قال رئيس قطاع المياه الجوفية بوزارة الموارد المائية والري، سامح صقر، إن الإدارة السيئة للمياه، بزراعة محاصيل شرهة للمياه، مثل: البرسيم الحجازي والذرة وبنجر السكر، لن تكفي زراعة كامل أراضي مشروع المليون ونصف المليون فدان. وأضاف صقر، في تصريحات صحفية، اليوم :"أما إذا تم اختيار المحاصيل والنباتات التي تنمو في البيئة الصحراوية فإن المياه المتاحة من الآبار قد تكفي لزراعة كامل المساحة المتاحة حول كل بئر، والتي يتم تحديدها بناءً على الدراسات العلمية الدقيقة، وتجارب الدول المتقدمة لمنع استنزاف المخزون الجوفي، وضمان استدامة التنمية بجميع مناطق المشروع آخذين في الاعتبار الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والبيئية وبما لا يخل بالأمن القومي". وأشار صقر إلى أن نظم الري الحديثة في دول العالم كافة تقوم على أساس الاستفادة من كل قطرة مياه متاحة وتعظيم العائد الاقتصادي والاجتماعي منها. ولفت إلى أن هناك مشروعات استثمارية ناجحة في الصحاري باستخدام كميات مياه قليلة لزراعة نباتات ذات استهلاك مائي قليل وعائد كبير، مضيفًا أن هذا هو التوجه المطلوب في المستقبل؛ "فليس من المعقول أن يتم ضخ المياه من أعماق كبيرة وباستخدام طاقة كبيرة ثم يتم استخدام نظم ري تقليدية في زراعتها بل يجب استخدام التقنيات الحديثة في الزراعة وإدارة مياه الري لتحقيق تنمية مستدامة". وقال صقر، إن الهدف الأسمى من المشروع هو إنشاء مجتمعات عمرانية جديدة في قلب الصحراء بغرض تغير الخريطة الديموجرافية للتوزيع السكاني، والذي يتكدس على طول نهر النيل والدلتا، والذي أدى إلى حدوث تدهور في الرقعة الزراعية وزيادة الضغط على الموارد المائية المحدودة في بعض المناطق. وأضاف :"نريد أن نرى مجتمعات عمرانية جديدة قائمة على الزراعات التي تتناسب مع البيئة الصحراوية في مصر، وبما تحتويه في باطنها من مياه لا يجب إهدارها في زراعة محاصيل شرهة للمياه، ويجب أن تكون هذه الزراعات الصحراوية مقرونة بتصنيع زراعي وصناعات أخرى كثيفة العمالة (صناعات يدوية) لاستغلال الطاقات والمهارات البشرية التي تميز شعب مصر عن غيره من الشعوب".