«أسبقية الحصول» هذا هو القانون السائد في مدن الشيخ زويد ورفح للحصول على الماء العذب، وصدق أو لا تصدق ما زال الأهالي يعتمدون على مياه الآبار الجوفية، كما لجأ المواطنون إلى جرارات صهاريج المياه الأهلية للحصول على احتياجاتهم من المياه التي يتكرر انقطاعها في بعض المدن وتنعدم في أخرى، وحتى المياه المالحة تقلصت معدلات ضخها لتصل إلى ساعة أو ساعتين أسبوعيًا فقط. ويقول عدد من الأهالي أن الأمن دمر خزانات مياه أرضية في القرى يسميها الأهالي "الهرابة" بدعوى أنها مخابئ للعناصر المسلحة. وغابت صهاريج الشركة القابضة لتوزيع المياه عن 14 قرية في الشيخ زويد وعدد مماثل في رفح، مما "زاد الطين بلة"، وبرر المسئولون بالشركة موقفها بأن سياراتها تعرضت للإحراق والاختطاف وإطلاق الرصاص من قبل عناصر تنظيم أنصار بيت المقدس. ويلجأ الأهالي لبدائل الحصول على المياة ويعددها محمود مسلم، من سكان قرية "الجورة"، وهي حفر الآبار الجوفية المكلفة ماليًا للحصول على المياه المالحة لاستخدامها في النظافة وبخصوص مياه الشرب يعتمدون على مخزون مياه الأمطار في الهرابات أو الانتقال إلى مقر الشركة القابضة في حى الكوثر بالشيخ زويد لتعبئة الأواني بعد استئجار سيارات ربع نقل، وكل ذلك أعباء عليهم، فالصهريج الذي ينقل المياه العذبة يتطلب شراءوه مبلغ 300 جنيه. ويقول حسين عيد، أحد السكان الشيخ زويد، إن محطة التحلية الموجودة بساحل المدينة في قرية السلام لا تعمل بكافة طاقتها المقدرة بحوالى 5 آلاف متر مكعب ويقال إن بها أخطاء فنية في التصميم ونقص في الحصول على المادة الكيماوية التي تستخدم في عملية التحلية ولا يصل منها سوى 1500 متر تقريبًا على أقصى تقدير. فيما يذكر أحد الموظفين بالشركة أنه جاري رفع كفاءة المحطة لتصل إلى 10 آلاف متر مكعب مما سيقضي على أزمة المياه العذبة. أما عن مياه النيل المفترض أن حصة الشيخ زويد منها 5 آلاف متر مكعب تقلصت بعد ثورة 25 يناير حتى انقطعت تمامًا في عام 2012، ويبرر مسئول بالشركة القابضة قطعها بوجود تعديدات كبيرة على خط النقل 1000 ملم، مما أهدر حصة المدينة فتم تحويل الحصة للعريش. ويطالب الأهالي يطالبون باستعادة حصة المدينة من مياه النيل، وإزالة التعديات على الخط الرئيس، ورفع كفاءة محطة التحلية الوحيدة العاملة وتشغيل محطتين اثنتين في قرى "الخروبة" و"العكور" انتهى تجهيزها منذ عام تقريبًا ولا تزال خارج الخدمة لعدم توصيل الكهرباء إليها، وذلك للقضاء على أزمة المياه المزمنة كما طالبوا بدعم الأهالي ماليًا لتمكينهم من حفر آبار جوفية خاصة فى القرى.