لأنه مجتمع اعتمد فى تكوينه بالأساس على المهاجرين من جميع أنحاء العالم، يتميز رمضان فى أمريكا بتعدد أشكال الاحتفال به، وتقيم المساجد والمراكز الإسلامية يوميا موائد الإفطار الجماعية التى قد يصل العدد فيها أحيانا إلى 700 شخص. فضلا عن تنظيم المؤسسات والجمعيات الخيرية الإسلامية العديد من الأنشطة التعريفية بالصيام وفضله وبالإسلام عامة، فيتحول الشهر الكريم إلى مناسبة دعوية إرشادية للمسلمين وغير المسلمين. تقول صوفيا عزيز الحاصلة على شهادة البكالوريوس فى العلوم السياسية من جامعة جورج واشنطن إن أجواء رمضان فى الولاياتالمتحدة تكون احتفالية ويبدأ المسلمون فى التواصل مع بعضهم البعض ومع غير المسلمين أيضا. تحكى صوفيا عن أول تجربة رمضان لها بعيدا عن منزلها منذ 4 أعوام فانتقلت للجامعة «بعد أن كانت أمى توقظنى من أجل السحور أصبح على أن أقوم بذلك بنفسى، وبعد تخرجى وجدت أن لدينا مجتمعا مسلما حيويا وإن كان ليس كبيرا لكنه ساعدنا فى رمضان». وتضيف صوفيا أن جامعة جورج واشنطن تشهد فى رمضان إفطارات جماعية يشارك فيها الكاثوليك واليهود مع المسلمين تقام فى بدروم الكنيسة بالحرم الجامعى، حيث تكون فرصة جيدة لجمع الآخر والتواصل معه وتعريفه بالمزيد عن الإسلام وتوضيح الهدف من وراء الصوم والمشاعر الروحانية التى يشعر بها الصائمون، مع وجود ما بين 50 و 60 فى المائة من الأمريكيين لا يعرفون شيئا عن الإسلام. أما أليخاندرو بيوتال فهو مسلم لأب يهودى وأم كاثوليكية من أصل لاتينى، فأعلن إسلامه منذ 3 أعوام ومن خلفيته المختلفة هذه يحاول فهم تعاليم الإسلام من خلال وجهات نظر متعددة ومتنوعة ونقلها للآخرين. ويقول بيوتال السلفادورى إيطالى الأصل «عندما أذهب للإقامة مع والدى انخرط معهم فى حوار مستمر ومتدفق لبناء جسور التفاهم»، مشيرا إلى أن الأمر لم يكن سهلا عندما أخبر والديه بأمر إسلامه خصوصا والدته ذات الأصول اللاتينية والتى تعتبر الكاثوليكية جزءا من الهوية وأن التحول للإسلام هو تخل عنها. ولأن نمط الحياة لا يتغير فى أمريكا بسبب شهر رمضان كما هو الحال فى الدول الإسلامية، فإن المسلمين هناك يواجهون مشكلة مواعيد الإفطار التى غالبا ما تكون فى أوقات العمل أو فى أثناء الذهاب من العمل للمنزل، فيضطر البعض إلى الإفطار فى السيارة على تمرة أو شربة ماء. ويشير أليخاندرو بيوتال الذى ينام خلال رمضان 4 ساعات ونصف الساعة فقط ويقود سيارته مائة ميل يوميا «أحب رمضان ولكنها فعلا ليست مسألة سهلة، لكن كلما بذلنا مزيدا من الجهد كان هناك مزيد من البركة، وبعد كل هذا الجهد تسعد لسماع الآذان ووضع التمر فى فمك وأشعر بأنى قوى لأنى أواجه هذا التحدى والحمد لله».