- أهالى بالقرية: رفضوا شراء اللحوم بحجة عدم ذبحها وفق الشريعة.. وخططوا لحفر بئر بالصحراء لبدء حياة مستقلة - الانتحارى منفذ تفجير الإسكندرية متزوج ولديه 3 أطفال.. وهرب إلى السويس لتجنب ملاحقات الشرطة - مديرأمن قنا: توزيع صورهم على الأكمنة.. ونشر مجموعات قتالية لضبطهم.. ومصدر أمنى: الأجهزة رصدتهم من فترة وغياب الأدلة القوية حال دون القبض عليهم بالصدمة والدهشة استقبل أهالى قريتى الشويخات والمعنا بمحافظة قنا، بيان وزارة الداخلية بشأن أسماء المتهمين بتفجير كنيستين فى طنطاوالإسكندرية، والذى تضمن 6 متهمين بقرية الشويخات و2 من المعنا، من أصل 17 متهما بتشكيل خلية نفذت التفجيرين اللذين وقعا الأحد الماضى، وأسفرا عن استشهاد 47 شخصًا ونحو 125 مصابًا. وبحسب بيان وزارة الداخلية، فإن المجموعة المتهمة سبق لإحدى خلاياها ارتكاب حادث تفجير الكنيسة البطرسية الأرثوذكسية بالعباسية بواسطة انتحارى، وتولت أخرى الهجوم على كمين النقب بالوادى الجديد، كما تلقت خلية ثالثة تابعة لنفس المجموعة ضربة أمنية أسفرت عن مصرع سبعة من أبرز كوادرها أثناء ملاحقتهم بنطاق الجبل الشرقى بمحافظة أسيوط الإثنين الماضى. «الشروق» رصدت رحلة عناصر المجموعة التكفيرية وكيفية نشأتها فى قرية صغيرة، حيث اعتنقوا فى البداية أفكارًا متشددة تتعلق بسلوكهم إلى أن وصلوا لتكفير المواطنين والعلماء وأئمة الأوقاف، وانتهى بهم الحال إلى استباحة دماء الأبرياء، وتحدث عدد من أهالى القرية ل«الشروق» بشرط عدم الكشف عن هويتهم نظرًا لحساسية الموقف الأمنى الخاص بالقضية. وأوضحت المصادر، أن الخلية كانت مجهولة حتى ثورة 25 يناير، ولكنها بدأت فى الظهور عقب الثورة بنشر آرائهم المتطرفة والتكفيرية فى القرية، فكانوا يرفضون الصلاة بالمسجد بحجة عدم جواز الصلاة خلف أى إمام تعينه وزارة الأوقاف، ثم قرروا إنشاء «زاوية» شرق القرية بعدما زاد عددهم وأقاموا فيها الصلاة وحدهم، ثم تطور الأمر إلى رفضهم إلقاء السلام على أى شخص يقابلونه فى القرية. مصدر آخر بالقرية، أشار إلى المجموعة المتهمة أطلقوا اللحية والتزموا بلبس الجلباب طوال الوقت، ثم حرموا تهنئة الأقباط فى أعيادهم، ووصلوا إلى تكفير الشيوخ الأزهريين مثل الراحل متولى الشعراوى، والداعية السلفى محمد حسان، فضلًا عن التعرض لمناهج الأزهر الشريف بالتكفير. وتابع: «كانوا يصلون مع بعضهم فقط، ورفضوا شراء اللحوم من الجزارين مثل باقى المواطنين بحجة أنهم لا يذبحون على السنة فاشتركوا فى شراء ماشية مع بعضهم وذبحوها بأنفسهم وقسموها فيما بينهم». وشرح المصدر: «أفكار تلك المجموعة التكفيرية تصاعدت خلال فترة حكم الإخوان، ولكن بعضهم تراجع وعاد لطبيعته بعد حدوث انشقاق بينهم»، واستطرد المصدر: «رغم كل ذلك فمعظم أهالى القرية يستبعدون ارتكاب بعض من اتهم فى هذه القضية بارتكاب الواقعة نظرا لعدم خروج العناصر من القرية». وكشف مصدر بالقرية، أنه ومنذ عامين اشترى بعض أفراد المجموعة المتهمة «بريمة مياه» وأرادوا حفر بئر بناحية الظهير الصحراوى للقرية، ليستقلوا بأنفسهم فى الصحراء وينعزلون عن الناس، إلا أن الأهالى تصدوا لهم بعد علمهم بنيتهم الاستيلاء على الأرض، وانتبهت مديرية الأوقاف للزاوية التى بنوها وأغلقتها، واحتجزت الأجهزة الأمنية بعض المتهمين ثم افرجت عنهم، إلا أنهم فتحوا الزاوية مرة أخرى وانتظموا بالصلاة فيها حتى تم إغلاقها نهائيا منذ نحو 20 يوما. أما المتهم بتفجير نفسه أمام الكنيسة المرقسية بالإسكندرية، محمود حسن مبارك، فطبقا للمصادر، كان ميسور الحال ويعمل حفارًا فى إحدى شركات البترول، وكان مطيعا جدا لأوامر المجموعة المتشددة فى القرية، خاصة المتهم الأول فى الخلية «عمرو سعد»، والذى تربطة علاقة نسب بالانتحارى (زوج شقيقته). وأشارت المصادر، إلى أن المتهم بتفجير نفسه، هو الأخ الأصغر لأربعة أشقاء، وكان متزوجا من ابنة عمه ولديه 3 بنات أكبرهن فى الصف الأول الابتدائى واسمها ماريا، وكان يعيش مع والدته فى القرية، وأشقائه فى مدينة السويس، وحينما بدأت الشرطة فى مطاردتهم ترك القرية منذ عدة أشهر وسافر للعيش بمدينة السويس مع أشقائه. أما عمرو سعد عباس إبراهيم، زعيم الجماعة، فترك القرية منذ عدة أشهر بعد ملاحقة الأجهزة الأمنية له، خاصة بعدما تم القبض على شقيقه «عمر»، ويملكان محلًا كبيرا لبيع أجهزة المحمول بوسط مدينة قنا، وتم ضبط الأخير أثناء وجوده بمدينة مرسى علم عقب حادث تفجير الكنيسة البطرسية بالعباسية. الجماعة التكفيرية التى أعلنتها الداخلية عنها تضم 2 من أبناء قرية المعنا، واثنين من مركز قفط، وآخر بمركز فرشوط، بمدينة قنا، وبعضهم غائبا منذ أشهر عن منزله بحجة العمل، ولكن لا يعلم أهلهم أماكنهم، ويتواصلون معهم بمكالمات على فترات متباعدة. مصادر أمنية أكدت ل«الشروق»، أن الأجهزة الأمنية كانت ترصد المتهمين منذ فترة طويلة، ولكن عدم وجود أدلة قوية حالت دون حبسهم، والمتهمون سافروا إلى سيناء منذ فترة قريبة، وتلقوا تدريبا وقاموا بشراء أسلحة من أجل استخدامها فى أعمالهم الإرهابية. ومن جهته أوضح مدير أمن قنا اللواء صلاح الدين حسان، أنه تم توزيع صور المتهمين على جميع الأكمنة، كما تم استهداف منازلهم بالتفتيش ونشر مجموعات قتالية على الطرق السريعة لسرعة ضبطهم وتسليمهم للعدالة، لافتا أنه تم أخذ عينات من أقارب الانتحارى محمود حسن وتبين مطابقتها مع والدته وأشقائه.