أكد الرئيسان حسنى مبارك والأمريكى باراك أوباما عزمهما على مواصلة جهودهما لإنهاء الصراع العربى الإسرائيلى، وإحلال السلام فى منطقة الشرق الأوسط، دون اللجوء للحلول المؤقتة. وأجمع الجانبان على أن «هناك حركة فى الاتجاه الصحيح من جميع الأطراف». جاء ذلك فى المؤتمر الصحفى المشترك الذى عقده الرئيس مبارك والرئيس الأمريكى فى المكتب البيضاوى أمس فى ختام مباحثاتهما بواشنطن. وقال مبارك إنه أقنع الإسرائيليين قبل زيارته لأمريكا «بالتخلى عن مشروع الحل المؤقت، والدخول فى مفاوضات الحل النهائى، ويبدو أنهم موافقون». وأشار أوباما إلى أن الفارق الأساسى هذه المرة «هو أن الفلسطينيين أدركوا أن إسرائيل حقيقة ولن تختفى، فيما أدرك الإسرائيليون أن أمنهم رهن المصالحة مع الفلسطينيين». وأضاف الرئيس مبارك أن خطاب أوباما فى القاهرة «أزال بسرعة غريبة شكوك العالم الإسلامى تجاه الولاياتالمتحدة، بعد أن كان المسلمون يعتقدون أن واشنطن تناصبهم العداء». وقال الرئيس إنه تحدث مع أوباما بصراحة وصداقة «حول الإصلاح فى مصر، وقلت له إننى دخلت الانتخابات الأخيرة على برنامج إصلاحى تم تنفيذ الكثير منه، وسوف نستكمل التنفيذ خلال العامين المقبلين حتى انتخابات الرئاسة المقبلة». وعلمت «الشروق» أن بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الإسرائيلية سوف يعرض وقفا للاستيطان لمدة 4 أشهر قابلة للتمديد، وينتظر العرب تفاصيل العرض وهل سيشمل العرض وقف النمو الطبيعى للمستوطنات القائمة. وطالب مبارك الرئيس الأمريكى بإعلان التزامه الشخصى بتحقيق السلام، مضيفا أن مصر «ليست فى خندق واحد مع إسرائيل ضد إيران». وحسب تصريحات أدلى بها السفير سليمان عواد المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية فإن الموقف المصرى يقوم على تأكيد الانخراط المباشر للرئيس الأمريكى كما كان الحال بالنسبة للرئيس الأمريكى الأسبق جيمى كارتر مع الرئيس المصرى الراحل أنور السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلى الراحل مناحم بيجن. وفيما يتعلق بالشأن السودانى قال عواد إن مبارك حذر من احتمالات اندلاع حرب أهلية فى جنوب السودان فى حال انفصال شمال السودان عن جنوبه. فى الوقت نفسه علمت «الشروق» من مصادر مصرية وأمريكية وسودانية ومتطابقة إن القاهرة ستستضيف فى الثالث والعشرين من الشهر الجارى اجتماعا عالى المستوى تشارك فيه مصر وليبيا والسودان وأمريكا للنظر فى توحيد الجهود فيما يتعلق بالتعامل مع الوضع فى السودان، خاصة بالنسبة لمنطقة دارفور. وحسب المصادر نفسها فإنه من المقرر أن يشارك المبعوث الأمريكى للسودان سكوت جرايشن فى الاجتماع كما سيشارك فيه عن الجانب السودانى غازى صلاح الدين المستشار السياسى للرئيس السودانى ومسئول ملف دارفور. تصويب واعتذار نشرت «الشروق» أمس مقتطفات من حوار الرئيس حسنى مبارك مع المذيع الأمريكى تشارلز روز، ورد فيها تصريح للرئيس عن تحسن حالته الصحية. وتبين أن الفقرة منقولة بالخطأ من حديث سابق للرئيس أجراه مع المذيع نفسه عام 2005.