دعا الرئيس المصرى حسنى مبارك رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو خلال لقائهما مساء أمس فى القاهرة إلى «وقف جميع الأنشطة الاستيطانية» وشدد على «حساسية» وضع القدس ومكانتها فى العالمين العربى والإسلامى، وذلك حسب بيان صادر عن مكتب السفير سليمان عواد المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية. وأضاف البيان أن مبارك «أكد خلال اللقاء مواقف مصر الثابتة الداعية لتحقيق السلام العادل والشامل، وفق حدود عام 1967 وقرارات الشرعية الدولية وأسس ومبادئ عملية السلام، ووفق حل الدولتين ومبادرة السلام العربية بما ينهى معاناة الشعب الفلسطينى ويقيم دولته المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية». وطالب مبارك، حسب البيان «بضرورة استئناف المفاوضات مع الجانب الفلسطينى من حيث توقفت» وأوضح «عدم جدوى الحديث عن دولة فلسطينية ذات حدود مؤقتة»، ودعا إلى «التفاوض على الحدود النهائية للدولة الفلسطينية بما يفتح الطريق أمام الاتفاق على جميع قضايا الوضع النهائى خلال إطار زمنى محدد ودون استبعاد أى منها من عملية التفاوض». كما أشار البيان إلى أن الرئيس طالب «بمزيد من التسهيلات ورفع الحواجز بالضفة الغربية كما دعا لرفع الحصار عن (غزة) وتسهيل حركة الفلسطينيين بين الضفة والقطاع». ومن جانبه، كان نتنياهو قد قال قبيل توجهه إلى مصر خلال الاجتماع الأسبوعى لحكومته، إنه راغب فى استئناف محادثات السلام مع الفلسطينى فى أقرب وقت ممكن. وقالت مصادر دبلوماسية إن رئيس الوزراء جدد فى القاهرة المطالبة بثلاثة أمور أولها تسريع وتيرة التفاوض بغية الإفراج عن الجندى الإسرائيلى جلعاد شاليط مع حلول يوم الغفران فى إطار صفقة تبادل الأسرى قبيل نهاية الشهر الحالى. وقدرت المصادر أن صفقة تبادل الأسرى لم تدخل مرحلة الحسم النهائى بالرغم من بعض مؤشرات التطور. وحسب المصادر نفسها فإن نتنياهو طالب بتكثيف الجهود المصرية فى مجابهة التهريب إلى قطاع غزة عبر الأنفاق من الأراضى المصرية، كما طالب «بتفهم مصرى لموقف» حكومته فيما يتعلق بالحاجة لوقف تدريجى فى الاستيطان الإسرائيلى. وأشار المصادر إلى أن القاهرة مستعدة للانفتاح على أفكار تؤدى إلى تحرك فى الموقف شريطة أن تكون جادة وأن تؤدى فى النهاية إلى التفاوض للوصول إلى حل نهائى. ورفضت القاهرة، حسب المصادر نفسها، أى توجه لتفاوض فلسطينى إسرائيلى يستهدف التعامل مع الضفة الغربية بعيدا عن غزة. وتأتى مباحثات مبارك نتنياهو قبيل انعقاد الجمعية العمومية للأمم المتحدة والتى يفترض أن يعقد على هامشها اجتماع يدعو إليه الرئيس الأمريكى باراك أوباما ويجمع فيه رئيس الوزراء الإسرائيلى والرئيس الفلسطينى محمود عباس، بغية إعادة إطلاق مفاوضات السلام على المسار الفلسطينى. كما تأتى تزامنا مع جولة يقوم بها المبعوث الأمريكى للشرق الأوسط جورج ميتشيل فى مهمة دبلوماسية جديدة تهدف إلى التوصل إلى حل بشأن مسألة رفض إسرائيل وقف الاستيطان غير الشرعى فى الأراضى الفلسطينية. وسيلتقى ميتشيل نتنياهو اليوم ثم يتوجه إلى رام الله للقاء الرئيس الفلسطينى محمود عباس فى محاولة لتحريك مفاوضات السلام. من جهة أخرى، أجرى الرئيس مبارك اتصالا هاتفيا مع الرئيس الإسرائيلى شيمون بيريز، حسب بيان صادر عن مكتب المتحدث باسم رئاسة الجمهورية. كما أفادت مصادر بأن الوزير عمر سليمان، مدير المخابرات المسئول عن الملف الفلسطينى، أجرى اتصالات «بعضها مباشر وبعضها من خلال معاونين» مع الفصائل الفلسطينية بغية التعجل بالتوصل إلى اتفاق مصالحة فلسطينية على أساس الورقة المصرية التى تم تقديمها للفصائل نهاية الأسبوع الماضى.