تأجيل عرض الفيلم لإجازة نصف العام أزعجنى.. ولن أعرض أفلامى بالعيد لا يوجد فن محايد وأعمالى كلها ضد الفاشية مهما كانت عسكرية أو دينية لا مانع مع التعاون مع السبكية بشروطى.. والمنتجون استبعدونى وأبناء جيلى
إبراهيم عيسى
بعد غياب 6 أعوام يعود المخرج مجدى أحمد للسينما بفيلم «مولانا»، المأخوذ عن رواية إبراهيم عيسى، وبطولة عمرو سعد، درة، ويدخل به المنطقة الشائكة للدعاة المتاجرين بالدين، وكذلك المتشددين، ويطالبهم بمشاهد الفيلم لأنه سيسعدهم، وربما يكون بداية طريق التخلص من التشدد. عن آخر كواليس الفيلم وأسباب تأجيل عرضه أكثر من مرة، وسر ابتعاده عن السينما والتلفزيون لفترات طويلة، يتحدث المخرج مجدى أحمد على ل«الشروق»، ليبدأ كلامه بالإعلان عن الموعد النهائى لعرض فيلمه «مولانا».
المخرج مجدى أحمد على
يقول مجدى أحمد على: «اجتمع الموزعون أخيرا، وحددوا إجازة نصف العام الدراسى لعرض الفيلم، ووجهة نظرهم، إن هناك خطة مهرجانية للفيلم، إضافة إلى أن موسم عيد الأضحى قصير للغاية خاصة أنه يعقبه دخول المدارس ومن ثم ستتعرض الأفلام لظلم كبير، وعليه حددوا هذا الموعد وفقا لقراءتهم للسوق الداخلية والخارجية. وعما إذا كان يناسبه هذا الموعد باعتباره مخرجا وكاتب سيناريو وحوار الفيلم، فقال: «كان يناسبنى عرض الفيلم فور انتهاء تصويره منذ أكثر من 4 أشهر، فهذه هى المرة الأولى لى ألا يعرض فيلم انتهى من تصويره مباشرة، وأظل منتظرا قرابة العام حتى يتم عرضه، فأنا أشعر بضيق شديد، وأفكر جديا أن أخوض تجربة سينمائية جديدة وعرضها فى وقت قريب». وبسؤاله عن سبب قلة أعماله وغيابه الطويل عن الساحة الفنية، أوضح: «طبيعة الأفلام التى أقدمها تستغرق وقتا طويلا للتحضير والتنفيذ، ولا أنكر أننى كسول بشكل كبير، كما أن السوق تغير وأصبح يميل للأفلام التجارية، واتجه بعض المخرجين للبحث عن تمويل غربى وهو أمر لا أحبه على الإطلاق ولن أسعى إليه، وأشعر أننى إذا فعلت هذا سيكون ولائى رغما عنى للمول ولن أكون حرا فيما أفعل، وعليه أصبحت رهينة لأوضاع صعبة، منتظر منتج يريد تقديم عمل جاد وهم قليلون أو الاشتراك فى مسابقة دعم وطبيعى أن أبتعد عن الساحة، وطبيعى جدا أن أنتظر سنوات طويلة بين كل عمل وآخر حتى يحالفنى الحظ وأجد ضالتى وتتوفر لى الأدوات اللازمة. وعن مفهومه للفيلم التجارى خاصة أن هناك من يؤكد أن كل الأفلام تجارية وتخضع للعرض والطلب والمكسب والخسارة، رافضين تصنيف أن هذا فيلم تجارى وآخر فيلم مهرجانات. رد مجدى أحمد على: «هناك فارق بين الفيلم التجارى والجماهيرى، فأنا أحب أن يكون فيلمى جماهيريا، وأزعم أن جميع أفلامى جماهيرية، لكن الفيلم التجارى هنا لابد وأن يتضمن خلطة تجذب شريحة معينة من الجمهور من رقص وغناء شعبى ومعركة أو أكثر، وهى الخلطة التى لن تتوفر أبدا فى أفلامى، ولذا فحينما أقول إن السوق يميل للأفلام التجارية، فأنا أتحدث عن هذه التجارة التى تهدف لمغازلة الجمهور وتطبيق مبدأ «الزبون عايز كده»، وهو مبدأ هادم ومدمر، لكنى بالطبع أتمنى أن يكون فيلمى جماهيريا، وللأسف هناك من يسعى لتشويه أفلامنا مسيئا استخدام مصطلح «فيلم مهرجانات» للشتيمة، فهو يروج للجمهور أن الفيلم الذى يشارك فى المهرجان غير جاذب ويكون مملا وغير واضح، وهى وسيلة لمحاربة نوعية الأفلام الجادة والمحترمة وإبعاد الجمهور عنها.
المخرج داوود عبدالسيد
وبسؤاله عن مدى صحة رفضه عرض أفلامه فى موسم الأعياد. قال: «لى تجربة مع موسم العيد، حينما دخلت فيلم «مواطن ومخبر وحرامى» الذى كان يعرض فى موسم عيد، وشعرت بإهانة شديدة لداود عبد السيد، وأتصور أنه إذا شاهد عرض فيلمه فى هذا الوقت سيشعر بالإهانة ذاتها من نوعية الجمهور الذى تواجد بالقاعة ومعه كل أنواع التسالى، وحينما يغنى شعبان عبدالرحيم أحد أبطال العمل، تضج القاعة بالتصفيق والغناء وأحيانا الوقوف على الكراسى للرقص وفور انتهاء الأغنية لا ينتبه أحد للأحداث وترتفع الأصوات وهما يتحدثون مع بعضهم البعض ويطلقون النكات، وشعرت أننى بداخل «سويقة» وعليه رفضت تماما عرض أعمالى على جمهور العيد. وبمواجهته أن كلامه يحمل إهانة لهذا الجمهور. قال: «لم أقصد إهانتهم أو الهجوم عليهم، خاصة أنه لا يجوز الهجوم على ضحية، فهم ضحايا فى الأول والآخر لمجتمع ظالم، قام بتغييهم، فى ظل غياب التعليم وتصدر الفن الهابط وانحسار الفن الجيد، وأنا هنا لا أوثقهم، أو احتقرهم، بل بالعكس أحبهم وأتمنى لهم الأفضل ولا أتعالى عليهم أبدا». وتطرق مجدى أحمد على إلى نقطة استبعاده هو وأبناء جيله من قبل المنتجين، وهل ذلك عن عمد، وهل يوافق على العمل مع السبكية؟، قال: «لا أتصور أنه عن عمد، ولكن هذا هو حال السوق دوما، فالمنتجون حاليا يبحثون عن المخرجين الشباب فمشاكلهم أقل وأجرهم أيضا وفى نفس الوقت يسمعون كلام المنتج وبطل العمل سواء فى السينما أو الدراما التليفزيونية، ولذا فهم مرحب بهم جدا، أما أبناء جيلى فنحن لا نقبل بأنصاف الحلول ولا نسمع إلا لصوتنا وما نراه مناسبا للعمل الذى نقدمه، ومن يقبل بهذه الشروط أهلا وسهلا به ومن ضمنهم السبكية فأنا لست ضدهم وليس لدى أى مانع من العمل معهم فى السينما الجماهيرية المحترمة، وفقا لشروطى، وأهمها ألا يتدخل فى عمله». وهل تحققت شروطه فى «مولانا».. سألته فأجاب: «سعيد بهذه التجربة وأنتظر رصد ردود الأفعال فور عرض الفيلم، وكل ما تمنيته تحقق، كما أن بطل العمل عمرو سعد، الذى كان اختيارى الأول، فعمرو فنان ذكى ولديه موقف ومؤمن بالقضية التى يتناولها العمل ومثقف، وأتصور أنه وفتحى عبدالوهاب من القليلين من أبناء جيلهم مثقفين وعندهم موقف وهو ما يفيد أى مخرج فى عمله». كما تطرق إلى مواقفه السابقة ضد التشدد الدينى وتجار الدين، وانعكس ذلك على الفيلم. فقال: «لا يوجد ما يسمى بالعمل الفنى الحيادى الذى يعرض كل وجهات النظر، فالفن انحياز ولابد أن يعبر عن وجهة نظر صاحبه وموقفه، وأنا فى كل أعمالى أعرض موقفى ضد كل من يصادر الحياة والحب والإنسانية، وضد كل فاشية دينية كانت أو عسكرية، وهو موقف ثابت وواضح ولن أغيره، مهما واجهت من مشاكل». وعما إذا تعرض لأى تهديدات أو تهم تكفيرية. قال: «لم أتعرض لأى تهديدات، ولا أخشى أى اتهام بالتكفير، خاصة أن من يشاهد الفيلم بإنصاف سيرى كيف كنا منصفين ولم نتعدَ على أحد ولم نسب أحدا، ونناقش بهدوء بدون استفزاز وأتمنى من المنتمين للجماعات المتشددة أن يشاهدوا العمل فسوف يشعرون بسعادة وربما تغيرت أفكارهم خاصة الشباب منهم وهم الشريحة الحقيقية التى استهدفهم فى هذا العمل فهم الأمل».