أيدت مجموعة كبيرة من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين الدعوة التى أطلقها بعض قيادات الجماعة بتقليص العمل السياسى مقابل التركيز على العمل الاجتماعى والدعوة فى الفترة المقبلة، مرحبين باقتراح التقدم بطلب تأسيس جمعية أهلية خدمية. وطالب د. محمد سلامة أبوالمكارم القيادى الإخوانى السابق الجماعة بتطليق العمل السياسى بشكل نهائى، وذلك لأن مهمتها الأساسية هى تربية المجتمع، وهى الرسالة التى بايع عليها أعضاء الإخوان، على حد تعبيره. وأكد د. إبراهيم الزعفرانى القيادى الإخوانى البارز أن تزايد حجم العمل السياسى على حساب العمل الاجتماعى والدعوى يفقد الجماعة جذورها الأصيلة، وقال «التفاعل الحقيقى مع الشعب يكون بإيقاظ عقولهم ليس فقط من أجل الوصول إلى السياسة، بل لتصحيح المفاهيم وإصلاح العمق، فالإمام البنا عمل على إحداث تغيير عميق فى المجتمع، ولم يسع للقيام بثورة للتغيير الفوقى». وعن مقترح تأسيس جمعية أهلية تحمل اسم الجماعة قال الزعفرانى: «لا أعتقد أن يلقى هذا الاقتراح القبول داخل مكتب الإرشاد، لأن هذا النوع من المبادرات يحتاج إلى نوع من المغامرة،وإلى نوعية من الناس تفكر بشكل جرىء». وأبدى الزعفرانى اعتراضه على زيادة الجرعة السياسية داخل الجماعة على حساب الجرعة التربوية والدعوية وهو ما سحب الأرضية الدينية من الإخوان لصالح اتجاهات سلفية متشددة، على حد تعبيره. وطالب الزعفرانى جماعته بتصحيح المسار،وقال «إخلاء الإخوان لأنفسهم من الساحة الدعوية لصالح السياسية غير صحيح ويجب أن يصححوا مسارهم، فالإخوان ليسوا دولة ولا يصلحون أن يقوموا بكل شىء». وشدد الزعفرانى على أن تغليب الجانب الدعوى والاجتماعى على حساب الجانب السياسى هو اتجاه غالب داخل قطاعات كثيرة بالجماعة،مؤكدا أن أصحاب الفكر داخل الجماعة يعتبرونها قضية مبدأ، وقال «منذ فترة طويلة ونحن نصرخ ونقول يجب ألا ننجرف للعمل السياسى الذى يسبب عدوات ليس مع النظام فقط ولكن مع باقى الاتجاهات السياسية والفكرية». وقال قيادى رفض ذكر اسمه «الجماعة ليست عندها قدرة على مجارة أو مواجهة الحكومة فى الفترة الحالية فى الوقت الذى لا تقف فيه أى من الحركات والأحزاب السياسية مع الجماعة»، فضلا عن أن الإخوان يحتاجون لهدنة يعيدون فيها ترتيب الصف الداخلى». من جهته قال د. محمد حبيب النائب الأول لمرشد الإخوان إن الجماعة لها وظائف ثلاث مرتبطة ببعضه البعض ارتباطا وثيقا، وظيفة دعوية وأخرى تربوية وثالثة سياسية، مشيرا إلى أن الجماعة حريصة على أن تقوم بواجبها تجاه هذه الوظائف فى تواز وتكامل. وأكد حبيب أن الإسلام دين وحضارة وأن المجتمع لا يمكنه أن ينهض أو يتقدم إلا بالالتزام بالمنهج الإسلامى الشامل ثقافيا واقتصاديا وسياسيا واجتماعيا. وتابع: إن العمل السياسى حق دستورى وهو لدينا أصل من أصولنا واستراتيجيتنا من منطلق أن من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم». مضيفا أن الحرية والديمقراطية لا تمنح ولكن تنتزع بالطرق السلمية، مؤكدا أن الجماعة ماضية فى نهجها السلمى مهما كلفها هذا من تضحيات.