رئيس حزب الوفد يوافق على تقرير تعديل قانون نقابة المهن الرياضية    جامعة قناة السويس تكرّم قياداتها الإدارية بمناسبة التجديد    مصر وكوريا الجنوبية تبحثان إجراءات توقيع إتفاقية الشراكة الاقتصادية    وزير التعليم العالي: تحديث مناهج السياحة والفنادق وإدخال تخصصات حديثة تواكب التحول الرقمي    بعد التهديدات الإسرائيلية.. قائد الجيش الإيراني: نراقب عن كثب جميع تحركات العدو وسنرد بحزم    دخول دفعات مساعدات جديدة من معبر رفح البري دعما لقطاع غزة    فيديو.. نائب محافظ القدس: التوسع الاستيطاني الإسرائيلي يتواصل بشكل يومي    قبل مواجهة زيمبابوي .. تاريخ مشاركات حسام حسن في كأس الأمم «لاعبا»    الداخلية تفتتح قسم جديد للجوازات والهجرة والجنسية بالمركز التجارى جرين بلازا في الإسكندرية    تفاصيل مرعبة.. النيابة تصطحب المتهم بقتل زميله وتقطيع جثته لاستخراج الأشلاء من شقة في الإسكندرية    غرف دردشة الألعاب الإلكترونية.. بين التفاعل الرقمي وحماية الأطفال    محافظ سوهاج يعلن إتاحة التصديق القنصلي على المستندات بمكاتب البريد    الأزهر يشارك في احتفالية اليوم العالمي للغة العربية بجناح وورش للخط العربي    مسلسل وفيلم في ديسمبر.. ريهام عبدالغفور تختتم 2025 بنشاط فني لافت    محافظ بني سويف يتفقد أعمال التوثيق والتنقيب والترميم بمعبد بطليموس    عاجل- المركز الإعلامي لمجلس الوزراء ينفي نقص أدوية البرد والأمراض المزمنة ويؤكد انتظام توافرها بالأسواق    عاجل- مدبولي: توجيهات رئاسية بالإسراع في تطبيق المرحلة الثانية من التأمين الصحي الشامل وضم أكبر عدد من المحافظات    تباين أداء مؤشرات البورصة بمنتصف تعاملات اليوم الإثنين    مدرسة حسن عبد العزيز بمعصرة صاوي بالفيوم تقف دقيقة حدادا على روح تلميذين ضحايا حادث الإقليمي    أمير قطر يعلن اكتمال معجم الدوحة التاريخي للغة العربية    نقابة الفلاحين: انخفاض أسعار اللحوم والدواجن خلال شهر رمضان    نائب محافظ الفيوم ومساعد وزير البيئة يفتتحان المركز البيئي المجتمعي بقرية شكشوك    الحقيقة الكاملة لسحب الجنسية من البلوجر علي حسن    وكيل الأزهر يحذِّر من الفراغ التربوي: إذا لم يُملأ بالقيم ملأته الأفكار المنحرفة    ننشر مواعيد امتحانات الفصل الدراسى الأول بمحافظة القاهرة    وزير الصناعة والنقل يصل العاصمة العمانية مسقط على رأس وفد رجال أعمال للمشاركة في منتدى الأعمال المصري العماني    اقتربت من نهايتها .. مفاوضات الأهلي مع يوسف بلعمري مستمرة وهناك اتفاق على الخطوط العريضة مع إدارة الرجاء    بعد قليل.. أمين «البحوث الإسلامية» يشهد مراسم صلح في خصومة ثأريَّة بالأقصر    «التضامن» تقر توفيق أوضاع جمعيتين في محافظتي الجيزة القاهرة    أمم أفريقيا 2025| «مجموعة مصر».. بافانا بافانا في مواجهة أنجولا    مواعيد مباريات اليوم.. مصر مع زيمبابوى في أمم أفريقيا ونهائى كأس السوبر الإيطالي    الهلال يخشى صحوة الشارقة في دوري أبطال آسيا النخبة    موعد مباراة بيراميدز ومسار في كأس مصر.. والقنوات الناقلة    الحضري: مجموعة مصر صعبة.. والشناوي الأنسب لحراسة مرمى المنتخب    جيفرى إبستين.. العدل الأمريكية تدافع عن النشر الجزئى وعودة صورة ترامب المحذوفة    وزير الثقافة ورئيس صندوق التنمية الحضرية يوقّعان بروتوكول تعاون لتنظيم فعاليات ثقافية وفنية بحديقة «تلال الفسطاط»    شعبة الملابس الجاهزة تكشف ارتفاع الصادرات بأكثر من 21% منذ بداية 2025    روائح رمضان تقترب    البيت الأبيض يكشف عن الأموال التي حصلتها أمريكا من الرسوم الجمركية    وزير قطاع الأعمال: نحرص على تعزيز الشراكات مع القطاع الخاص المحلي والأجنبي    مجلس قصر العينى يناقش سياسات تحديد ضوابط حجز الحالات ونطاق تقديم الخدمات    مواقيت الصلاه اليوم الإثنين 22ديسمبر 2025 فى محافظة المنيا    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 22-12-2025 في محافظة قنا    حصاد 2025 جامعة العاصمة.. 7 آلاف طالب وافد و60 منحة دراسية جديدة    مصر تواصل جهودها المكثفة لاستجلاء موقف المواطنين المصريين المفقودين في ليبيا    مستشار رئيس وزراء العراق: تقدم ملحوظ فى ملف حصر السلاح بيد الدولة    تفاصيل المشروعات المزمع افتتاحها بالتزامن مع احتفالات العيد القومي لبورسعيد    شديد البرودة.. «الأرصاد» تكشف تفاصيل طقس اليوم    اليوم .. الإدارية العليا تفصل فى 48 طعنا على نتيجة 30 دائرة ملغاة بانتخابات النواب    بعد ارتفاعها 116%.. رئيس شعبة المعادن الثمينة يحذر من انكسار سريع لأسعار الفضة وينصح بالذهب    345 مليون دولار ايرادات افتتاحية لفيلم Avatar: Fire and Ash    ويتكوف: روسيا لا تزال ملتزمة تماما بتحقيق السلام فى أوكرانيا    «المهن التمثيلية» تكشف تطورات الحالة الصحية للفنان إدوارد    نيجيريا: تحرير 130 تلميذًا وموظفًا خطفهم مسلحون من مدرسة الشهر الماضي    أستاذ بالأزهر يوضح فضائل شهر رجب ومكانته في ميزان الشرع    تامر النحاس: سعر حامد حمدان لن يقل عن 50 مليونا وصعب ديانج يروح بيراميدز    بدون تدخل جراحى.. استخراج 34 مسمارا من معدة مريضة بمستشفى كفر الشيخ العام    مواقيت الصلاه اليوم الأحد 21ديسمبر 2025 فى المنيا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قاطعوا مهرجان تورنتو السينمائي
نشر في الشروق الجديد يوم 13 - 09 - 2009

اتصل بى زميل دراستى المخرج السينمائى «شريف مندور» منتج فيلم «هليوبوليس» من بولندا وهو فى حيرة شديدة من أمره يسألنى رأيى فى مشاركته من عدمها فى مهرجان تورنتو السينمائى. حكى لى أن هناك ثلاثة أفلام مصرية مشاركة فى المهرجان: «احكى يا شهرزاد» من إخراج يسرى نصرالله. وفيلم «المسافر» من إخراج أحمد ماهر وهو من إنتاج وزارة الثقافة وفيلمه «هليوبوليس» من إخراج أحمد عبدالله. عرف أن هناك أفلاما إسرائيلية مشاركة. لم يهتم، فلا معنى للانسحاب وترك ساحة المهرجانات الدولية لصالح إسرائيل. بل على العكس فالأفضل التواجد بأفلام مصرية فى مواجهة الأفلام الإسرائيلية، وهذا لا يمكن أن يعد تطبيعا من جانبه.
ولكن عندما عرف أن هناك احتفاء خاصا بمئوية مدينة تل أبيب وأنه سوف يتم عرض عشرة أفلام إسرائيلية عن هذه المدينة، فالأمر هنا مختلف. ثم بدأت تصله أخبار مقاطعة عدد كبير من الفنانين الكنديين والأمريكيين والبريطانيين. وقام عدد منهم بتوقيع بيان يدين إدارة المهرجان. ماذا عليه أن يفعل؟.. هل مشاركته فى مهرجان تورنتو تعد فى هذه الحالة تطبيعا مع دولة عدو؟.. هل موافقته على الذهاب بفيلمه تعد مساندة لمهرجان يكرم إسرائيل؟.. أم ذهابه يؤكد بالعكس أننا غير مهتمين باختيارات إدارة المهرجان السياسية ولكن المهم هو أن يكون هناك تواجد مصر له وزن يفوق فى قيمته الفنية ما يقدمه الإسرائيليون سينمائيا. ولكنه فى نهاية المحادثة الهاتفية قال لى إنه يرجح فكرة الانسحاب وأن موقف فيلم المسافر سوف يكون شديد الحساسية. فالمنتج هو وزارة الثقافة. والوزير فاروق حسنى لا يمكنه القيام بأى مخاطرة قد تعرض مسيرته نحو منصب سكرتير عام اليونسكو للخطر، ولو انسحب هو بفيلم «هليوبوليس» ثم انسحب فيلم «احكى يا شهرزاد» سوف تجد وزارة الثقافة نفسها فى موقف لا تحسد عليه. وبالتالى فهو يتوقع معارضة عنيفة من جانب المسئولين فى وزارة الثقافة، خاصة أنهم ذوو سلطة لا يستهان بها فى مجال الإنتاج السينمائى المصرى. وأغلقنا الهاتف والمسكين فى حال صعبة.
قرأت فى اليوم التالى فى جريدة «الشروق» مقالا لم أفهم على الإطلاق معنى ما تم نشره فيه على لسان المخرج الكبير يسرى نصرالله والذى صرح فيه بأن موقفه المعلن هو دعم المثقفين الكنديين الذين قاطعوا المهرجان، ولذلك وقع معهم على بيان الإدانة، لكنه سيشارك رغم دعمه هذا بفيلمه، وأنه يعتبر أن هذه المشاركة سوف تدعم مواقف المثقفين الكنديين. حيث بدا لى أن هناك تناقضا واضحا بين دعمه للإدانة ومشاركته بفيلمه. وأكد كلامه المخرج أحمد عبدالله الذى أعلن مشاركته بفيلم هليوبوليس فى المهرجان. ولم يذكر المقال شيئا عن فيلم المسافر ولا عن مخرجه أحمد ماهر.
اتصل بى شريف مندور ثانية ليقول لى أن فيلم المسافر لن يذهب إلى مهرجان تورنتو حيث أعلنوا أنهم لم يوقعوا اتفاق اشتراكهم وتحججوا بأنهم لم ينتهوا من الترجمة الإنجليزية، وبأن مهرجان تورنتو لم يكن فى الأصل فى خطة المهرجانات الذين سوف يشاركون بها، هذا رغم وجود فيلم المسافر على قائمة عروض المهرجان. أعجبته طريقة الانسلاخ. تليق حقا بوزارة الثقافة. فهم لم يقاطعوا ولم ينسحبوا ولم ينددوا ولكن هناك دائما طرق بيروقراطية تصل بنا إلى بر الأمان، فنحن ولا شك العباقرة فى هذا المجال. ورقة ناقصة، صفحة لم توقع. ولكنهم فى النهاية أحسنوا صنعا. من ناحية أخرى اتصل به هاتفيا المخرج يسرى نصرالله من باريس وأكد له مشاركته ليزيد من حيرته. وجهة نظر يسرى نصرالله (من الغنى عن الشرح موقف يسرى غير القابل لأى التباس لصالح كل ما هو وطنى وما هو محترم فى شأن القضية الفلسطينية) وملخص رأيه أننا قاطعنا كثيرا ولم يجد ذلك، فمن الأفضل أن نشارك ونعلن رفضنا للممارسات الإسرائيلية داخل الحدث، ونحدث داخل المهرجان جلبة سوف يكون لها أثر أكبر من المقاطعة.
ماذا يجب عليه أن يفعل؟.. كل وجهة نظر لها احترامها. أيشارك ويندد هناك بالاحتفاء بإسرائيل أم يقاطع؟.. لا يعرف على وجه اليقين أين الصواب فى هذا الأمر. هو فى نهاية الأمر سينمائى وليس حيوانا سياسيا.
نصحت صديقى بمقاطعة المهرجان لأكثر من سبب: أولا لأن المشاركة فى هذا المهرجان من وجهة نظرى تعد مشاركة فى الاحتفاء بدولة إسرائيل والاحتفال بتل أبيب. ثانيا: قيام المهرجان باختيار تل أبيب عاصمة إسرائيل فى هذه اللحظة تحديدا أمر له معنى بالتأكيد. فالتوقيت دائما وأبدا له دلالات مهمة. وحكومة نتنياهو الحالية هى حكومة شديدة العنصرية والتطرف، هى حكومة حرب. ثالثا وأخيرا: ما هى قصة مئوية تل أبيب وما قصة بدايتها فى أبريل 1909 الذين يروجون لها فى العالم أجمع؟ يصنعون لهم تاريخا مزيفا، علينا أن نفضحه لا أن نشارك فى مكان يروج له.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.