- الزعيم الشيعى يحث أنصاره على «عدم الاعتداء» على قوات الأمن.. والحكومة العراقية تدعو لتعليق المظاهرات وصل زعيم التيار الصدرى مقتدى الصدر، مساء أمس، إلى العاصمة العراقيةبغداد، قادما من محافظة النجف، مرتديا زيا عسكريا، حيث طالب أنصاره المتظاهرين بالالتزام بالسلمية قبيل مظاهرات واسعة مقررة الجمعة، بينما دعت الحكومة العراقيين إلى تأجيل المظاهرات، وقطعت القوات الأمنية عددا من الجسور والطرق الرئيسية فى العاصمة. وفور وصوله إلى بغداد، توجه الصدر على الفور إلى منطقة الكرادة التى شهدت الأسبوع الماضى تفجيرا أودى بحياة 292 شخصا. وكان فى انتظار الزعيم الشيعى الآلاف من أتباعه الذين هتفوا تأييدا لوصوله، حيث طلب منهم، فى بيان، الالتزام بالسلمية والتعاون مع قوات الأمن وعدم الاعتداء عليهم خلال المظاهرات التى ستقام فى ساحة التحرير بالعاصمة، وفقا لشبكة «الجزيرة.نت» الإخبارية. من جانبها، دعت الحكومة العراقية إلى تعليق المظاهرات المرتقبة غدا، والتى تعتبر امتدادا لمظاهرات تنظم فى العاصمة بغداد منذ أشهر عديدة وبصورة منتظمة، معتبرة أن هذه التحركات «تشتت الجهد الأمنى فى مشاكل جانبية» فى حين أن كل الجهود يجب أن تنصب على دحر تنظيم «داعش». وقال مكتب رئيس الحكومة حيدر العبادى، فى بيان نقلته وكالة الصحافة الفرنسية، إن الحكومة «تهيب بأبناء شعبنا تحمل مسئولياتهم التاريخية فى مساندة القوات المسلحة، وتأجيل التظاهرات لتجنيب البلاد الوقوع فى الفوضى والمزيد من التحديات». وحذر البيان من أن هذه التظاهرات قد تؤدى إلى «تشتيت الجهد الأمنى فى مشكلات جانبية تعطل خطط التحرير، وتؤدى لخدمة أهداف العدو وإرهابه». وتمكن محتجون من اقتحام المنطقة الخضراء المحصنة فى بغداد مرتين فى الآونة الأخيرة، ودخلوا فى المرة الأولى إلى البرلمان، وفى الثانية إلى مكتب رئيس الوزراء، ما زاد من تعقيد الأزمة السياسية التى يتخبط فيها العراق. ويحاول رئيس الوزراء حيدر العبادى منذ أشهر تشكيل حكومة تكنوقراط تحل محل الوزراء الذين يمثلون الاحزاب، لتطبيق إصلاحات اعتمدت عام 2015 فى أعقاب تظاهرات ضخمة رفضا للفساد الذى يعم الطبقة السياسية. وأفاق أهالى العاصمة، أمس، على مشهد تحول مدينتهم لثكنة عسكرية، حيث أكدت وزارة الداخلية أن الانتشار الأمنى الكثيف يأتى تحضيرا لاستعراض عسكرى سيجرى اليوم، بمناسبة ذكرى الثورة التى أنهت الحكم الملكى فى العراق عام 1958، وهى مناسبة لم يسبق الاحتفال بها رسميا. وأفاد مصدر فى الشرطة العراقية بأن القوات الأمنية قطعت عددا من الجسور والطرق الرئيسية فى بغداد، وبدأت عمليات تفتيش واسعة النطاق. إلى هذا، قالت مصادر أمنية وطبية إن 7 أشخاص على الأقل قتلوا وأصيب 11 آخرون، عندما فجر انتحارى سيارة ملغومة، أمس، عند نقطة أمنية شمالى بغداد، فى ثانى تفجير فى منطقة الرشيدية خلال يومين. ولم تعلن أى جهة حتى الآن مسئوليتها عن التفجير، لكن تنظيم داعش ينفذ عادة مثل هذه الهجمات فى العاصمة ومناطق أخرى فى العراق. وكان انفجار مماثل وقع فى الرشيدية، أمس الأول، وأسفر عن مقتل 9 أشخاص.