بالصور.. «حرية المرأة» في الأفلام القصيرة بمهرجان الأقصر السينمائي

قضية حرية المرأة كانت حاضرة في مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية بدورته السادسة، من خلال فيلمين، هما: المصري «نفس» للمخرجة سالي أبو باشا التي قدمت في أولى تجاربها الروائية حالة إنسانية شديدة الشفافية حبر حكاية قصيرة تجسد مشاعر الوحدة والحرمان لسيدة في منتصف الأربعينات تعيش حياة رتيبة وإهمال ممن حولها، لكن تشعر بتغير في داخلها عندما تتلقى مكالمة تليفونية مجهولة من شاب مراهق يغازلها.
وقالت أبو باشا، إن فيلمها نتاج ورشة كتابة عملت على قصة قصيرة جدًا حكاها لها أحد الأصدقاء عن واحدة من أفراد أسرته تلقت معاكسة على تليفونها المحمول، وراحت بعدها تحكي الحكاية وكأنها سعيدة بما تلقته من كلمات، وهذه الحكاية خضعت لتطوير من خلال ورشة لتكون فيلم مدته 15 دقيقة.
وأضافت مخرجة «نفس»، أنها حاولت التعبير عن هذا النموذج من السيدات اللاتي يعانين الإهمال والحرمان في المجتمع ولا يشعر بهن أحد، حتى أنهن لا يستطعن التعبير عن مشاعرهن.
في المقابل، تناول المخرج الجزائري داميان أونوري قضية حرية المرأة في بلاده في فترة تاريخية كان محظور فيه على المرأة أن تكون بمفردها في بعض الأماكن حيث تتيح للأفكار المتطرفة السيطرة على العقول.
ومن خلال فيلم «قنديل البحر»، يعرض قصة جمع فيها بين الواقع والخيال، حيث يلقي الضوء على مواجهة المرأة للإرهاب، من خلال شخصية «نفيسة» التي تتعرض لهجوم لمجرد أنها تجرأت ونزلت للسباحة في البحر بمفردها ثم تغرق نتيجة هذا الهجوم، وتتحول لكائن بحري متعطش للانتقام.
وقدم الفيلم الذي يعرض لمدة 40 دقيقة لغة سينمائية قوية، مستندًا على صورة جميلة وأداء حركي راقي، خاصة بتلك المشاهد التي صورها تحت الماء، فضلًا عن اعتماده على موسيقي الراي المميزة جدا والمعبرة عن المنطقة الجغرافية التي تدور فيها الأحداث.
وفي ندوة الفيلم التي أدارها المخرج أحمد حسونة، قال «أونوري» إنه اعتمد على أسطورة خلقها هو بنفسه ليعبر من خلالها عما تتعرض له المرأة، في ظل صمت غريب من المجتمع.