امتلأت ساحة مسجد عمرو بن العاص، الذى تحيطه رموز الأديان السماوية الثلاثة بمنطقة مصر القديمة، بحشود من المصلين الذين أتوا من مناطق متفرقة لأداء صلاة العيد، وسط مظاهر احتفالية ذابت فيها الشعائر الدينية. الطريق إلى مسجد عمرو بن العاص لم يكن سهلا على القادم إليه من جميع الاتجاهات، إذ امتدت ساحة الصلاة من محطة مترو مارجرجس، المواجهة للكنيسة المعلقة، إلى منتصف شارع المسجد، القريب أيضا من محطة مترو الملك الصالح، حتى اتخذت أعداد كبيرة من المصلين من الأرصفة مكانا للصلاة. الصلاة فى مسجد عمرو غلب عليها الطابع الاحتفالي بالمناسبة؛ حيث لوحظ اهتمام الفتيات بالتقاط الصور الشخصية «سيلفى» بين صفوف المصلين التى شابها هى الأخرى عدم الانتظام، فى الوقت الذي تبارت فيه فتيات كثر فى إبراز خصلاتهن الملونة خارج حجابهن، فى ظواهر باتت اعتيادية فى صلاة الأعياد. البهجة كانت حاضرة أيضا فى البلالين التى انتشرت بكثافة فى محيط المسجد، فيما أطلق شخص سراح سرب حمام وسط ساحة الصلاة. ولم يحول التواجد الأمنى المكثف بساحة الصلاة دون ممارسة التحرش اللفظى ببعض الفتيات فى محيط المسجد، وهو ما رصدته «الشروق» عن قرب فى إحدى الوقائع بين شاب وفتاة تحت مسمع ومرأى أحد أفراد الأمن المركزى المكلفين بتأمين ساحة الصلاة. فيما شهدت ساحة عمرو بن العاص عزوفا ملحوظا من الأحزاب السياسية، إذ لم تتواجد أي لافتات لأحزاب برلمانية أو غيرها، بعكس السنوات الأخيرة التى امتلأت أسوار المسجد بلافتات الأحزاب ومرشحيها للانتخابات النيابية، باستثاء وجود لافتات لأشخاص مجهولين، بيد أنهم يستعدون لانتخابات المحليات المزمع إجراؤها قبل نهاية العام الحالى.