• جيران محمود شفيق: الأم حالتها «كرب» بعد رحيل أبنائها الثلاثة ما بين موت أو سجن • مصدر أمني: لن نمنع أحدا من القيام بعمله لكن أهل القرية ليس لديهم ما يقولونه • أحد الجيران: المتهم غادر منذ عامين ولم يعد منذ ذلك الحين رغم قرب هذه المحافظة الأثرية من القاهرة، إلا أن مشوار البحث عن قرية ومنزل محمود شفيق، الشاب الذي أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي مسئوليته عن حادث انفجار الكنيسة البطرسية بالعباسية، لم يكن سهلا. طريق ضيق متفرع من الطريق الرئيسي المؤدي إلى مدينة سنورس محافظة الفيوم، تكسوه الظلمة القاحلة، وتندر فيه الوجوه التي يمكن سؤالها عن منزل ومسقط رأس هذا الشاب العشريني. بعد دقائق قليلة وصلنا إلى القرية، وكانت كاميرات وسائل الإعلام قد وصلتها منذ ساعات، محاولين البحث عن أسرة الشاب الذي أصبح حديث الساعة، وتجمع حولهم أطفال وشباب لا يرشدون إلى أية معلومات هامة. وفي منزل متواضع مكون من طابق واحد، في حارة خاصة متفرعة من شارع أصغر، يبعد عن البيوت الفاخرة بأمتار قليلة، أغلقت أسرة محمود بابها في وجه كل من يسأل عن ابنهم، بعد أن حل الظلام وأصبح كل من هو خارج هذا المنزل غريب لا يؤتمن على نسائه بعد أن ذهب جميع الرجال. الأم التي تسكن في هذا المنزل مع أحفادها وبناتها، أدلت بتصريحاتها منذ وقت أبكر، فحينما أعلن الرئيس الاسم هرع إليها الصحفيون من كافة وسائل الإعلام لمعرفة تاريخ الشاب، وقررت الاكتفاء بهذا القدر بعد أن ملأ الخوف حياتها. هذه القرية الصغيرة أعلنت شعار الصمت والاكتفاء بالمراقبة، لم يكسر هذا الصمت والظلام سوى بعض الكلمات التي تفوه بها جيران الأسرة. قالت ربة منزل ل«الشروق»، إن الأم حالتها "كرب"، ذهب جميع أبنائها، فبعد موت محمود وسجن شقيقه الأكبر سائق التوكتوك الذي يعول عائلته وشقيقه الثالث المجند، لم يبق لها سوى الفتيات الصغار. أحد الجيران البسطاء لم يستطع التعبير عما يشعرون به في هذه اللحظة سوى أنه لا يمكنه الحديث والتفوه بأية كلمة، كيف سيضمن أمانه وأمان أطفاله إذا تسببت كلماته التي لا تتعدى مشاهدات عن حياة الأسرة بحكم الجيرة في أذى أو ضرر؟ الأستاذ سيد وهو محامي يقطن على بعد أمتار قليلة من منزل أسرة محمود أكد أن المتهم غادر منذ عامين ولم يعد منذ ذلك الحين. حاولت كاميرات التلفزيون التي أخذت في التوافد على محيط منزل محمود وأسرته القيام بعملها إلا أن أطفال القرية حالوا دون ذلك، وتهاتفوا أمام الكاميرات بالصياح ومحاولات الظهور حتى أوقفت تحركات أمنية المشهد. وصرح مصدر أمني في القرية أنهم لن يمنعوا أحدا من القيام بعمله، لكن أهل القرية ليس لديهم أية معلومات يمكنهم الإدلاء بها.