دفع قطاع الخدمة الوطنية بالقوات المسلحة بكميات ضخمة من العبوات الغذائية المدعمة بتخفيض 50% عن سعرها الحقيقي، بالتزامن مع تحرير سعر الصرف وقرار تعويم الجنيه المصري الذي اتخذه رئيس النبك المركزي لمهندس طارق عامر. وتكدس الآلاف من المواطنين أمام عربة الخدمة الوطنية المخصصة لبيع العبوات الغذائية، بالقاهرة الكبرى «حلوان، بولاق الدكرور، شبرا حي شرقي غربي، 6 أكتوبر، ليلة القدر، الشيخ زايد، الحي الأول، الفردوس». «حس بينا وحس بالناس الغلابة اللي اختارتك»، هذا ما قالته فاطمة الزهراء، 48 سنة في إشارة منها للرئيس عبد الفتاح السيسي، مشيرة إلي أنها لم تكن تعلم بوجود شاحنات من الجيش لتوزيع المنتجات الغذائية بنصف الثمن. ولفتت الزهراء إلي أنها حصلت على العبوة الغذائية بسعر 25 جنيها، للحصول على كيلو السكر فقط، خاصة بعد حذف السكر من «فرق الخبز» بالبطاقة التموينية، قائلة: «هو كيلو السكر يعمل ايه للفرد طول الشهر.. وإحنا مش عاوزين العربيات دي تنزلنا، إحنا عاوزين التموين بتاعنا العادي». وقالت سناء محمد، 51 سنة، إنها تشتري عبوة تضم « 3 أكياس مكرونة، وكيلو سكر، وكيلو أرز، وكيلو فول، وعبوة سمنه، وأخرى صلصة، وعبوة شاي»، للحصول على كيلو السكر فقط. كما أشارت أم محمود، 56 سنة، إلى أنها تشتري كيلو السكر ب15 جنيهًا من السوبر ماركت، موضحه أنها لا تحتاج المواد الغذائية الموجودة بالعبوة لكنها مضطرة للحصول على السكر فقط، وأنها ستستخدم باقي المواد رغم أنها متوفرة لديها، قائلة: «مش عاوزين لحمه .. عاوزين سكر». كما قال أحمد علاء، 30 سنه إن شاحنات الجيش تأتي من حين لآخر، لتوفير بعض السلع الغذائية بتخفيض 50%، موضحًا أن سعر المواد الغذائية الموجودة بالعبوة تصل إلى 60 جنيه تقريبًا بدون الدعم، لافتًا إلى وجود سيارة للحوم المجمدة باستمرار ببولاق الدكرور. وأضاف علاء أنه مسموح للفرد الحصول على العبوات الغذائية حتى 4 عبوات لكنه حصل على واحدة «عشان غيرنا يأخد»، لافتًا إلى أن السكر غير موجود بالمحلات إلا بسعر 13 جنيها، مشيرًا إلى أن السكر متوفر بالجمعيات الاستهلاكية لكنهم لا يبيعوه إلا لأقاربهم ومعارفهم فقط.