انبهرت بأداء يحيى الفخرانى لدور الشيطان وهو مدرسة متنقلة أتعلم منه طوال الوقت شخصية نرمين صورة للمصريات الكادحات المكسورات فى أنوثتهن أنتظر حصاد ما زرعته فى «ونوس».. والفنان الشاطر لا يعمل لمجرد العمل تدرك الفنانة حنان مطاوع، حقيقة أن الفنان الناجح هو من يجتهد بحق فى عمله ليقدم شخصية وأعمال تبقى فى وجدان الجمهور وذاكرته، وليس ذلك الفنان الذى يسعى للعمل لمجرد التواجد فقط دون الالتفات للدور الحلو، وهى بأدائها لشخصية نرمين فى مسلسل «ونوس» هذا العام استطاعت أن تلفت أنظار الجمهور بشدة. عبر تجسيدها المرأة الحزينة دائما، المجروحة بعد إطلاقها المفاجئ من زوجها ومرض ابنها بالشلل الذى لا تجد له أى مبرر، وتبدأ فى تعليق أسباب وهمية على شماعة الحسد والسحر لتنقلب حياتها إلى مزيد من الأسى والحزن ولتجد نفسها فى بئر عميق لا تستطيع الخروج منه. وفى الحوار التالى تكشف حنان مطاوع عن أسباب نجاح شخصية نرمين والتى تدافع عن تصرفاتها فى نفس الوقت وقيمة التجربة أمام النجم يحيى الفخرانى. ** ما الذى حمسك للمشاركة فى مسلسل «ونوس» ولماذا وصفتيه أنه إعادة اكتشاف بالنسبة لك؟ أحب أن أقول أنه لا يوجد شىء لم يحمسنى أصلا للمشاركة فى هذا المسلسل، فمؤلفه عبدالرحيم كمال أصبح من أهم كتاب الدراما فى الوطن العربى حاليا، والمخرج شادى الفخرانى المبدع والذى سعدت جدا بالعمل معه فى مسلسل «دهشة» قبل عامين، فضلا عن النجم يحيى الفخرانى الذى أحب العمل معه بشدة وأكون سعيدة للغاية وأنا أقف أمامه، بالإضافة إلى كل هذا دور نرمين، هذا الدور الذى يعتبر مثيرا ومحفزا لأى فنانة أن تلعبه وتقبل به فورا، وبالتالى كل العناصر كانت جاذبة للغاية. وأما بالنسبة أن الدور إعادة اكتشاف لى فأنا مؤمنة أن كل عمل جديد للفنان لابد أن يكون إعادة اكتشاف بالنسبة له ومختلف تماما عما قدمه من قبل، فأنا من الفنانين الذين لا يستمتعون بالعمل لمجرد العمل فقط، بل يستهوينى الدور الحلو والذى ينطوى على العديد من التحديات، وليس معنى ذلك أن يكون الدور معقدا وغريبا، فلم أقصد هذا ولكن أقصد الدور الذى يحفز الموهبة داخل الممثل ويجعله يخرج أفضل ما فيه، ولذلك أعتبر معظم ما قدمته إعادة اكتشاف لى. ** وما ردك على ما يقال إن حنان مطاوع تصل لأعلى حالات الإبداع فى مسلسلات يحيى الفخرانى؟ المسألة لا تحسب بهذه الطريقة، فيحيى الفخرانى مدرسة متنقلة وطول الوقت أتعلم منه الكثير، ولكن هناك عوامل كثيرة إذا اجتمعت سويا يكون أى ممثل فى أعظم حالاته بداية من كتابة السيناريو الجيدة الشارحة والمفصلة لطبيعة كل شخصية، إلى المخرج الواعى الذى يركز فى كل التفاصيل، فأنا مثلا جسدت مشهدين فى عمل من إخراج هالة خليل حصلت بسببهما على جوائز كثيرة، وكان ذلك فى فيلم «قص ولزق»، وفيلم «قبل الربيع» الذى ترشحت عنه لجائزة عالمية كبيرة تعتبر من أهم 5 جوائز حول العالم، فكل ما أحب قوله إن هناك عوامل إذا اجتمعت كلها تخرج أفضل ما فى الفنان. ** وماذا عن شكل وتركيبة شخصية «نرمين».. فهل أنتِ من اخترتى أن تكون على هذا الشكل؟ انظرى هناك أوصاف لنرمين مكتوبة فى السيناريو منها مثلا أنها محجبة، أما أنا فتحدثت مع الستايلست وقلت لها إن نرمين لازم تبقى «منكوشة» وترتدى نظارة، وهو ما أعجب به المخرج شادى الفخرانى بشدة، ومن أجل ذلك قمت بشراء نظارة مناسبة من أجل تلك الشخصية، فقد اجتهدت فى أشياء ولكن بالطبع بعد إذن المخرج وتحت رؤيته. ودعينا نتحدث بصراحة فشكل نرمين مناسب لشخصيتها، ولو دققتى النظر ستجدين أن أغلب المصريات الكادحات المتوسطات الحال والمكسورات فى أنوثتهن بنفس شكل نرمين تقريبا. ** ما الصعوبات التى وجدتيها فى تجسيد تلك شخصية؟ هى شخصية صعبة فى العموم، ولكن تظل أصعب مرحلة هى الوصول لروح الشخصية وكأنها حية تتحرك أمامك ومن لحم ودم، فلو اجتاز الفنان هذه المرحلة سيكون قد تخطى الكثير من الصعاب، وهذه هى فترة التحضير وهى أصعب فترة، وأنا أشبهها ب«تحضير الأرواح»، وأحب أن أقول إن كل مشاهدى بعد الحلقة ال20 كانت مرهقة للغاية على المستوى النفسى. ** كثيرون شبهوا شخصية نرمين ب«الست النكدية».. فهل تجدين أن هذا الحكم أو التشبيه صحيح؟ عندما أجسد شخصية ما فأنا لا أحكم عليها أو أنقدها، بل أجسدها كما هى بالضبط، أكون هذه الشخصية تماما، ولا اتخذ منها موقفا سواء بالسلب أو الإيجاب، ولكن فى النهاية نرمين طول الوقت حزينة لأنها ضحية ظروف قاسية ونتيجة ظلم وقع عليها وشعورها أنها محسودة ومجروحة فى أنوثتها، وفى النهاية كل مشاهد حر فى الطريقة التى يتلقى بها الشخصية، والحمد لله أيا كان الحكم فهذا دليل على نجاح الشخصية وتوحد كثير من الجمهور معها. ** وماذا كان رد فعلكم عندما علمتم أن دكتور يحيى الفخرانى سيجسد دور شرير أو بالأحرى شخصية الشيطان؟ أنا أؤمن بذكائه بشدة وهذه ليست المرة الأولى التى يجسد فيها دور شر، فمن قبل جسد شخصية الضابط الإسرائيلى فى فيلم «إعدام ميت» مع محمود عبدالعزيز، ويحيى الفخرانى رغم موهبته وذكائه إلا أنه لا يتعامل مع نفسه بصفته النجم العظيم ولا يمشى وراء الناس بقدر ما يمشى وراء إحساسه، وهو مؤمن أنه اذا أحس الشخصية وشعر بها فالناس بالتأكيد سيشعرونها أيضا ويتوحدون معها وهذا هو سر نجاح الفخرانى. والقاعدة الأهم أن الفنان يعيش لأنه دائما ما يغير جلده، وهذه القاعدة إذا طبقت بشكل صحيح، فإنها تؤكد أن هذ الفنان موهوب. وعندما علمت بشخصية «ونوس» انبهرت باختياره، فشخصية الشيطان ليست بجديدة على أن يتم تجسيدها فى عمل فنى، ولكن الفخرانى قدمها بشكل جديد تماما ومختلف وأضفى عليها صبغة جديدة. ** دائما ما كنتى ترفضين العرض الحصرى لأى مسلسل.. فماذا كان رد فعلك عندما علمتى أن «ونوس» سيعرض حصريا؟ أنا فعلا لا أحب الحصرى، ولكن عندما علمت أن القناة التى حصلت على حق العرض وهى CBC، فرحت لأنها قناة مهمة ومفتوحة لكل الناس وليست مشفرة. ** ماذا بعد ونوس؟ مازلت فى محلة التأمل، حيث عقب رمضان تبدأ مرحلة الغربلة، وبناء عليه تأتى العروض لأصحابها.