كتب علاء شبل ومحمد نصار ويونس درويش ومصطفى سنجر: - الأهالى يشترون المياه من قرى مجاورة.. محافظ أسيوط يحيل شركات المقصرة للنيابة.. والمتحدث باسم «القابضة لمياه الشرب»: اتخذنا إجراءات كحلول مؤقتة لحين دخول محطات التحلية للخدمة تتفاقم الآثار المترتبة على أزمة انقطاع مياه الشرب، فى عدد من محافظات مصر، بسبب تزامنها مع شهر رمضان، واحتياج المواطنين أكثر لاستخدام المياه، فيما يحاول سكان الأماكن التى طالتها الأزمة، البحث عن حلول بديلة، حيث اضطر أهالى إحدى القرى لشراء المياه من جيرانهم فى القرى المجاورة، وعمل طلمبات وحفر مواسير طويلة كبديل للآبار، بينما بعض المحافظين يلجأون إلى تهديد الشركات المنفذة لمشاريع المياه والصرف. فى الغربية، أصدر اللواء أحمد ضيف صقر، محافظ الغربية، مساء أمس، فى اجتماع عاجل مع رؤساء المدن والأحياء تعليماته بالتواصل مع مسئولى شركة المياه والشرب والصرف الصحى، لسرعة حل مشكلة انقطاع وضعف مياه الشرب فى بعض المناطق، ووضع مشاكل المواطنين محل اهتمامهم، ورفع أداء الخدمات التى تقدم لهم وحسن معاملتهم. كانت الشكاوى والاستغاثات قد تعددت على مكتب المحافظ من مختلف قرى الإقليم، التى أجمعت على انقطاع مياه الشرب معظم فترات اليوم، إضافة إلى عدم وصولها للأدوار العليا، وسوء حالتها، علاوة على عدم صلاحيتها للاستخدام الآدمى. فى قرية ميت الدببة التابعة لمركز قلين بمحافظة كفر الشيخ، قام الأهالى، فى الأسابيع القليلة الماضية بحمل «الجراكن» والسفر إلى القرية المجاورة لهم، حيث اشتروا منها مياه الشرب، بسعر 2 جنيه للجركن، بسبب انقطاع مياه الشرب على فترات متباعدة وطويلة خلال الفترة الماضية، بينما قام عدد كبير من أهالى القرية بعمل طلمبات مياه «بركوازى»، وقاموا بحفر مواسير أسفل الأرض ل 60 مترا كآبار، من أجل توفير مياه الشرب ورى الأراضى نتيجة النقص الشديد بمياه الرى وموت الزراعات. فى السياق نفسه، هدد المهندس ياسر الدسوقى، محافظ أسيوط مسئولى الشركات المنفذة لمشروعات مياه الشرب والصرف الصحى بالمحافظة، بإحالتهم إلى النيابة العامة لتقاعسهم فى تأخير تنفيذ المشروعات القومية للمياه والصرف بعدد من المناطق بنطاق المحافظة، لمدة أكثر من أربع سنوات، رغم توافر التمويل اللازم، وذلك خلال جولة مفاجئة له لتفقد أعمال التنفيذ بمشروعات الصرف الصحى ومياه الشرب بمناطق حى غرب وشرق والوليدية والمعلمين. وفى شمال سيناء، لجأ الأهالى، فى موسم الشتاء، إلى تجميع مياه الأمطار وتخزينها فى صهاريج تحت الأرض تسمى «هرابات»، ليتم الاعتماد عليها فى الشرب وكل مناحى الحياة، بينما كان من ضمن البدائل الأهلية، قيام بعض أصحاب الشاحنات بتركيب 6 صهاريج مياه، حمولة الصهريج الواحد 1000 متر. وقال محمد حسين، أحد المواطنين، الذى بدأ رحلة توفير مصدر مياه ثابت، وإن كانت مالحة لا تصلح للشرب، عن طريق حفر بئر جوفية سطحية بجوار المنزل، من خلال متخصصين فى هذا المجال. ولخص المهندس ياسر العمارى، مسئول المتابعة فى الشركة القابضة لتوزيع المياه بشمال سيناء الأزمة بأن محطة التحلية بالسكادره وقدرتها 5000 متر يوميا والمنتج الفعلى الآن فى حدود من 500 إلى 750 مترا فى وقت (ثبات) التيار الكهربى، بالإضافة إلى وجود مشكلة أساسيه فى الآبار الشاطئية المغذية للمحطة وهذا حله عمل مأخذ مائى مباشر من البحر وهى عملية قائمة، لكن المقاول متوقف للظروف الأمنية، مشيرا إلى أن الضخ فى الشيخ زويد يحتاج إلى 3000 متر على الأقل بصفة يومية. وفى المقابل، قال العميد محيى الصيرفى المتحدث باسم الشركة القابضة لمياه الشرب، إن ما تم تداوله على بعض المواقع عن القضاء على أزمة المياه فى بعض المحافظات غير دقيق بالشكل الكافى، وأن هناك إجراءات تم اتخاذها للتعامل مع الأزمة كحلول مؤقتة لحين دخول محطات التحلية والرفع للخدمة خلال ثلاثة أشهر بناء على تكليفات وزير الإسكان الدكتور مصطفى مدبولى. وأوضح الصيرفى، أن شركات المياه فى المحافظات زادت من عدد سيارات نقل المياه المسئولة عن توزيعها على مناطق الأزمة مجانا، وتم ضخ كميات أكبر من المياه، إلى جانب تنفيذ بعض الوصلات الجديدة لزيادة الضغوط فى الشبكات بحد أقصى 400م للوصلة. وتابع: «وتم إلغاء إجازات المهندسين والفنيين فى جميع المحافظاتبالمحافظات التى بها أزمات لحين انتهاء المهلة المحددة لتشغيل المحطات الجديدة، وتم التنسيق مع شركة الكهرباء لضبط الجهود الموصلة للمحطات، حيث تعمل جميع ماكينات الرفع والترشيح فى المحطات بالجهد العالى 3 فاز». وأضاف أن بعض المحطات كانت قد تأثرت بانخفاض منسوب المياه فى الترع، فتم التنسيق مع وزارة الرى لرفع المناسب فى هذه الترع مثل محافظة السويس، وتم تشغيل المحطات مرة أخرى بكامل طاقتها. وأكد الصيرفى أن هذه الإجراءات ليست حلا نهائيا، ولكنها إجراءات مؤقتة للتعامل مع الأزمة، وهناك بعض القرى فى محافظاتكفر الشيخ والدقهلية تعانى من انقطاع تام للخدمة بسبب خلافات لهم مع قرى مجاورة لها فقاموا بقطع الخدمة عن بعضهم البعض بكسر المواسير الرئيسية، وتعرض الفنيين للاعتداء من أهالى هذه القرى أمس وأمس الأول، أثناء محاولتهم إصلاح هذه الخطوط.