شهد سواق الأحذية بمنطقة وسط القاهرة ارتفاعاً في أسعار الأحذية المستوردة والمصرية، لارتفاع تكلفة المواد الخام ومصاريف نقلها وتوريدها للمحال التجارية، فضلأ عن اضطراب أسعار صرف الدولار والقرارات الاقتصادية الأخيرة التي اتخذتها الدولة، بحسب عدد من أصحاب المحال التجارية. ورصدت «الشروق»، تباينًا فى حركة البيع والشراء في سواق الأحذية بوسط القاهرة، حيث أجمع عدد من الباعة على وجود ركود في حركة البيع، مقارنة بالعام الماضي. «المصري يكسب والمستورد ليه زبونه» هكذا قال محمد عادل عامل بأحد المحلات بيع الأحذية بشارع طلعت حرب بوسط القاهرة، مشيرا إلى أن الأحذية الرجالى الجلد الطبيعي محلية الصنع تراوحت أسعارها من 60 إلى 400 جنيه وهى تعتبر الأكثر بيعاً نظراً لسعرها المناسب لشريحة كبيرة من المواطنين، بنسبة 70% مقارنة بباقى المعروضات. فيما تراوحت أسعار الأحذية المستوردة التي تحمل علامات تجارية شهيرة من 900 إلى 1450جنيه، وتعد الأقل مبيعًا في الأسواق نظراً لأسعارها المرتفعة، بنسبة بيع وصلت إلى 30% مقارنة بالمنتج المحلي، بخلاف العام الماضي التي كانت تصل نسبة البيع إلى 50%. بينما سجلت أسعار الأحذية الحريمى ذات الجلد الطبيعى محلية الصنع ارتفاعاً فى الأسعار تراوحت بين 20% و30% عن العام الماضى، حيث تراوحت ما بين 160 إلى 300 جنيه، ومن 350 إلى 800 جنيه للمستورد ذات العلامات التجارية الشهيرة، فيما تباين سعر الحذاء الجلد الطبيعى للأطفال من 70 إلى 180 جنيه، وسجلت أسعار الشنط الحريمي المستوردة من 250 إلى 500 جنيه، ومن 35 إلى 150 جنيها للمصنعة محليا، وشنط أجهزة اللاب توب من 115 إلى 350 جنيها. وتابع عادل، «السوق نايم» لافتاً إلى أن عدم وجود رقابة على المستوردين جعلهم يسيطرون على السوق ويتسابقون لرفع الأسعار لتحقيق أكبر نسبة ربح، مشيرا إلى زيادة أسعار الأحذية أثرت على إقبال المواطنين، واكتفى بعضهم بالسؤال فقط. وقال مرسي فولي، صاحب أحد المحال التجارية بشارع طلعت حرب، إن هذه الفترة من كل عام تعتبر موسما لبيع الأحذية بسبب أعياد رأس السنة، لكن هذا العام الأقل إقبالا، نظرا للأحوال الاقتصادية التى تمر بها البلاد. وأرجع "فولي" سبب ارتفاع الأحذية إلى ارتفاع أسعار المواد المستخدمة فى التصنيع، وارتفاع أسعار الكهرباء، بالإضافة إلى ارتفاع أجور العاملين. من جانبه قال علاء عبدالمتجلي، أحد أصحاب المحال التجارية بوسط البلد، إنه لا يمكن بأي حال من الأحوال مقارنة حركة البيع والشراء حاليا بما كانت عليه حيث تشهد المبيعات تراجعا مستمرا على مدار الشهور الماضية. وقال رأفت وجيه، موظف، انه قام بشراء كل احتياجات اطفاله من ملابس وأحذية لهذا العام من بعض المحال التي تبيع باسعار متوسطة حيث يتراوح سعر الحذاء بين 60 و80 جنيهًا، مضيفاً ان تلك الأسعار تناسب مع ميزانية أسرته ولا يستطيع إنفاق أكثر من ذلك لسد احتياجات الأسرة من السلع الأخرى. وقال هيثم مصطفى شاب عشريني، إن أسعار الأحذية هذا العام مرتفعة بشكل مبالغ به، وجشع التجار وعدم سيطرة الحكومة على رقابة الأسواق جعل التجار يرفعون الأسعار، مشيراً إلى أنه لجأ للشراء من بعض محال المناطق الشعبية لقلة أسعارها عن منطقة وسط القاهرة. ويقول محمد عبد الله، شاب ثلاثيني، إنه "فوجئ بارتفاع في الأسعار في مناطق وسط البلد"، مضيفا أنه توجه إلى المراكز التجارية التي تبيع بأسعار متوسطة ولكن دون المساس بجودة الخامة التي صنع منها الحذاء. وناشدت المواطنة سحر عبدالله، الحكومة بفرض مزيد من الرقابة على التجار الذين أصبحوا في الآونة الأخيرة هم المتحكمون في الأسعار، مضيفة أنها اكتفت هذا العام بإلقاء نظرة على الأسعار.