كتب الأخ العزيز الدكتور/أحمد عبدربه مقالاً مهماً بجريدة الشروق بعنوان «وعى إسلامى مختلف».. عن الأساطير التى يجب التخلص منها! نشر اليوم الأحد 19 يونيو 2016. وودت أن أشاركه وإياكم تعليقاتى على بعض النقاط فى المقال المحترم. بداية أتفق مع الدكتور أحمد فى مقدمته التى يوضح لنا كقراءة الأصناف الثلاثة التى ينصح بعدم الاستماع والالتفات لها إذا تحدثت عن قضية تجديد الخطاب الدينى، وهم من يرون أن هناك مؤامرة على الإسلام، ومن يرون أن الإسلام أصل كل الشرور ويجب الفصل بينه وبين الدولة والمجتمع والسياسة والاكتفاء به فى النطاق الاحتفالى، والنوع الأخير الذين يرون سحق البشر من أجل الحجر وأن القائد الملهم التحديثى قادر على التطوير والتجديد والنهضة بتقييد الحريات وانتهاك الحقوق. أما فيما يخص الأساطير التى «من وجهة نظره» يجب التخلص منها أحب أن أناقش معه.. • وجدت إسلاما ولم أجد مسلمين أعتقد أن المقصود من هذه العبارة هو أن من قالها وجد عند زيارته للغرب «القيم والمبادئ والأخلاقيات فى التعامل بين البشر».. مثل تلك.. التى دعى إليها الإسلام.. ولكن لم يعد لها أثرا فى بلاد الإسلام، مثل العدل والإنصاف والمساواة والوفاء بالعقود والوعود وإحترام قيمة الوقت وإتقان العمل والرحمة واحترام الآخر وحقوقه.. وهكذا، وأما قضية أن ما ينقصهم هو أن يتحولوا للإسلام.. رغم أنى لم أسمعها أو أقرأها فى نفس سياق المقولة الأساسية، ولكنها قد تكون على سبيل تمنى الخير للآخر، اعتقادا بأن الإيمان بالرسالة الخاتمة والنبى الرسول الخاتم.. هو الطريق الأرجح للفوز بالجنة. وبالتالى لا أدرى ما هى النزعة المركزية البائسة فى ذلك. • العودة إلى الله كسبيل للتقدم أرى أنه لا حساسية تماما فى أن تسميها «أسطورة» يا عزيزى لأنى حقيقة لا أعرف لها أصلاً، ولم أسمعها من أى من علماء الدين الأجلاء، وأتفق معك تماما فى أن العودة إلى الله يجب ألا تكون مشروطة، وكذلك أن الاستقامة على طريق الله، ليست شرطا للتقدم والدليل هو ما ذكرته حضرتك من أن معظم الدول المتقدمة ينتشر بها الإلحاد. ولكن.. 1. لو كان المقصد هو عودة المجتمعات الإسلامية «اسما» إلى القيم الاسلامية الأساسية مثل الكليات الخمس (الحفاظ على العقل والنفس والنسل والدين والمال) من شأنه أن يؤدى بهم إلى مجتمع صحى لديه أسس للتقدم، والتى لن تؤتى ثمارها إلا بالعلم والعمل الجاد أيضا، فلا أرى ضررا فى ذلك، بمعنى أن تكون المقولة على سبيل التحفيز لا شرط التقدم. 2. الأمثلة الصحيحة والجميلة التى ذكرتها عن تنوع أشكال العودة إلى الله من إنسان لآخر أتفق معك تماما فيها.. ولكنى أراها تصلح كنقطة التحول فى حياة الانسان إلى طريق الله(سواء عودة أو بداية الهداية إلى الطريق)، ولكن لكى يستقيم الإنسان المسلم أو المسيحى أو اليهودى على طريق الله بشكل مستدام.. فهناك كتالوج أو Manual أنزله الله فى كتبه السماوية وعلى لسان رسله وأنبيائه، وليس لكل الإنسان أن يؤلف طريقة عبادة الله كما يشاء.. إن كان يريد طريق الله، وطبعا هذا قراره ليس لنا أن نتدخل فيه. • الإسلام ليس به كهنوت حيث إن عنوان المقال «عن أساطير يجب التخلص منها»، قد يفهم القارئ أن حضرتك ترى أن هذه فعلاً أسطورة يجب التخلص منها.. وأن الإسلام فيه كهنوت! وهذا يتناقض مع أول سطر لحضرتك فى هذه الفقرة الذى قلت ما نصه «صحيح أن الرسالة ليس بها كهنوت»، وأرى بعد قراءة الأمثلة العديدة من «تاريخ بعض علماء الإسلام قديما وحديثا»، ومن تناقضات ما ينادون به من قيم مع ما يفعلونه فى الحياة العامة ومواقفهم من السلطة وحب الدنيا وخلافه.. وهى أمثلة أتفق معك فى معظمها وإن كانت خلطت بين السياسى والاجتماعى، ولكن فقط أرى أن العنوان من الممكن أن يكون عن أسطورة.. «تاريخ علماء الإسلام ليس به كهنوت» أو إن شئت قل.. تاريخ المسلمين ليس به كهنوت، وهذا ما يجب أن نتخلص منه، ده من وجهة نظرى أكثر إتساقا مع ما تفضلت به فى هذه الفقرة. وإن كانت المقولة أساسها ومقصدها «حسب ما أفهم»..نفى أن يكون هناك أحد فى العلاقة بين العبد وربه.. أى أنك فى الإسلام لا تحتاج أن تذهب لعالم الدين لتعترف له بأخطائك ويعطيك صك الغفران.. كما يحدث فى المسيحية عند إخواننا الأقباط، فكل ما تحتاجه كمسلم أن ترفع يديك إلى السماء وتقول يارب.. فيقول الله لك لبيك يا عبدى، هذا إذا تحدثنا عن الأصل الدينى فى المسألة.. وليس التوظيف الخاطئ فى الواقع الذى قد يفعله البسطاء بجهل بالدين، ويستغله بعض من يتصدرون للدعوة للدين. وأخيرا أشكر لك عزيزى الدكتور أحمد مجهوداته المستمرة من خلال مقالاته فى الارتقاء بالوعى السياسى والاجتماعى والثقافى لقرائه وأنا منهم، وطرحه لقضايا مهمة تجذب قراءه للحوار معه حولها.