخر تماما غير ما تعيشه من موضوع أساسى ضاغط على أعصابك غالبا عملك هو أفضل تمارين الاسترخاء التى يقترحها عليك علم النفس الحديث. إذا وجدت الإجابة فقد نجحنا معا أما إذا انتظرتها منى فسأوافيك بها حتما فى صفحة قادمة لكن سنكون قد فشلنا معا والأمر فى النهاية لك.