القعيد: الناس كانت تشترى الأهرام من أجل مقال هيكل السناوى: لا وجود لمذكرات شخصية للأستاذ رغم حرصه على تدوين ما يمر به من لقاءات وحوارات قال الكاتب الكبير يوسف القعيد إن الأستاذ محمد حسنين هيكل، كان من أكثر الكتاب تأثيرا فى الوطن العربى، لما له من ثقافة متعمقة وواسعة، ولغة مشوقة ومبدعة، مشيرا إلى أن ارتفاع نسبة بيع الأهرام فى فترة رئاسته من ستينيات القرن الماضى، كان لكتابته مقالا رئيسيا فيها، حتى إن الناس كانت تشترى الأهرام من أجل مقال هيكل، وإن اعتذر فى إحدى المرات كانوا يتطلعون إلى معرفة سبب الاعتذار، وهذه دلالة على درجة تأثيره الكبير فى القارئ. واستكمل خلال الندوة التى عقدت بمعرض الكتاب فى دورته ال48، أمس الأربعاء، إن قرب هيكل من الزعيم الراحل جمال عبدالناصر أتاح له معرفة العديد من الاتصالات التى تحدث بين عبدالناصر والمثقفين من محتوى للرسالة وأبعادها، ولكنه دافع على الأستاذ فى أمر احتكاره للمعلومات نتيجة قربه من الزعيم، مشيرا إلى تكوينه الثقافى والفكرى. فى حديثه عن الأستاذ نفى الكاتب الكبير عبدالله السناوى وجود أى مذكرات تركها «الأستاذ» قبل رحيله، لافتا إلى إنه كان يضع دائما ستائر كثيفة حول حياته الخاصة، مؤكدا استحالة وجود أى مذكرات تخصه، على الرغم من حرصه الكبير على تدوين ما يمر به من لقاءات وحوارات. فى أشارة إلى أهميته الكبيرة ذكر السناوى موقف من جملة المواقف التى تعرض لها هيكل خلال مشوار، وهو عندما قدمته عميدة كلية الإعلام بجامعة إكسفورد، ورددت العبارة الشهيرة: لا أصدق إنى أمام الأسطورة الحية، وأيضا استقبال جون باتم رئيس الجامعة له. وعن مشروع عبدالناصر الوطنى ومدى تأثير هيكل فيه، أجاب السناوى عن سؤال أحد الحضور، عن أى منهم كان الأعظم والأكثر أثرا فى الآخر، مشيرا إلى المناصفة بين الاثنين فى مشروع يوليو، حيث قال هيكل أنضج مشروع عبدالناصر وزاده رؤية وبعدا ونقدا، وناصر صاحب المشروع العروبى المستقل المنحاز إلى الطبقة الوسطى والفقيرة، حتى إنه رأى فى إحدى المرات لوحة فى منزل الكاتب يوسف القعيد نصفها وجه هيكل والآخر وجه الزعيم جمال عبدالناصر. «كلمة النكسة التى اختارها هيكل فى خطاب التنحى، تأتى من ضمن إنجازاته» هكذا رد هيكل على سؤال أحد الحضور عن سبب اختيار هيكل لتلك اللفظة فى وقت كانت مصر تعيش فيه أوقات عصيبة، نتيجة احتلال سيناء، مستكملا: سألته فى إحدى المرات عن سبب اختيار تلك اللفظة فى خطاب التنحى التى ألقاه عبدالناصر عقب احتلال سيناء، فرد هيكل عليه: والله ما انا عارف، ثم استكمل هيكل قائلا الهزيمة تعنى التسليم والإنكسار النهائى وهذا لم يحدث فالجيش المصرى لم يرفع راية الاستسلام بل دخل فى معارك عديدة مثل معركة رأس العش ضمن مرحلة الاستنزاف، وحتى نسترجع حماس الجنود والشعب بأكملة فى مرحلة التحرير، لذلك قمت باختيار كلمة «النكسة». قال رئيس تحرير الأهرام محمد عبدالهادى علام خلال حديثه عن «الأستاذ»: شكا بعض الصحفيين والمثقفين هيكل لجمال عبدالناصر، فى إشارة إلى مدى استئثاره بالسلطة واحتكاره للمعلومات، ليرد عليهم عبدالناصر قائلا هيكل لا يسألنى على الأخبار، بل كنت أسأله انا ايه الأخبار؟، مؤكدا على تكوينة الثقافى الذى جعل منه الصحفى الأوحد فى مراحل زمنية متعاقبة. مستذكرا إحدى المواقف التى شهدها علام مع هيكل، قال كان دائما يردد: الرئيس مسئول عن أمرين هما علاقة المسيحين بالمسلمين، ومياه نهر النيل، وأشار إلى مدى أهمية مقالاته التى كانت تعزل حكومات وتقيل وزراء.