تشهد سوق الأحذية ارتفاعا ملحوظا في الأسعار حيث يتراوح سعر الحذاء الواحد بين30 و300 جنيه لسعر المصنع وهو الأمر الذي أدي إلي عزوف المواطنين عن شراء الأحذية من المحال التجارية والاتجاه لتجارة الأرصفة نتيجة انخفاض أسعارها التي تتراوح بين35 و65 جنيها للحذاء. وفقا لما رصدته جولة الأهرام المسائي بالسوق. من جانبه نفي اتحاد الصناعات تورط أي مصنع للأحذية في رفع الأسعار دون مبرر, مؤكدا أن تكلفة الحذاء هي الفيصل في هذا الشأن التي تصل في بعض أنواع الأحذية إلي300 جنيه للزوج الواحد وفقا لجودته. وأكد محمد فالكون نائب رئيس غرفة صناعة الجلود باتحاد الصناعات أن اتهام بعض أعضاء غرفة دباغة الجلود بالاتحاد لمصانع وورش الجلود برفع أسعار البيع للأحذية بصورة مغالي فيها وأن تكلفة انتاج الحذاء لا تزيد علي50 جنيها هو اتهام عار عن الصحة وموجه للإساءة إلي قطاع صناعة الجلود. وأشار إلي أن أسعار الأحذية تختلف من حذاء لآخر تبعا للمواد المستخدمة في صناعته سواء من الجلد أو البطانة أو النعل أو الخامات الأخري والتي تصل إلي22 خامة وتتراوح أسعار الأحذية من30 جنيها إلي300 جنيه وفقا لتكلفة تلك الخامات بالإضافة إلي نوع الحذاء سواء حريمي أو رجالي أو أطفال من جانب وكونه شبشب أو صندل أو حذاء أو غيرها من جانب آخر والذي يحدد حجم الخامات المستخدمة. وأوضح أن هناك4 أنواع من الأحذية التي تتم صناعتها في مصر الأرخص منها هي المصنعة من الجلد الصناعي سواء من وش الحذاء أو البطانة أو النعل ويتراوح سعره من50 إلي100 جنيه حيث يستخدم لصناعته الجلد الطبيعي الأقل جودة لوش الحذاء بينما البطانة والنعل من الجلد الصناعي والنوع الثالث يتراوح سعره من75 جنيها إلي130 جنيها ويستخدم به جلود أكثر جودة من وش وبطانة طبيعي والنعل صناعي. وأشار فالكون إلي أن النوع الرابع من الأحذية وهي الأفضل يتراوح سعرها من150 إلي300 جنيه وتضم وش وبطانة ونعل من الجلد الطبيعي بجودة مرتفعة تتناسب مع السعر وأكد أنه رغم أن نوعية الجلود المستخدمة في صناعة الحذاء تتحكم في تكلفته إلا أن الخامات الأخري المستخدمة تؤثر علي الأسعار ومنها الخيوط المستخدمة والنسيج والمقوبات والكرتون والرباط والكبسول والكلة والمسامير وقوالب الخشب والبلاستيك والشموع ومواد التشطيب والكوتشي وحديد الكمارة وغيرها من الخامات. واستطلع الأهرام المسائي آراء عدد من الباعة الجائلين وأصحاب المحال حيث قال محمد رمضان أحد بائعي الأحذية المتجولين أن أسعار الأحذية المنتشرة علي الأرصفة تتراوح ما بين45 و65 جنيها للحذاء الواحد, وتمتاز بجودة عالية حيث لا تختلف عن نظيرتها الموجودة في فاترينات محال وسط البلد علي حد قوله. وهم المصادر التي يورد منها تلك الأحذية قال إنها تأتي من نفس المصانع التي تورد كبري المحلات لكن يحظر عليهم وضع اسم المصنع علي الحذاء حتي لا يضر بالمحل ويقوم بتوريد منتجاته للأرصفة من أجل ترويج البضائع. وأشار إلي أن الحذاء الذي يباع بمحلات الأحذية ب130 جنيها لا يتعدي علي الرصيف65 جنيها وتختلف جودته حسب السعر وهناك أحذية موجودة بالرصيف جلد طبيعي وبأرخص الأسعار, موضحا أن أصحاب المحلات يقومون باضافة الأعباء المادية من ايجار المحل والمرافق والضرائب علي ثمن الحذاء ولذلك تصبح الأسعار مرتفعة. وأضاف وليد زين بائع أحذية حريمي متجول أن مكسب بائع الرصيف لا يتجاوز الأربعة جنيهات للحذاء الواحد بخلاف المحال التي تقوم بوضع هامش ربح مرتفع جدا علي القطعة الواحدة مما يزيد من أعباء المواطنين ولذلك يلجأ المستهلك إلي الأرصفة بدلا من المحال نظرا لزهد ثمنها مع نفس الجودة بحسب قوله مشيرا إلي أن الأسعار ترتفع من فترة لأخري وذلك لارتفاع أسعار الجلود الخام وأدوات الانتاج المستوردة من الخارج. بمواجهة بعض أصحاب المحال بأسعار الباعة الجائلين قال محسن الشربيني صاحب أحد محال الأحذية بوسط البلد أن الأسعار تختلف بحسب خامات الجلد فسعر الحذاء الواحد تتراوح ما بين90 إلي160 جنيها موضحا أن الأحذية التي تباع علي الأرصفة هي سكاي أي صيني بينما الأحذية التي يقوم ببيعها جلد طبيعي وتختلف أسعارها بحسب الخامات مضيفا أن مكسبه في الحذاء لا يتجاوز عشرة جنيهات بعد سداد جملته للمصنع. وأكد أن هناك زيادة في أسعار معظم المنتجات وخصوصا الأحذية الحريمي نظرا لضعف الثروة الحيوانية خاصة بعد نفوق أعداد كبيرة من الماشية بعد انتشار مرض الحمي القلاعية الأمر الذي أدي إلي انخفاض المعروض وزيادة الأسعار من مختلف أنواع الجلود وبالتالي هناك زيادة في التكلفة النهائية للمنتج. ويوافقه الرأي أحمد فتحي صاحب إحد محلات الأحذية والذي قال أن الحذاء الذي يتكلف انتاجه65 جنيها فإن هناك نسبة كبيرة من الأمراض الجلدية التي يصاب بها الإنسان نتيجة ارتدائه لأنه رديء الصنع والجودة بالإضافة إلي أن الأصباغ غير الثابتة عندما توضع علي الجلد لها أضرار كبيرة علي صحة الإنسان وتتسبب في الالتهابات موضحا أن تكرار ارتداء ذلك النوع الرديء يؤدي إلي انتشار الحساسية في الجسم كله وخصوصا في فصل الصيف ويكثر انتشاره عند السيدات لارتداء الأحذية بدون جوارب.