الشورى السعودى يعتبر العملية سابقة فساد فى الأرض.. وهيئة كبار العلماء: المنفذون لا دين ولا ذمة لهم وتجاوزا كل الحرمات.. وإيران تدين وتدعو لوحدة إقليمية بين السنة والشيعة بينما توالت ردود الفعل العربية والدولية المنددة بالأعمال الإرهابية التى وقعت فى المدينةالمنورة والقطيف السعودية مساء أمس، أكد الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، ولى العهد السعودى نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، أن الأعمال الإرهابية لن تزيد المملكة إلا تماسكا وقوة. وشدد الأمير محمد بن نايف خلال زيارته أمس لمصابى التفجير الإرهابى فى جدة، على أن أمن الوطن بخير وهو فى أعلى درجاته وكل يوم ولله الحمد يزداد قوة»، مؤكدا أن«الأعمال الإرهابية التى وقعت فى المدينةالمنورةوجدة والقطيف لن تزيدنا إلا تماسكا وقوة». وقال ولى العهد السعودى إن «الأعمال البطولية التى قام بها رجال الأمن فى التصدى والمواجهة خلال العمليات الإرهابية التى باءت بالفشل ليست بمستغربة لأن الوطن ومقدساته وأهله يستحقون ذلك»، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء السعودية الرسمية «واس». وتابع: «نعزى شهداءنا رجال الأمن فى المدينةالمنورة الذين توفاهم الله وهم يؤدون واجبهم لخدمة زوار مسجد النبى صلى الله عليه وسلم». من جهته، قال رئيس مجلس الشورى عبدالله الشيخ فى بيان ان «العملية الانتحارية التى نفذت فى محيط الحرم النبوى الشريف تعتبر سابقة فى الفساد فى الأرض»، كما أكدت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء بالسعودية أن التفجيرات «تؤكد أن هؤلاء الخوارج المارقين من الدين، والخارجين على جماعة المسلمين وإمامهم؛ قد تجاوزوا كل الحرمات، وليس لهم دين ولا ذمة». فى سياق متصل، نفت عائلة الشاب غنام فيحان العتيبى، الذى تداول رواد الشبكات الاجتماعية صورته على أنه منفذ الهجوم الذى استهدف المسجد النبوى فى المدينةالمنورة، وأسفر عن مقتل 4 أشخاص من رجال الأمن، تورطه فى الحادث الإرهابى. وقال والد الشاب لصحيفة «هافينجتون بوست الأمريكية» فى نسختها العربية أن نجله جندى بالجيش السعودى «من الذين يحمون الوطن ويرابط على الحد الجنوبى للمملكة منذ 4 أشهر»، مضيفا «سوف أقاضى كل من نشر وتداول صورة ولدى على أنه الإرهابى الذى فجر نفسه بالقرب من مسجد الرسول الكريم». إلى ذلك، أعلنت وزارة الداخلية السعودية فى بيان، أمس، أن الانتحارى الذى «فجر نفسه بحزام ناسف داخل مواقف مستشفى الدكتور سليمان فقيه» القريب من القنصلية الأمريكية فى جدة «بعد اشتباه رجال الأمن فى وضعه وتحركاته المريبة ومبادرتهم باعتراضه للتحقق منه» هو «المقيم عبدالله قلزار خان باكستانى الجنسية». وأضافت الوزارة أن الانتحارى يبلغ من العمر 35 عاما و«يقيم فى مدينة جدة مع زوجته ووالديها بعد أن قدم إليها قبل 12 عاما للعمل كسائق خاص». وتوالت ردود الأفعال المنددة بالهجمات الانتحارية والتى لم تتبن أى جهة مسئوليتها حتى الآن، علما بأن تنظيم «داعش» سبق أن دعا إلى شن هجمات خلال شهر رمضان وأعلن مسئوليته أو نسبت إليه مسئولية موجة هجمات وتفجيرات فى أورلاندو بالولايات المتحدة وبنجلادش واسطنبول وبغداد. وبجانب ادانات من غالبية الدول العربية والإسلامية والغربية، أدانت مشيخة الأزهر بشدة التفجيرات، مجددة التأكيد على «حرمة إراقة دماء الآمنين والأبرياء، وحرمة بيوت الله وخاصة المسجد النبوى الشريف الذى له المكانة العظيمة فى قلوب المسلمين جميعا». وفى طهران، اعتبر وزير الخارجية الايرانى محمد جواد ظريف فى تغريدة على تويتر باللغة الانجليزية أنه «لم يعد هناك خطوط حمر للإرهابيين. السنة والشيعة سيكونون ضحايا أن لم نتحد»، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية. وقال الناطق الجديد باسم وزارة الخارجية الايرانية بهرام قاسمى إن ايران «تدين بشدة الإرهاب بكل أشكاله وفى كل مكان فى العالم»، مضيفا أن «الإرهاب لا يعرف حدودا وليس هناك حل سوى التلاحم والوحدة الدولية والإقليمية ضد هذه الظاهرة». كما دان حزب الله الشيعى اللبنانى التفجيرات الانتحارية. وقال فى بيان إن هذه التفجيرات مؤشر آخر على استخفاف الإرهابيين بكل مقدسات المسلمين»، معتبرا أن ذلك يؤكد «أن هذا الوباء الخطير بات بحاجة إلى معالجة جدية ومختلفة وتضامن سياسى وشعبى واضح لاجتثاث هذا الورم الخبيث من جذوره». وفى موقف غير مسبوق وحرب مستمرة أكثر من عام، أدانت جماعة الحوثيين اليمنية، على لسان الناطق الرسمى للجماعة، محمد عبدالسلام، التفجيرات الإرهابية التى شهدتها فى السعودية. وقال «نعبر عن استنكارنا الكامل لكل التفجيرات الإجرامية التى تحصل بحق المدنيين والأبرياء».