رفض الرئيس المصري محمد حسني مبارك طلبا لجماعة الإخوان المسلمين لمقابلة فضيلة الشيخ محمد مهدي عاكف المرشد العام للجماعة, وأبلغتهم الجهة التي سبق وتفاوض معها الأخوان علي أنجاز صفقة أنتخابية أن الرئيس لا يستطيع مقابلة المرشد لكون ذلك الأمر يشكل له إحراجات داخلية وخارجية من منظور أن الجماعة غير معترف بها لكن وعد بمقابلته كمواطن مصري وعالم دين عندما تسمح ظروف الرئيس بذلك من جهته نفى عاكف أن يكون الرئيس مبارك أو تكون السلطة المصرية غيرَ واثقةٍ في الإخوان وقال إنها تثق في الإخوان 100%، إلا أنها تحاربها بسبب ضغوط القوى الخارجية التي تحارب الإسلام، فضلاً عن خوفها على الكرسي من جماهيرية الإخوان.وأعترف المرشد العام للجماعة بأنه تقدم بطلب لمقابلة الرئيس ورفض وأضاف : أنا طلبتُ مقابلةَ مبارك، لأطالبه بأن ينهي كل الأوضاع الاستثنائية ويحقق الإصلاح الذي ينشده الجميع وأعلنت ذلك؛ ولكنه لم يستجب؛ .. كما أنني قلت إنه يملك كل السلطات التشريعية والقضائية والتنفيذية التي تمكنه من فعل ذلك كله إذا كانت لديه الرغبة الصادقة في الإصلاح وإنقاذ البلاد لمواجهة الأخطار المحدقة بها من قبل المشروع الصهيوأمريكي". ونفى عاكف أن تكون الجماعة قد أعلنت تأييدها لمبارك وقال ل"المصريون" : "إننا لم نحدد موقفنا بعد لا من انتخابات الرئاسة ولا من المرشحين لها"؛ نافياً كل ما نسب إليه من تصريحات بأنه يؤيد ترشيحَ الرئيس مبارك لفترة خامسة، وأضاف: "هذا كلام غير صحيح، وواصل عاكف: "حينما نستكمل استطلاع رأي هذه المؤسسات سنعلن رأينا، مستبعداً أن يكون موقف الإخوان من انتخابات الرئاسة قد تأخَّر، ومشيرا الى أنَّ جميع المرشحين لم يُعلنوا حتى هذه اللحظة عن برامجهم والإخوان سيعلنون رأيهم بعد الاطلاع على هذه البرامج . على جانب آخر علمت المصريون أنه توجد حاليا انقسامات حاد ة داخل صفوف جماعة الإخوان المسلمين حول تأييد الجماعة لترشيح الرئيس مبارك مقابل دور سياسي شرعى للجماعة فيما بعد انتخابات الرئاسة ، حيث تقول مصادر داخل الجماعة أن مرشد الاخوان محمد مهدى عاكف وثلة من قيادات قريبة منه وافقوا على تأييد ترشيح مبارك , من منطلق أتفاقهم مع السلطة ، وأن مصلحة الجماعة في المرحلة الحالية تقتضي ذلك ، فى حين ان جيل الشباب داخل الجماعة خاصة خارج القاهرة يرفض هذا الخيار لكونه لا يعلم شيئا ً عن ذلك الأتفاق وهو ما يمثل مأزقا لكون المرشد لا يستطيع الإفصاح عما تم من اتفاقات تردد الحديث عنها مؤخرا . وأكد عاكف أن جماعته لم تتخذ موقفا محددا حتى الآن من انتخابات رئاسة الجمهورية ، وأنها ستعلن موقفها من انتخابات الرئاسة بعد الانتهاء من استطلاع رأي مؤسسات الإخوان في جميع أنحاء الجمهورية. مشيرا حينما نستكمل استطلاع رأي هذه المؤسسات سنعلن رأينا"، واستبعد المرشد العام أن يكون موقف الإخوان من انتخابات الرئاسة قد تأخَّر، وقال: إنَّ جميع المرشحين لم يُعلنوا حتى هذه اللحظة عن برامجهم وحينما يعلنونها سيكون لنا رأي. وانتقد عاكفُ التعديلات التي أُدخلت على تعديل المادة 76 من الدستور قائلاً: "قاطعنا الاستفتاء على تعديل هذه المادة؛ لأن التعديل فرَّغ المادة من مضمونها، إلا أنه يجب احترام هذه المادة بعد أن أصبحت مادةً في الدستور مثلها مثل العديد من مواد الدستور الأخرى التي لا نرضى عنها ونحترمها". من جانبه رفض الدكتور محمد سيد حبيب نائب المرشد تأكيد أو نفي وجود " صفقة " بين الجماعة والحزب الوطني تتعلق بالانتخابات المقبلة لكنه قال في تصريحات علي هامش أحدي اللقاءات العامة " نحن لا نتفاوض أو نتفق على وعود غيبية بعيدة عن الواقع ، أبناؤنا في السجون وتحركاتنا مقيدة ، ولا شيء مما نادينا به لسنوات تحقق ، فقانون الطوارئ سيئ السمعة سيستبدل بآخر لمكافحة الإرهاب قد يعطي السلطة مساحة أكبر للقمع و إرهاب المعارضة ، و من الواضح أنه لا نية لدى السلطة القائمة نحو إجراء تغيير ما في أسلوب تعاطيها مع القوى السياسية " وهو تصريح لم ينفي فيه حبيب أو يؤكد وجود مثل هذه الصفقة وإن كان يشكك في جدية السلطة في الالتزام بالوعود التي يمكن أن تقدمها للقوى السياسية ومنها جماعة الإخوان .