حذر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، من الفتن التي تشتعل داخل الشعوب على أساس الدين، قائلا: "لا أعرف فتنة أضر على الناس وأفتك بأجسادهم من القتل والقتال باسم الدين تارة وباسم العرق تارة أخرى". وأضاف «الطيب» خلال كلمته بؤتمر حكماء المسلمين، اليوم الثلاثاء: "ما للقتل بُعث الأنبياء والمرسلون ولا للاضطهاد والتشريد جاء الحكماء والمتألهون، فكل الاديان الإلية كلها أكدت أن إرادة الله شاءت أن يخلق الناس مختلفين في ألوانهم وأديانهم وعراقهم، ولو أراد أن يخلقهم على لغة ودين وجنس واحد لفعل وما عجز". وأكد أن الأزمة الطائفية التي تشهدها ميانمار غريبة، وتفقد كل مببرات بواعثها الدينية والإنسانية والحضارية، خاصة وأن شعب ميانمار يضرب بجذور راسخة في تاريخ الدين والحكمة والسلام وتعلم منه الناس الكثير في هذا الشأن. وأوضح أن الأديان تعلمنا أخوة الإنسانية، مستشهدًا بحيث الرسول الذي كان يردده عقب كل صلاة "أنا شهيد أن محمد عبدك ورسولك، ربنا ورب كل شي، وأنا شهيد أن العباد كلهم إخوة". وتابع: "الله هو الذي خلق الكافر وخلق المؤمن معًا، فليس بينهما إلا الدعوة بالحكمة والموعظة الحسن والكلمة الطيبة فقط، خاصة وأن الحكمة الإلهية تتعالى عن أن يخلق الله الكافرين ثم يأمر المؤمنين بقتلهم، فهذا عبث يزري بحكمة المخلوق فضلا عن حكمة الخالق، فالجميع خلقه وصنعته وإبداعه".