- مواطنون: مسئولو الحى يتغاضون عن سرقة الباعة للكهرباء من أعمدة الإنارة ويتسترون على الباعة الجائلين وأصحاب الأكشاك رصدت «الشروق» معاناة المواطنين وأصحاب الورش والمحال التجارية بمنطقة الرويعى بعد الحريق الذى التهم «شقى العمر»، وأودى بحياة 3 مواطنين وإصابة 91 آخرين باختناقات. فاطمة السيد، سيدة فى العقد الثالث من عمرها، وقفت تبكى بجوار بعض البضاعة المحترقة فى ورشة تصنيع للجلود، وتقول: «والدى يرقد فى المستشفى منذ علمه باحتراق الورشة، والخسائر تخطت 700 ألف جنيه». وهاجمت فاطمة تصريحات مسئولى محافظة القاهرة حول صرفهم 5 آلاف جنيه تعويض لكل متضرر من الحريق لتقليل الخسائر، وتضيف: «الخمسة آلاف جنيه أعالج بهم أبويا ولا نجيب بضاعة عشان نشتغل تانى ولا نصلح بهم الورشة اللى مش عارفين هتنفع ولا هتتهد على دماغنا ولا أديهم للناس اللى كانت المفروض تستلم شغلها آخر الأسبوع». وأسفل العقار رقم 13 بشارع يوسف نجيب يقف رجل فى أواخر الخمسينيات من العمر يقول «شقتى سرقت واتحرق جزء منها حرام»، وأضاف محمد أحمد حسن أنه يسكن فى هذا العقار مع أولاده وأخلى الشقة فور حدوث الحريق وجلس عند أحد أقاربه، خوفا على أسرته وعندما عاد فوجئ بسرقة محتويات الشقة والملابس والنقود التى كان يحتفظ بها. وأكد مجدى مصطفى فهيد صاحب محل مقابل لفندق الأندلس المحترق، أن الحريق بدأ فى الساعة الواحدة من صباح الاثنين، فى فندق الاندلس من الأسفل إلى الأعلى واستمر نصف ساعة وبعدها انتقل إلى العقار المقابل والذى يقع به توكيل ومخزن بويات خاص بإحدى الشركات، مما ساعد على سرعة الاشتعال، وفى نفس العقار توجد مخازن غير مرخصة تحتوى على جلود وبعض المواد القابلة للاشتعال التى تستخدم فى صناعة الأحذية. وتابع فهيد، الهواء ساعد على سرعة انتقال النيران بين العقارات، مشيرا إلى أن النيران اشتعلت فى عقار صيدناوى الذى يبعد أمتارا قليلة عن فندق الاندلس مما يثير الدهشة عن أنه لم يكن الحريق قضاء وقدر وإنما هناك من يسعى لهدم اقتصاد الدولة. واتهم الفهيد، موظفى حى الموسكى بالتستر على الباعة الجائلين وأصحاب الاكشاك فى المنطقة، مشيرا إلى أنه فى عام 1990 نقلت أجهزة الدولة جميع الباعة إلى سوق الزاوية، ولكنهم عادوا بعد الثورة مرة أخرى ولم يتمكن الحى من إبعادهم مرة أخرى، مؤكدا على أن أصحاب الأكشاك يدفعون إيجارا يتراوح بين 2000 و3000 جنيه لبعض البلطجية الذين يسيطرون على الشارع. وأسفل أحد العقارات المحترقة تقف سيدة فى العقد الرابع من عمرها ترتدى جلبابا أسود تبكى فى حسرة قائلة: «الورشة اللى أبويا سبهالى عمى أخدها منى بعد الحريق»، وتقول سحر ل«الشروق» لا أملك مصدر رزق ثانى غير ورشة تصنيع الملايات التى ورثتها عن والدى، وعمى أخذها بعد الحريق بحجة الحفاظ عليها وقام بنقل جميع محتوياتها التى تم إنقاذها إلى مكان آخر». وتابعت «الحكومة كانت عاوزة تشيلنا من هنا وتدينا أماكن بديلة واحنا رفضنا نمشى»، متهمة حى الموسكى بأنهم تركوا أصحاب الأكشاك والباعة الجائلين دون إزالة وتغاضون عن سرقتهم للتيار الكهربائى من أعمدة الإنارة. وقال محمود محمد صاحب أحمد المحال التجارية، إن «الأمن الصناعى لا يعلم شيئا عن المخازن المتواجدة فى المنطقة، وهل إذا كانت تحوى مواد قابلة للاشتعال أم لا»، مشيرا إلى أن حى الموسكى يعلم أن تلك الشقق تستخدم كمخازن لمواد قابلة للاشتعال، وطريقة التخزين لم تتم بشكل صحيح مما يعرض حياة المئات للخطر ولكنهم لم يتحركوا بسبب تقاضيهم راتبا شهريا مقابل عدم مداهمة تلك المخازن والإبلاغ عنها.