بمزيج من الحذر والرهبة، والرغبة فى الفرح رغم كل شىء، احتفلت العديد من عواصم العالم منتصف ليل الأحد بعيد الميلاد المجيد، وسط إجراءات أمنية مشددة، تحسبا لأية هجمات إرهابية، وتليت الصلوات والأمنيات بأن يكون العام المقبل أقل قسوة، وخصوصا على الأطفال، الذين تصدرت دموعهم ودماؤهم الصورة القاتمة للعالم فى السنوات الأخيرة. ففى بيت لحم شهدت كنيسة المهد احتفالات أعياد الميلاد منتصف ليل السبت الأحد شارك فيها آلاف المسيحيين لإحياء مولد المسيح، بحضور 2500 فلسطينى وأجنبى قداس الميلاد بكنيسة المهد المقامة فوق المغارة التى يعتقد أن السيد المسيح ولد فيها. ودعا رئيس الأساقفة والمدبر الرسولى للبطريركية اللاتينية فى القدسالمحتلة المطران بيير باتستا بيتسابالا إلى نشر العدل المحبة والصدق بدلا من الخوف «الذى تولده قوى الموت المسيطرة فى العالم». وفى الفاتيكان، طالب بابا الفاتيكان فرنسيس، الكاثوليكيين فى العالم بإظهار الرحمة للأطفال ضحايا الحروب والفقر، فى حين انتقد بشدة طغيان المادية والتمحور حول الذات فى احتفالات عيد الميلاد، كما دعا البابا أمام أكثر من عشرة آلاف شخص فى ساحة القديس بطرس فى روما، إلى التفكير بالأطفال الذين «يبكون لأن لا أحد يسكت جوعهم.. وأولئك الذين لا يحملون ألعابا فى أيديهم، بل أسلحة». أما بلدة برطلة العراقية المسيحية القريبة من الموصل، فقد كان احتفال السكان هو الأول منذ استعادة البلدة من جهاديى تنظيم الدولة الاسلامية فى اكتوبر الماضى. وفى الفليبين، أحد اكبر البلدان الكاثوليكية فى العالم، هدد سوء الأحوال الجوية الاحتفالات بالميلاد. واضطرت السلطات إلى إجلاء آلاف الاشخاص وإغلاق عشرات الموانئ استعدادا لإعصار عنيف سيصل إلى السواحل الشرقية. فيما قالت الملكة اليزابيث الثانية، فى المملكة المتحدة فى رسالتها السنوية «لا يمكننا بمفردنا أن ننهى الحروب أو نزيل الظلم، لكن التأثير التراكمى للآلاف من أعمال الخير الصغيرة يمكن أن يكون أكبر بكثير مما نتصور». وأعرب أسقف كانتربرى رأس الكنيسة الانجليكانية، فى عظته عن الأسف لأننا فى «نهاية 2016 نجد أنفسنا فى عالم مختلف، أقل أمانا ويبدو غارقا فى الخوف والانقسامات». وفى القامشلى لم تمنع الإجراءات الأمنية بعض سكان حى الوسطى من تزيين منازلهم، احتفالا بعيد الميلاد، وبدت زينة الميلاد واضحة خارج الحى وتحديدا فى سوق مدينة القامشلى، حيث زينت بعض المحال واجهاتها بعبارات ترحب بالميلاد والعام الجديد، وأخرى وضعت الأجراس ودمى لبابا نويل بلباسه الأحمر ولحيته البيضاء.