الشهيد حسانين قائد كتيبة 103 صاعقة فى آخر اتصال مع صديقه: «سيناء زى الفل وما تخافوش إحنا أسود» شيعت 3 محافظات، اليوم، ثلاثة شهداء من أبناء القوات المسلحة فى جنازات عسكرية مهيبة، كانوا لقوا حتفهم إثر هجومين إرهابيين بشمال سيناء، فيما شارك الآلاف من الأهالى الذين رددوا هتافات منددة بالإرهاب. فى البحيرة، ودعت مدينة إيتاى البارود شهيدها المقدم رامى محمد حسانين، 40 عاما، قائد كتيبة الصاعقة 103 بشمال سيناء، والذى استشهد فى انفجار عبوة ناسفة زرعتها العناصر الإرهابية أثناء مرور سيارة مدرعة كان يستقلها ومعه 4 مجندين، ما أدى إلى استشهاده هو وأحد المجندين فيما أصيب الآخرون، وتوافد الآلاف من أبناء المدينة والقرى المجاورة للمشاركة فى تشييع الجنازة، وأقيمت الصلاة عليه بالمسجد، قبل دفنه بمقابر العائلة. وقال أيمن سمير زميل دراسة حسانين، إن الشهيد تخرج فى الكلية الحربية والتحق بالفرقة 777، قبل سفره للخارج ضمن بعثات الأممالمتحدة لقوات حفظ السلام بإحدى الدول الأفريقية، وعاد قبل 7 أشهر إلى مصر، حيث انتقل لأداء الواجب الوطنى فى شمال سيناء، مؤكدا أنه كان فى كل اتصال معه يقول إن الوضع فى سيناء هادئ وطالبه بطمأنة الأهل والأصدقاء، وأنه كان دائم القول: «سيناء زى الفل وما تخافوش إحنا أسود، وجيشنا قوى وأرواحنا فداء للمصريين». شارك فى الجنازة المحافظ الدكتور محمد سلطان، ومدير الأمن علاء الدين شوقى، وقائد المنطقة الشمالية العسكرية اللواء محمد الزملوط، وعدد من رجال القوات المسلحة ونواب دائرة مركز إيتاى البارود. مشهد شبيه، عاشته قرية النصارية التابعة لمركز أبشواى بالفيوم، حيث ودعت جثمان المجند سعد إبراهيم سعد 22 عاما، والذى استشهد فى نفس الهجوم الذى راح ضحيته المقدم رامى حسانين بشمال سيناء، وانطلقت الجنازة من أحد مساجد القرية التى اتشحت بالسواد، وارتسمت علامات الحزن على وجوه المشيعين لفقدان واحد من أبنائها الشباب. وقالت والدة الشهيد، إن نجلها التحق بالقوات المسلحة لأداء الخدمة العسكرية منذ 3 أشهر، وكان حلمه أن ينهى خدمته ويذهب للعمل بالسعودية، مشيرة إلى آخر اتصال تليفونى دار بينهما قبل استشهاده بساعات ليطمئن عليها، كما أخبرها بموعد إجازته بعد 10 أيام، وقالت شقيقته إن آخر لقاء بينهما كان فى بداية الشهر الحالى، وأنه كان العائل الوحيد لأشقائه ووالدته بعد وفاة والده منذ عامين. وقال محمد عويس، أحد أقارب الشهيد، إنه كان يتسم بحسن الخلق ويستغل فترة إجازته للعمل فى مجال المعمار لمساعدة والدته وأشقائه، مطالبا المحافظ جمال سامى بإطلاق اسم الشهيد على أحد شوارع القرية وتعيين أحد أشقائه فى أى وظيفة حكومية للإنفاق على الأسرة. وشارك فى تشييع الجثمان، محافظ الفيوم، ومدير الأمن اللواء قاسم حسين، واللواء خالد جبرتى السكرتير العام، والمستشار العسكرى للمحافظة. وعدد من أعضاء مجلس النواب والقيادات الأمنية والتنفيذية. وفى سوهاج، اتشحت قرية إدفا بالسواد حزنا على استشهاد المجند محمد طه أحمد، 22 عاما، فى استهداف مدرعة عسكرية بمدينة العريش، حيث انتظر أهالى القرية وصول الجثمان تمهيدا للصلاة عليه وتشييعه لمقابر العائلة بمشاركة الآلاف، وأكد المحافظ أيمن عبدالمنعم، أن ما يفعله الإرهابيون والمتآمرون «لن يثنى الشعب المصرى وقواته المسلحة وقيادته الحكيمة عن دحر الإرهاب».