· الأولي: تأسيس كيان دعوي وآخر سياسي.. والثانية نتمسك بمباديء «البنا» والثالثة تتخذ موقفاً وسطياً اشتعلت الخلافات داخل صفوف الاخوان المسلمين بسبب ما أثير مؤخراً عن رغبة عدد من قيادات وأعضاء الجماعة في تأسيس جمعية أهلية تقوم بالوظائف والانشطة التي حددها مؤسس الجماعة حسن البنا مع تقليص الانشطة المستفزة للنظام والمنطوية علي طموح بالوصول إلي السلطة وذلك حفاظاً علي عناصر الجماعة من الاعتقالات والسجون. الخلافات التي لم تحدث بهذه الحدة من قبل بين قيادات مكتب الارشاد ومنذ تأسيس الجماعة في 1928 أدت إلي ظهور 3 جبهات رأت الأولي ضرورة تقسيم الجماعة إلي كيانين الأول اجتماعي دعوي يتخذ شكل الجمعية الأهلية والثاني سياسي في شكل حزب سياسي مع تقليص الأنشطة التي تزعج النظام وهذه الجبهة يتزعمها عدد كبير من أعضاء مجلس شوري الجماعة والمكاتب الإدارية المنتشرة في انحاء الجمهورية وثلث أعضاء مكتب الارشاءالعشرون في مقدمتهم د. رشاد بيومي الذي حاول مع مؤيديه اقناع المرشد بقبول الفكرة. الجبهة الثانية رأت استحالة الخروج عما حدده حسن البنا في مؤتمر الجماعة الخامس 1938 بالنسبة لأنشطة الجماعة ومجالاتها معتبرة أن مخالفة ذلك يعد إنهاء لرسالة الجماعة الشاملة والمتمثلة في تبني آراء سياسية والقيام بأنشطة اجتماعية ودينية ورياضية وهذه الجبهة يتزعمها د. محمد حبيب النائب الأول للمرشد ومعه د. محمود عزت أمين عام الجماعة وعدد من أعضاء مجلس شوري الجماعة والمكاتب الإدارية بالمحافظات الذين رأو أن مجرد الموافقة علي تأسيس جمعية أهلية تمثل كيانا اجتماعيا دعويا لها يعد اعلاناً صريحاً علي اعدامها سياسياً ومحو تاريخها السياسي الممتد لأكثر من 80 عاماً وحاولت هذه الجبهة إقناع عاكف برفض طرح الجبهة الأولي الذي يمثل من وجهة نظرها استسلاماً للضغوط الأمنية المكثفة خلال العقدين الآخرين وتصدير الشعور بالخوف من البطش الأمني، أما الجبهة الثالثة فاتخذت مكاناً متوسطاً بين الجبهتين السابقتين حيث وافقت بزعامة د. محمد مرسي رئيس المكتب السياسي للجماعة علي فكرة تأسيس جمعية أهلية وحزب سياسي شريطة تبعية الجمعية والحزب لمركز واحد داخل الجماعة يحدد حركتها وحيال تلك الرؤي الثلاث اتخذ محمد مهدي عاكف موقفاً حيادياً داعياً الجبهات المتصارعة إلي اتخاذ موقف موحد يجمع عليه أعضاء مكتب الارشاد ومجلس شوري الجماعة ويري. د ضياء رشوان الخبير في شئون الجماعات الاسلامية استناد الجبهات الثلاث إلي نفس الحقائق والمعطيات المنبثقة عن علاقة الجماعة بالدولة منذ 1995 وحتي الآن والمتمثلة في الضغوط الأمنية والسياسية الكثيفة ضد الجماعة وقال: بعد نجاحة المفاجيء في الانتخابات البرلمانية الأخيرة أصبحت الجماعة تمثل تهديداً حقيقياً للنظام دفعت ثمنه بشكل أو بآخر ما يجعلها تتخوف من مجهول العامين القادمين حيث الانتخابات البرلمانية والرئاسية وما تخبئه هذه الأعوام من تكثيف الضغوط الحكومية علي الجماعة لتحجيم انشطتها فكانت الدعوة إلي تشكيل جمعية أهلية وتقليص العمل السياسي. وقال إن توازنات القوي بين الاتجاهات الثلاثة هي التي ستحدد مسار الجماعة في الفترة المقبلة وإن كنت أري أن الاتجاه الثالث الذي يمثله شيخ الجماعة وقادة هيئتها التنظيمية هو الأكثر قبولاً بين قيادات الجماعة.