ارتفاع عدد ضحايا مركب المهاجرين إلى 51 غريقا.. واستمرار عمليات البحث عن آخرين

الأهالى: تلقينا مكالمات من أبنائنا قبل غرق المركب يؤكد تسبب مشاجرة مع البحارة فى الحادث
تجمعات من عائلات الضحايا على الشواطئ وأمام المستشفيات.. والأمن والقوات البحرية يشددان من إجراءاتهما على السواحل
ارتفع عدد ضحايا قارب المهاجرين الغارق أمام سواحل رشيد بالبحيرة حتى، ظهر أمس، إلى 43 شخصا، فيما تمكنت القوات البحرية وقوات خفر السواحل من إنقاذ نحو 153، بينما لا يزال مصير المئات مجهولا.
وتشارك وحدات من القوات البحرية فى عمليات البحث، وسط ترقب من الأهالى الذين تجمعوا أمام شواطئ البحيرة وكفر الشيخ وأمام المستشفيات العامة بالمحافظتين، أملا فى العثور على ناجين، أو انتشال جثث للغارقين.
وقال محافظ كفرالشيخ، سيد نصر، إن عمليات البحث مازالت مستمرة، مشيرا فى تصريحات صحفية، أمس، إلى أن جميع مستشفيات كفرالشيخ مستعدة لاستقبال الضحايا، بسبب تداخل سواحل كفرالشيخ والبحيرة، لافتا إلى انتظار نتائج التحقيقات حول ملابسات الحادث.
وأكد رئيس مدينة مطوبس، على عبدالستار، إنقاذ 158 شخصا ممن كانوا على متن القارب وهم (111 مصريا، و26 سودانيا، و14 إريتريا، و صوماليان اثنان، وسورى واحد)، وانتشال 43 جثة أودعت مستشفيات رشيد والمحمودية بالبحيرة.
وشددت قوات حرس الحدود بالتعاون مع قوات أمن كفرالشيخ الإجراءات الأمنية أمام شواطئ المحافظة 118 كيلومترا لمنع أى محاولات جديدة للهجرة غير الشرعية، خاصة من شواطئ برج مغيزل وبرج البرلس الشهيرتين بمثل تلك العمليات.
وأكدت مصادر أمنية، أن مدير أمن كفرالشيخ، اللواء سامح مسلم، وجه بتكثيف عمليات البحث عن سماسرة التهجير المخالف بالبرلس ومطوبس، وضبطهم ومن يتعاون معهم من الصيادين.
وأوضح صيادون ل«الشروق»، أن القارب الغارق انطلق من دمياط قاصدا الشواطئ الإيطالية بعد مروره بمحافظات كفرالشيخ والبحيرة والإسكندرية ومرسى مطروح، وأنه توقف عند قرية برج مغيزل بكفر الشيخ فجر الثلاثاء، بمنطة تسمى الأحراش تملتى بالبوص، وكان يقل حوالى 400 شخص من جنسيات مختلفة، لتهريبهم إلى أوروبا مقابل 30 ألف جنيه للفرد، مشيرين إلى أن الأهالى تلقوا استغاثات من أبنائهم على متن القارب فى الساعة الحادية عشرة صباح الأربعاء، مفادها نشوب مشاجرة بين البحارة والركاب على الأموال، مما أدى لتمايل المركب من الجهة اليمنى وغرقها.
وخيمت حالة من الحزن على قرى الجزيرة الخضراء، والسكرى، وبرج مغيزل، وأبو خشبة، التابعين لمركز مطوبس بكفرالشيخ، وهى القرى التى فقدت عددا كبيرا من ابنائها. وتزاحم الأهالى منذ الساعات الأولى من صباح أمس، أمام مستشفيات إدكوا، ورشيد، دمنهور، بالبحيرة للتعرف على جثث أقاربهم، فيما لم تسلم سوى جثة واحدة لشاب يدعى على عبده حسان، من قرية الجزيرة الخضراء، بحسب رئيس مدينة مطوبس، على عبدالستار.
وقال ابن عم المتوفى، عبده حسان، إن الضحية لديه 5 أبناء، مشيرا إلى أن القارب كان قادما من دمياط، واستقله عدد من أبناء كفر الشيخ قبالة ساحل الجزيرة الخضرا، وغرق نتيجة حمولته الزائدة، مضيفا: «سمعنا أن خلافا نشب بين البحارة على أموال المهاجرين، مما أدى لتمايل القارب، وبمجرد غرقه تمكن البحارة من الهرب بزوراق صغيرة».
وعلمت «الشروق» أن من بين المفقودين فى البحر المراسل الصحفى، محمد شرف، من قرية الجزيرة الخضراء، وعمل لفترة مراسلا لصحيفة خاصة، وكان من الشخصيات النشطة فى العمل الخيرى.