• رئيس لجنة السياحة بالغرفة المصرية البريطانية: مطلوب إعادة النظر فى أسعار دخول المزارات السياحية بما يتناسب مع قيمة مصر الحضارية • السياحة الثقافية الحصان الرابح فى موسم الشتاء الحالى.. والتركيز على شرم الشيخ خطأ كبير قال مجدى حنين رئيس لجنة السياحة بالغرفة المصرية البريطانية: إن كل المؤشرات تشير إلى أن عام 2017، وتحديدا النصف الثانى من العام الحالى سيشهد انتعاشا اقتصاديا وانفراجة سياحية مرتقبة نظرا لتغيير السياسة العالمية فى المنطقة بأسرها وبدء ولاية الرئيس الأمريكى الجديد دونالد ترامب الذى سيتم تنصيبه فى الثلث الأخير من الشهر الحالى. وأضاف حنين فى تصريحات صحفية خاصة ل«مال وأعمال الشروق» أن عودة السياحة مرتبط بتغيير السياسة العالمية تجاه العديد من القضايا سواء فيما يتعلق بالجانب الاقتصادى أو الجانب السياسى. وأبدى حنين تفاؤله بتغير السياسة العالمية الأمريكية بعد تولى ترامب رئاسة الولايات المتحد الأمريكية رسميا خلال الأيام المقبلة ورفع تحذيرات السفر وكذلك حل مشكلة سوريا وانهاء النزاعات المستمرة فى المنطقة والتأكيد على استقرار منطقة الشرق الأوسط خاصة أن كل العالم يترقب تغيير السياسات بعد تولى الرئيس الأمريكى الجديد مقاليد الحكم. وطالب بضرورة الاستفادة من العلاقات الثنائية الطيبة بين مصر والولاياتالمتحدةالأمريكية، والتى من المنتظر أن تتحسن خلال الفترة المقبلة بعد تولى الرئيس الأمريكى الجديد فى زيادة الحركة السياحية الوافدة من أمريكا إلى مصر خلال الفترة المقبلة. وكشف مجدى حنين أن هناك تطورا واضحا فى الحركة السياحية الوافدة لمصر خلال الفترة الأخيرة من معظم الأسواق المصدرة للسياحة إلى مصر باستثناء السوق الروسية، الذى من المنتظر أن يشهد انفراجة فى رفع حظر السفر إلى مصر خلال الفترة القليلة المقبلة خاصة بعد المحادثات المشتركة، التى تمت أخيرا بين الرئيسين المصرى عبدالفتاح السيسى والروسى فلاديمير بوتن، والتى ستبدأ بالرحلات المنتظمة بين القاهرةوموسكو. وتوقع أن يتم اتخاذ قرار استئناف الحركة السياحية من موسكو إلى شرم الشيخ تدريجيا خلال الأسابيع المقبلة عقب التوقيع على العقد الخاص بمحطة الضبعة النووية والانتهاء من جميع إجراءات تأمين المطارات التى طلبها الجانب الروسى. وطالب مجدى حنين بالإسراع بطرق أسواق سياحية جديدة بدلا من الاعتماد على الاسواق التقليدية خاصة السوقين الروسية والبريطانية من خلال تكثيف الترويج وتوفير خطوط طيران لنقل السائحين خاصة أن الطيران يعتبر كلمة السر لطرق أسواق سياحية جديدة.. مشيرا إلى ضرورة التركيز على الأسواق المنقذة مثل السوق العربية خاصة بلاد المغرب العربى، مثل الجزائر وتونس والمغرب، التى تفضل المقصد السياحى المصرى نظرا للمقومات السياحية، التى يتميز بها وكذلك السعر المناسب خاصة مع تحرير سعر الصرف، وكذلك السوق التركية، حيث يفضل السائحين الأتراك المقصد المصرى، ولا توجد مقاطعة بين البلدين، كما يردد البعض وإنما هناك اختلاف فى الرؤى السياسية فقط. وأشار رئيس لجنة السياحة بالغرفة المصرية البريطانية إلى أن استمرار فرض حظر السفر الروسى والبريطانى على شرم الشيخ يفرض علينا ضرورة الاتجاه لعدد من الأسواق البديلة العاشقة للسياحة الثقافية مثل السوق الأمريكية والأسواق الآسيوية، مثل الصين والهند والتى أصبحت نشطة بشكل قوى خلال الفترة الماضية، وكذلك أسواق أمريكا اللاتينية. وطالب رئيس لجنة السياحة بالغرفة المصرية البريطانية بإعادة النظر فى أسعار دخول المزارات السياحية بما يتناسب مع قيمة مصر الحضارية والتاريخية حيث تبلغ زيارة السائح الأجنبى لمنطقة الأهرامات، التى تعتبر زيارتها حلم حياة لأى سائح فى العالم كله 80 جنيها بما يعادل 4 دولارات وأقل من ثمن فنجان قهوة، بينما تبلغ زيارتها للمصريين 10 جنيهات فقط. وأشار إلى أن هذه الأسعار لا تتناسب مع قيمة وتاريخ هذه المزارات وتقل كثيرا عن أى مزارات أثرية فى أى دولة فى العالم، لافتا إلى أن زيادة أسعار هذه المزارات سيساهم فى تحسين المرافق الموجودة بهذه المزارات وكذا جودة الخدمات المقدمة بها للسائحين خاصة أن جودة الخدمات أهم معيار المنافسة بين المقاصد السياحية العالمية. وأشار حنين إلى أنه لابد من الاستعداد الجيد لعودة الحركة السياحية الوافدة لمصر لطبيعتها من العديد من الاسواق المصدرة للسياحة كما يجب عدم التركيز فقط على السياحة الشاطئية بل يجب الاهتمام بالسياحة الثقافية فى مناطق الصعيد خاصة أن السياحة الثقافية ستكون الحصان الرابح فى منطقة الصعيد خلال موسم الشتاء الحالى، لافتا إلى وجود عودة قوية من جانب مجموعة من الأسواق، التى تستهدف السياحة الثقافية التى يمتاز بها الصعيد، يأتى على رأسها السوق الصينى إلى جانب اليابانى وأسواق امريكا اللاتينية وفرنسا. وأكد مجدى حنين ضرورة احياء منتج السياحة الثقافية بمنطقة الصعيد التى يوجد بها مقومات متميزة تساهم فى زيادة الدخل القومى ومن الصعب المنافسة معها بعكس منتج السياحة الشاطئية المتوافر فى كثير من المقاصد المنافسة، مضيفا أن السياحة مهمتها زيادة الدخل القومى ولذا يجب ان نبحث عن السياحة ذات الإنفاق العالى. أوضح رئيس لجنة السياحة بالغرفة المصرية البريطانية أن تعافى السياحة وعودتها لطبيعتها يقاس بمقياس خاطئ، «فمثلا عندما ترتفع نسب إشغالات فنادق الشواطئ بشرم الشيخ والغردقة يقال إن السياحة تعافت، وهذا مقياس كمى خاطئ لأنه من الخطأ الاعتماد الأكبر على سياحة الشواطئ فقط ولكن يجب النظر إلى انتعاش السياحة فى مختلف المقاصد السياحية المصرية بداية من أسوان وحتى شرم الشيخ والاسكندرية كما يجب أن نضع إشغالات فنادق الصعيد كمقياس مهم». ودلل حنين على ذلك، بأن قرار تعويم الجنيه لم يفرق بين محافظات الوجه القبلى ومحافظات الشواطئ، حيث بدأت تنشط الحركة الوافدة فى مناطق الصعيد كالأقصر وأسوان من جميع الجنسيات سواء من اليابانى والألمانى والبولندى والإنجليزى. وأشار إلى أن التركيز على شرم الشيخ فى عودة السياحة خطأ كبير بالرغم من زيادة الطاقة الفندقية بها وزيادة اعداد الغرف المغلقة لاستمرار وجود اعتراضات من قبل بعض الدول على الإجراءات التأمينية بالمطارات ولذا يجب التركيز على المناطق السياحية الأخرى وتنوع المنتجات السياحية. وأكد حنين أن القرارات التى أسفر عنها لقاء طارق عامر محافظ البنك المركزى وقيادات البنوك بمستثمرى السياحة بشرم الشيخ تمثل قرارات تاريخية مشهود لها لم يصدر مثلها من قبل فى دعم ومساندة صناعة السياحة إلا أننا نأمل سرعة التنفيذ على أرض الواقع وأن يتم البدء فعلا فى إنشاء صندوق لتأهيل وتطوير المنشآت السياحية والفندقية، ويمنح قروضا ميسرة للفنادق بشرط عدم التفرقة بين مستثمر وآخر، لأنه لو ركز فقط على دعم المستثمرين غير المتعثرين، فهذا خطأ كبير، ولذا يجب التركيز على المستثمرين الأكثر احتياجا بسبب الظروف القهرية التى تعرضوا لها وتسببت فى خسائر فادحة لهم.