ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية يوم الجمعة أن إسرائيل اقترحت على مصر إجراء جولة مفاوضات ماراثونية مع حركة حماس بشكل متواصل حتى إتمام صفقة تؤدي إلى الإفراج عن الجندي الإسرائيلي الأسير بأيدي حماس جلعاد شاليط مقابل إطلاق سراح المئات من السجناء الفلسطينيين. وأشارت التقارير إلى أن هذا الاقتراح قدم خلال اجتماع عقده في القاهرة يوم الخميس عوفر ديكل المبعوث الإسرائيلي الخاص المكلف بملف الجندي شاليط مع رئيس جهاز المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان. ويقضي الاقتراح الإسرائيلي بأن يتواجد ممثلون عن إسرائيل وحماس في العاصمة المصرية في آن واحد على أن تتوسط مصر بين الطرفين. وأفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" بأنه سبق لإسرائيل أن اقترحت خلال العامين الماضيين القيام بمفاوضات مماثلة مع حماس بوساطة مصرية ، إلا أن حركة حماس رفضت هذا الاقتراح خشية أن تضطر إلى اتخاذ القرارات بشكل فوري لدى تواجد ممثليها في القاهرة. وأضافت الصحيفة أن ديكل عرض على الجانب المصري الاقتراح الإسرائيلي المعدل بشأن أسماء السجناء الفلسطينيين المقترح الإفراج عنهم مقابل شاليط. ومن جانبها، قالت صحيفة "هآرتس" إن قائمة السجناء تتضمن أسماء 220 أسيرا فلسطينيا "تلطخت أيديهم بالدماء"، وهو المصطلح الذي تستخدمه إسرائيل لوصف الفلسطينيين الذين شاركوا في عمليات مسلحة ضد إسرائيليين. وأضافت الصحيفة نقلا عن مصادر فلسطينية مضطلعة في المفاوضات بين إسرائيل وحماس أن الفجوة بين مواقف الطرفين ليست بكبيرة وأن الخلافات تدور حول مصير بضع عشرات من السجناء فقط. وكان المبعوث الإسرائيلي سلم القيادة المصرية يوم الخميس قائمة بأسماء الأسرى الفلسطينيين المقترح الإفراج عنهم ووقت وكيفية الإفراج عنهم لتسليمها إلى قادة حركة حماس. وشارك قادة من حماس في الحوار الوطني الفلسطيني الذي انطلق رسميا في القاهرة بمشاركة جميع الفصائل والتنظيمات الفلسطينية وبعض القوى المستقلة من أجل إنهاء حالة الانقسام وتوحيد الصف الوطني الفلسطيني. وأجرى عوفر ديكل الذي رافقه وفد خلال زيارته مباحثات مع المسئولين المصريين تناولت سبل التوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى الفلسطينيين مقابل إطلاق سراح شاليط وذلك في إطار الجهود المصرية للتوصل إلى صفقة تبادل أسرى بين الجانبين. وكانت حماس تقدمت من قبل بقائمة تضم ألف أسير فلسطيني ، إلا أن إسرائيل تحفظت على 75% منهم بدعوى مشاركتهم في أعمال مسلحة ضدها. وغادر ديكل - وهو المسئول عن ملف الأسرى والمفقودين الإسرائيليين - القاهرة عائدا إلى تل أبيب على متن طائرة خاصة بعد زيارة القصيرة التي استغرقت عدة ساعات إلى مصر. وتأسر حماس الجندي شاليط منذ يونيو 2006 ، وهي تطالب بعقد صفقة تبادل للأسرى تفرج إسرائيل بموجبها عن ألف أسير فلسطيني مقابل إطلاق سراح شاليط وذلك عبر مفاوضات غير مباشرة ترعاها مصر. وكانت إسرائيل قد ربطت التوصل إلى اتفاق تهدئة مع حماس في قطاع غزة بالإفراج عن شاليط ، الأمر الذي ترفضه حماس وتصر على استحقاقات منفصلة لكل من التهدئة وصفقة تبادل الأسرى.